منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضة حقوق الإنسان بالإنابة: معاناة المدنيين مستمرة في أوكرانيا والحرب تلقي بظلال سالبة على الدول الفقيرة

حطام غرفة نوم تعرضت للقصف في بوروديانكا، كييف.
UNDP Ukraine/Oleksandr Ratushnia
حطام غرفة نوم تعرضت للقصف في بوروديانكا، كييف.

مفوضة حقوق الإنسان بالإنابة: معاناة المدنيين مستمرة في أوكرانيا والحرب تلقي بظلال سالبة على الدول الفقيرة

حقوق الإنسان

افتتح مجلس حقوق الإنسان في جنيف اليوم الاثنين دورته العادية الـ 51 والتي تستمر أربعة أسابيع، حيث من المقرر أن تحتل حالات الطوارئ المتعددة- من أفغانستان إلى أوكرانيا- موقع الصدارة.

وقالت مفوضة حقوق الإنسان بالإنابة، ندى الناشف، إن معاناة السكان المدنيين مستمرة في جميع أنحاء أوكرانيا، بعد ما يزيد قليلا عن 200 يوم منذ الغزو الروسي.

ومن المقرر أن تقدم لجنة التحقيق المستقلة الخاصة بشأن أوكرانيا، لأول مرة، نتائجها بشأن جرائم الحرب المحتملة إلى المجلس، في 23 أيلول/سبتمبر.

وقد تم تكليفها، على وجه الخصوص، بالتحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي وقعت في مناطق كييف وتشرنيهيف وخاركيف وسومي في أواخر شباط/ فبراير وآذار/مارس.

أما خارج أوكرانيا، تقول السيدة ندى الناشف إن النقص الحاد في الوقود والتهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي أصبحت الآن العرف السائد في بعض أفقر دول العالم.

مبادرة حبوب البحر الأسود

وحثت المجتمع الدولي على ضمان وصول الطعام إلى الأشخاص المحتاجين، مرحبة بتوقيع الاتفاق الذي يسمح باستئناف تصدير شحنات الحبوب وغيرها من الإمدادات الغذائية من الموانئ الأوكرانية، داعية إلى "الاحترام الكامل" للاتفاق الذي يضم روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا.

أما في روسيا، شددت المسؤولة الأممية على أن "الترهيب والتدابير التقييدية والعقوبات" ضد منتقدي الحرب في أوكرانيا قوضت "الحريات الأساسية"، وكذلك ألقت "ضغوطا على الصحفيين" فضلا عن التشويش على الإنترنت "وغير ذلك من أشكال الرقابة".

كما حثت السيدة الناشف روسيا على إعادة النظر في الإجراءات التي اتخذتها بشأن توسيع تسمية "العميل الأجنبي"، لتشمل الأفراد الذين يُعتبرون "تحت نفوذ أجنبي"، بالإضافة إلى تجريم الاتصالات غير المعلنة" مع ممثلي الدول أو المنظمات الأجنبية أو الدولية " باعتبار أنها تشكل خطرا على الأمن الروسي.

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يشاهد الحبوب وهي تُحمَّل على متن سفينة كوبروسلي في أوديسا، أوكرانيا.
UN Photo/Mark Garten
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يشاهد الحبوب وهي تُحمَّل على متن سفينة كوبروسلي في أوديسا، أوكرانيا.

لا مجال للتراجع

كرد فعل على أزمة الطاقة الأوروبية الناجمة عن الصراع في أوكرانيا، كان لدى بعض دول الاتحاد الأوروبي الدافع "الذي يمكن تفهمه" بشأن إعادة الاستثمار في الوقود الأحفوري.

لكن السيدة الناشف قالت إنه "لا مجال للتراجع في مواجهة أزمة المناخ المستمرة".

"تماشيا مع التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، أشجع جميع الدول على السعي لتحقيق نتيجة طموحة في مؤتمر الأطرافCOP27 ، بما في ذلك معالجة الخسائر والأضرار والوفاء بالتزامات تمويل المناخ وزيادتها."

تمشيا مع تقاليد المجلس، سلط الخطاب الافتتاحي للقائمة بأعمال المفوضة السامية الضوء على العديد من حالات الطوارئ العالمية الخطيرة الأخرى التي تتطلب "إجراءات عاجلة" للتخفيف من المعاناة.

الحالة في بعض الدول الأفريقية

وتشمل حالات الطوارئ هذه بوركينا فاسو، حيث أدت العمليات التي تشنها قوات أمن الدولة إلى زيادة انتهاكات حقوق الإنسان "التي تؤثر على العديد من المدنيين".

وقالت السيدة الناشف إن بوروندي شهدت أيضا "تقلصا في الفضاء المدني"، مشيرة، بقلق، إلى الدعوة الأخيرة التي أطلقها رئيس جناح إمبونيراكوري الشبابي بالحزب الحاكم، لقتل جميع "مثيري الشغب" ومواصلة الدوريات الليلية.

في جمهورية أفريقيا الوسطى، حثت السيدة ندى الناشف الحكومة على ضمان أن توقف قوات الأمن و "المتعاقدين العسكريين الأجانب الخاصين" فورا "الهجمات الموجهة ضد المسلمين والأقليات الأخرى".

عنف العصابات في هايتي

وسلطت المسؤولة الأممية الضوء على الانتهاكات التي تقوم بها العصابات المسلحة في هايتي، مشددة على ضرورة دعم الدولة في جهودها للحد من العنف، ودعت المجتمع الدولي إلى أهمية تعزيز الرقابة والمساءلة بغية التصدي للجرائم الجنسية والمالية والجرائم الحضرية.

وبالانتقال إلى المضايقات وعمليات القتل المستمرة في هندوراس، حثت السيدة الناشف السلطات على تكثيف التمويل لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه تم تسجيل حوالي 120 ضحية هناك، غالبيتهم من المدافعين عن البيئة والعديد من السكان الأصليين أو الفئات ذات الجذور الآفرو-هندوراسية.

في أوائل عام 2022 ، ساعدت الأمم المتحدة في نقل الأشخاص الذين نزحوا بسبب عنف العصابات في بورت أو برنس ، هايتي.
© IOM Haiti/Monica Chiriac
في أوائل عام 2022 ، ساعدت الأمم المتحدة في نقل الأشخاص الذين نزحوا بسبب عنف العصابات في بورت أو برنس ، هايتي.

إندونيسيا

في خضم تقارير عن العنف المكثف في منطقة بابوا في إندونيسيا، أعربت مسؤولة حقوق الإنسان عن صدمتها إزاء تقطيع جثث أربعة من سكان بابوا الأصليين في الأسابيع الأخيرة، حيث اندلعت اشتباكات بين القوات والجماعات المسلحة، مما تسبب في عدد غير معروف من الوفيات والنزوح.

وفي الوقت نفسه، لا يزال عامة الناس يعانون من عواقب المأزق السياسي في العراق، مما أدى إلى "تحديات اقتصادية، وتقلص مساحة حرية التعبير، فضلا عن الأثر الشديد لتغير المناخ".

وأبلغت المجلس أن أعمال العنف التي اندلعت في نهاية آب/أغسطس أسفرت عن مقتل "أكثر من 34 شخصا وإصابة ما يقرب من 300"، ودعت جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة هناك إلى "وقف العنف، وضمان مشاركة جميع الفئات- ولا سيما النساء والأطفال المجتمع المدني- في عمليات الحوار الوطني".

مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة

وفي الأرض الفلسطينية المحتلة، أشارت السيدة الناشف، بقلق، إلى تزايد عدد الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، الذين قتلتهم أو جرحتهم القوات الإسرائيلية.

وبينما أحاطت علما بالتحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي في مقتل الصحفية في قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة في 11 أيار/مايو، دعت إلى إجراء تحقيق جنائي "يتوافق مع معايير القانون الدولي".

الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها الإعلامية.
Aljazeera
الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها الإعلامية.

مخاوف بشأن الإعادة القسرية في طاجيكستان

في طاجيكستان، أشارت مفوضة حقوق الإنسان بالإنابة إلى المخاوف المستمرة في منطقة غورنو باداخشان، ذاتية الحكم، بشأن طلبات الملاحقة القضائية التي صدرت مؤخرا بالسجن 25 عاما أو السجن المؤبد لبعض النشطاء والصحفيين.

وحثت على إجراء تحقيقات في الانتهاكات والإساءات المتعلقة بحقوق الإنسان وتوفير الضمانات لمحاكمات عادلة، بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وأضافت أن احتجاز وترحيل اللاجئين وطالبي اللجوء الأفغان بمن فيهم العائلات التي لديها أطفال، "انتهكت مبدأ عدم الإعادة القسرية".

وأدانت المفوضة السامية بالإنابة عمليات الإعدام الأخيرة التي نفذتها سنغافورة "لثمانية أشخاص على الأقل بسبب جرائم تتعلق بالمخدرات"، وجددت دعوة مكتبها إلى وقف استخدام عقوبة الإعدام، لا سيما فيما يتعلق بجرائم المخدرات غير العنيفة.