منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: النهاية تلوح في الأفق مع انخفاض عدد الوفيات الأسبوعية إلى أدنى المستويات منذ بداية عام 2020

عامل في المختبر يعمل على لقاح نوفوفاكس ضد كوفيد-19.
Novavax/Patrick Seibert
عامل في المختبر يعمل على لقاح نوفوفاكس ضد كوفيد-19.

كوفيد-19: النهاية تلوح في الأفق مع انخفاض عدد الوفيات الأسبوعية إلى أدنى المستويات منذ بداية عام 2020

الصحة

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه في الأسبوع الماضي، كان عدد الوفيات الأسبوعية المبلغ عنها بسبب كوفيد-19 الأدنى منذ آذار/مارس 2020، وأكدت الوكالة الأممية أننا "لم نكن قط في وضع أفضل لإنهاء الجائحة."

كشف د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، عن هذه الأنباء السارّة، مؤكدا أن "النهاية تلوح في الأفق" لكنّه شدد أننا "لم نصل إلى هناك بعد" داعيا إلى عدم التخلي عن الحذر.

وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف يوم الأربعاء، وصف د. تيدروس التعامل مع الجائحة تماما كرياضة الجري.

وقال: "عدّاءة الماراثون لا تتوقف [عن الجري] عندما يظهر خط النهاية. إنها تبذل قوة أكبر، بكل ما تبقى لها من قوة. وكذلك نحن. يمكننا أن نرى خط النهاية. نحن نفوز. لكن الآن هو أسوأ وقت للتوقف عن الجري."

ستة موجزات سياسية

وشدد المسؤول الأممي على أنه إذا لم يتم انتهاز هذه الفرصة، "فإننا نخاطر بمزيد من المتغيّرات والمزيد من الوفيات والمزيد من الاضطرابات والمزيد من عدم اليقين. فلننتهز هذه الفرصة."

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية اليوم ستة موجزات سياسية قصيرة تحدد الإجراءات الرئيسية التي يجب على جميع الحكومات اتخاذها الآن لإنهاء السباق.

وتشمل الموجزات ملخصا، يقوم على الأدلة والخبرة المكتسبة خلال الأشهر الـ 32 الماضية، لأفضل الممارسات من أجل إنقاذ الأرواح وحماية النظم الصحية وتجنب الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية.

نحث جميع البلدان على الاستثمار في تطعيم 100 في المائة من الفئات الأكثر عرضة للخطر

كما تُعدّ موجزات السياسة دعوة عاجلة للحكومات لإلقاء نظرة فاحصة على سياساتها وتعزيزها لمواجهة كـوفيد-19 ومسببات الأمراض المستقبلية مع احتمال حدوث جائحة.

وتابع د. تيدروس يقول: "نحث جميع البلدان على الاستثمار في تطعيم 100 % من الفئات الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك العاملون الصحيون وكبار السن، كأولوية قصوى باتجاه تأمين 70 % من اللقاح."

كما حثّ على الاستمرار في اختبار وتسلسل سارس كوف-2 ودمج خدمات الرصد والاختبار مع تلك الخاصة بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، بما في ذلك الإنفلونزا.

ودعا إلى التأكد من وجود نظام لتقديم الرعاية المناسبة للمرضى، ودمج رعاية كوفيد-19 في أنظمة الرعاية الصحية الأولية؛ ووضع الخطط استعدادا للارتفاع المفاجئ في عدد الحالات، والتأكد من الحصول على الإمدادات والمعدات والعاملين الصحيين.

كما حثّ على "الحفاظ على احتياطات الوقاية من العدوى ومكافحتها لحماية العاملين الصحيين والمرضى غير المصابين بكوفيد-19 في المرافق الصحية؛ والتواصل بوضوح مع المجتمعات حول أي تغييرات تجريها (الدول) على سياساتها الخاصة بكوفيد-19 والسبب (في إجراء التغيير)."

وأشار إلى أهمية تدريب العاملين الصحيين على تحديد المعلومات الخاطئة والتصدي لها وتطوير معلومات صحية عالية الجودة بتنسيقات رقمية.

تسليم مليارات الجرعات حول العالم

ممرضة تستعد لإعطاء لقاح كوفيد-19 في شمال البرازيل.
PAHO/Karina Zambrana
ممرضة تستعد لإعطاء لقاح كوفيد-19 في شمال البرازيل.

 

مع الشركاء في مرفق كوفاكس للتوزيع العادل للقاحات، سلّمت منظمة الصحة العالمية أكثر من 1.7 مليار جرعة من اللقاح حول العالم، واعتمدت البلدان منخفضة الدخل على المنظمة في الحصول على ثلاثة أرباع جرعات اللقاح.

وقال د. تيدروس: "نحن ندعم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في تطوير قدرات تصنيع اللقاحات لديها."

وشدد على أنه في كل يوم، تواصل المنظمة جمع خبراء العالم لمشاركة أحدث المعارف العلمية، ورصد الاتجاهات وتحليل الأدلة وتقديم المشورة للعالم.

وقال: "هذا ما سنواصل فعله حتى انتهاء الجائحة بالفعل. يمكننا القضاء على هذه الجائحة معا، ولكن فقط إذا قامت جميع البلدان والمصنّعين والمجتمعات والأفراد بالنهوض واغتنام هذه الفرصة."

المساعدة في باكستان

في باكستان، تواصل الوكالة الأممية دعم الحكومة للاستجابة للفيضانات التي أثّرت على 33 مليون شخص وألحقت أضرارا بنحو 1,500 مرفق صحي، مما جعل ملايين الناس غير قادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية: "حتى مع انحسار المياه، تزداد الاحتياجات الصحية."

بالتعاون مع وزارة الصحة، تقوم منظمة الصحة العالمية بتنسيق الاستجابة لتلك الاحتياجات، من خلال إجراء تقييم عاجل للخدمات الصحية التي تأثرت أكثر من غيرها، وتحديد المناطق.

حتى مع انحسار المياه، تزداد الاحتياجات الصحية

وقال: "نحن نستعد ونستجيب لتفشي الحصبة والكوليرا والملاريا، ودعم التهابات الجهاز التنفسي والجلد والعين والتيفوئيد وسوء التغذية وأكثر من ذلك."

مباشرة بعد حدوث الفيضانات، خصصت منظمة الصحة العالمية 10 ملايين دولار من صندوق الطوارئ الخاص بها لحالات الطوارئ، وتُستخدم الأموال لتوصيل الأدوية الأساسية والإمدادات الأخرى عبر 26 مقاطعة.

ويشمل ذلك الخيام للمرافق الصحية المؤقتة، ومعدات تنقية المياه التي يمكن أن تنتج ما يكفي من المياه النظيفة لـ 5,000 شخص في اليوم، وأكياس معالجة الجفاف عن طريق الفم لمليون شخص.

"سنواصل الوقوف جنبا إلى جنب مع شعب باكستان الآن وبينما يتعافى ويعيد البناء."

انخفاض حالات جدري القردة

في الوقت نفسه، يستمر الاتجاه الهبوطي في تفشي مرض جدري القردة في العالم. ولكن تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه كما هو الحال مع كوفيد-19، هذا ليس الوقت المناسب لأن نسترخي أو نتخاذل.

وقال د. تيدروس: "هذا هو الوقت المناسب لجميع البلدان والمجتمعات المتضررة لمواصلة القيام بما هو ناجع. لا تزال البلدان والعاملون الصحيون بحاجة إلى الدعم للاستعداد للحالات وتحديدها واختبارها وعلاجها والوقاية من العدوى."

وحث على وجه الخصوص الدول المتضررة على مشاركة التسلسل الجينومي، "حتى نتمكن من فهم كيفية تطور الفيروس بشكل أفضل."

اليوم العالمي لسلامة المرضى

أم في مبارارا، غرب أوغندا، تتأكد من أن يتلقى طفلاها دواء فيروس نقص المناعة البشرية للأطفال في نفس الوقت كل يوم.
© UNICEF/Karin Schermbrucke

يُحتفى يوم السبت 17 أيلول/سبتمبر باليوم العالمي لسلامة المرضى. وأشار د. تيدروس إلى أن التركيز هذا العام ينصب على "دواء بلا ضرر."

وقال إن الدواء أداة قوية لحماية الصحة، لكنّ الأدوية الموصوفة بشكل خاطئ، أو التي يتم تناولها بشكل غير صحيح أو ذات نوعية رديئة، يمكن أن تسبب ضررا خطيرا بل قد تؤدي إلى الوفاة.

على الصعيد العالمي، يعاني واحد من كل 20 مريضا من أضرار ناتجة عن الأدوية يمكن تجنّبها، وتمثل ممارسات استخدام الأدوية غير الآمنة والأخطاء المتعلقة بتناول الأدوية نصف الأضرار التي يمكن تجنبها في الرعاية الطبية.

وتعمل منظمة الصحة العالمية على الحد من الضرر الناجم عن الأدوية ومنع هذه المعاناة التي لا داعي لها، من خلال دعم البلدان لإبقاء المرضى على دراية وتمكينهم؛ وتحسين تسمية الأدوية ووسمها وتعبئتها؛ ودعم العاملين في مجال الصحة والرعاية من أجل تجنب الأخطاء.

وفي اليوم العالمي لسلامة المرضى، ستتم إضاءة المدن في جميع أنحاء العالم المعالم الأثرية باللون البرتقالي كإقرار بأن لكل فرد دور يلعبه في سلامة الدواء وتحقيق دواء بلا ضرر، لأنه لا ينبغي أن يتضرر أحد أثناء طلب الرعاية.