منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير لمنظمة الصحة العالمية: الأمراض غير السارية هي الأكثر فتكا الآن على مستوى العالم

ساعات العمل الطويلة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ILO Photo/Marcel Crozet
ساعات العمل الطويلة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

تقرير لمنظمة الصحة العالمية: الأمراض غير السارية هي الأكثر فتكا الآن على مستوى العالم

الصحة

في كل ثانيتين، يموت شخص دون سن السبعين في مكان ما في العالم بسبب مرض غير معدٍ- مثل أمراض القلب والسرطان والسكري وأمراض الرئة. وبحسب تقرير جديد صدر عن وكالة الصحة الأممية، تعتبر الأمراض غير السارية أكثر الأمراض فتكا على مستوى العالم.
 

اليوم، أطلق د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، تقريرا جديدا بعنوان "الأرقام غير المرئية: الحجم الحقيقي للأمراض غير السارية" ويدعو التقرير قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن الأمراض غير السارية المسؤولة عن 17 مليون حالة وفاة مبكرة كل عام.

جاء ذلك في أول تجمّع سنوي لمجموعة رؤساء الدول والحكومات للوقاية من الأمراض غير السارية، بقيادة رئيس غانا ورئيس وزراء النرويج، عُقد على هامش الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة. ويأتي في أعقاب إطلاق غانا والنرويج للاتفاق العالمي بشأن الأمراض غير السارية في وقت سابق من هذا العام.

وقد التزم رؤساء الدول بالاتفاق العالمي للأمراض غير المعدية لإنقاذ 50 مليون شخص بحلول عام 2030.

ويسلط التقرير الضوء على مدى العبء العالمي للأمراض غير السارية وعوامل الخطر والتقدم الذي يحرزه كل بلد في جهوده لمكافحة هذه الأمراض والحالات.

وقال د. تيدروس: "هذا التقرير هو تذكير بالحجم الحقيقي للتهديد الذي تشكله الأمراض غير السارية وعوامل الخطر الناتجة عنها."

أكبر مشكلة صحية

أصدرت مؤسسة غالوب استطلاعا جديدا اليوم، بتكليف من منظمة الصحة العالمية ومؤسسة بلومبيرغ للأعمال الخيرية، وجد أن معظم المستجيبين من الدول الخمس المشاركة في الاستطلاع، بما فيها كولومبيا والهند والأردن وتنزانيا والولايات المتحدة، صنّفوا عوامل خطر الأمراض غير السارية، أو الأمراض غير المعدية، على أنها أكبر مشكلة صحية في بلدهم.

ويُعدّ وعي الجمهور بالروابط بين الأمراض غير السارية وعوامل الخطر المرتبطة بها، مثل استهلاك التبغ والكحول، والأنظمة الغذائية غير الصحية، وقلّة النشاط البدني، منخفضا.

على الرغم من ذلك، فإن غالبية الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في جميع البلدان تدعم عددا كبيرا من التدخلات والسياسات التي أثبتت جدواها والتي يمكن أن تقلل الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، مثل زيادة المساحات الخضراء في الأماكن الحضرية وزيادة الضرائب على التبغ.

لتسريع العمل، مدد الدكتور تيدروس تعيين السيد مايكل بلومبيرغ لمدة عامين – كسفير عالمي لمنظمة الصحة العالمية للأمراض غير السارية والإصابات.

وقال مايكل بلومبيرغ: "فيما نواصل الاستجابة لهذه الجائحة، والاستعداد لتلك المقبلة، لمسنا الأهمية الحاسمة للتصدي لعامل خطر رئيسي في دخول المستشفيات بسبب كوفيد-19 والوفيات الناجمة عنه – الأمراض غير السارية."

وأوضح أن الأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الرئة المزمنة والسرطان من أكبر الأمراض القاتلة الصامتة في العالم – لكن غالبا ما يمكن منعها "من خلال الاستثمار في تدخلات مجربة وفعّالة من حيث التكلفة."

استثمار 18 مليار دولار سنويا في جميع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل يمكن أن يوّلد فوائد اقتصادية صافية قدرها 2.7 تريليون دولار بحلول عام 2030.

من الأرشيف: يحصد التدخين أرواح 8 ملايين شخص كل عام.
منظمة الصحة العالمية
من الأرشيف: يحصد التدخين أرواح 8 ملايين شخص كل عام.

وفيات في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط

على الرغم من أن كل دولة عضو في الأمم المتحدة التزمت بتقليل الوفيات المبكرة من الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030 – وهو جهد يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح – إلا أن القليل من البلدان في الوقت الحالي تسير على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك.

وقالت مديرة قسم الأمراض غير السارية في منظمة الصحة العالمية، بنتي ميكلسون: "إنها فكرة مغلوطة أنها أمراض تصيب البلدان ذات الدخل المرتفع."

إذ تسبب الأمراض غير السارية ما يقرب من ثلاثة أرباع الوفيات في جميع أنحاء العالم. يموت 17 مليون شخص دون سن السبعين بسبب الأمراض غير المعدية، ويعيش 86 في المائة منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وأدت الجائحة إلى تفاقم عبء الأمراض غير السارية عن طريق تأخير الحصول على الرعاية وتعطيلها، وفي الأشهر الأولى للجائحة، أبلغ 75 في المائة من البلدان عن تعطّل الخدمات الأساسية للأمراض غير المعدية بسبب قيود الإغلاق وإعادة توجيه الموارد.

ثمة حاجة إلى جهود عالمية عاجلة للعودة إلى المسار الصحيح للوصول إلى أهـداف التنمية المستدامة والحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية. 

وأوضح د. تيدروس أن هناك تدخلات فعّالة من حيث التكلفة وقابلة للتطبيق عالميا للأمراض غير السارية لكل بلد، بصرف النظر عن مستوى الدخل - يمكن وينبغي استخدامها والاستفادة منها - لإنقاذ الأرواح وتوفير المال.