منظور عالمي قصص إنسانية

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: الإجهاد المائي يؤثر على 250 مليون شخص في أفريقيا

فقدت بحيرة تشاد أكثر من 90% من سطحها خلال النصف قرن الماضي. (شباط/فبراير 2019)
UN Photo/Eskinder Debebe
فقدت بحيرة تشاد أكثر من 90% من سطحها خلال النصف قرن الماضي. (شباط/فبراير 2019)

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: الإجهاد المائي يؤثر على 250 مليون شخص في أفريقيا

المناخ والبيئة

يضر الإجهاد المائي والأخطار المتصلة بالمياه، من قبيل الجفاف الشديد والفيضانات المدمّرة، بشكل كبير المجتمعات والاقتصادات والنظم الإيكولوجية الأفريقية. فأنماط هطول الأمطار تضطرب، والأنهار الجليدية تتلاشى، والبحيرات الرئيسية تتضاءل.

هذا ما أورده تقرير "حالة المناخ في أفريقيا 2021" الذي أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، اليوم الخميس، وسلط الضوء على الإجهاد المائي والأخطار المتصلة بالمياه.

وفقا للتقرير، فإنَّ الطلب المتزايد على المياه، مقترنا بالإمدادات المحدودة والمتقلبة، يهدد بمفاقمة عوامل نشوب النزاعات وتشريد السكان.

ويوفر التقرير معلومات علمية موثوق بها عن اتجاهات درجات الحرارة وسائر المؤشرات المناخية. ويبيّن كيف أن الطقس المتطرف وتغير المناخ يقوّضان صحة الإنسان وسلامته، والأمن الغذائي والمائي، والتنمية الاجتماعية الاقتصادية.

وعلى الرغم من أن أفريقيا تعد مصدرا لنحو 2 إلى 3 في المئة فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، فإنها تعاني، بشكل غير متناسب، من الآثار المترتبة على ذلك.

افتقار للموارد

للتغيرات في المسطحات المائية القارية تأثيرات في قطاع الزراعة، والنظم الإيكولوجية، والتنوع البيولوجي

ويركّز التقرير بشكل خاص على موضوع المياه. إذ تشير التقديرات إلى أنّ الإجهاد المائي المرتفع يؤثر في قرابة 250 مليون شخص في أفريقيا ومن المتوقع أن يؤدي إلى تشريد ما يصل إلى 700 مليون شخص بحلول عام 2030.

وأربعة من بين كلّ خمسة بلدان أفريقية من غير المرجَّح أن يكون لديها موارد مائية تُدار إدارة مستدامة بحلول عام 2030.

وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوي، البروفيسور بيتيري تالاس إن الأزمة المتفاقمة والمجاعة المرتقبة في القرن الأفريقي المنكوب بالجفاف تُظهران كيف يمكن لتغير المناخ أن يفاقِمَ الصدمات المائية، فيهدد حياة مئات الآلاف من الناس ويزعزع استقرار مجتمعات وبلدان ومناطق بأكملها.

وأضاف البروفيسور تالاس أن "مناخ أفريقيا شهد احترارا يفوق المتوسط العالمي منذ فترة ما قبل العصر الصناعي (1850-1900). وفي الوقت نفسه، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر على طول السواحل الأفريقية أسرع من المتوسط العالمي، ما يسهم في حدوث زيادات في وتيرة وشدّة الفيضانات الساحلية والتآكل، والملوحة في المدن المنخفضة. وللتغيرات في المسطحات المائية القارية تأثيرات في قطاع الزراعة، والنظم الإيكولوجية، والتنوع البيولوجي".

موقع إعادة تشجير. الأطفال يزرعون شتلات السنط للمستقبل . انكمش حوض بحيرة تشاد من 25 ألف  إلى ألفين كيلومتر مربع.
UNDP Chad/Jean Damascene Hakuzim
موقع إعادة تشجير. الأطفال يزرعون شتلات السنط للمستقبل . انكمش حوض بحيرة تشاد من 25 ألف إلى ألفين كيلومتر مربع.

تقويض قدرة القارة على الوفاء بالتزاماتها

بدورها، قالت السفيرة جوزيفا ليونيل كوريا ساكو، مفوَّضة شؤون الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة لدى مفوضية الاتحاد الأفريقي، إن "ارتفاع درجات الحرارة، وموجات الحر، والفيضانات واسعة النطاق، والأعاصير المدارية، وفترات الجفاف الممتدة، وارتفاع مستوى سطح البحر، وما يسفر عن ذلك من خسائر في الأرواح وأضرار بالممتلكات وتشريد للسكان، كلها عوامل تقوّض قدرة أفريقيا على الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بتحقيق أهـداف خطة التنمية المستدامة، فضلا عن خطة الاتحاد الأفريقي لعام 2063".

يعد هذا التقرير الثالث من نوعه في سلسلة تقارير "حالة المناخ في أفريقيا" وهي مبادرة مشتركة بين المنظمة ومفوضية الاتحاد الأفريقي.

إمكانية الوصول إلى نُظم الإنذار

ويتضمن التقرير مدخَلات من مجموعة واسعة من منظمات الأمم المتحدة، والمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، وشركاء التنمية، وخبراء المناخ.

وتم إصدار التقرير والخريطة السردية الرقمية المصاحبة له إبّان الاجتماع الوزاري المعني بمبادرة النظام المتكامل للإنذار المبكر والعمل المبكّر المعقود في مابوتو بموزامبيق.

ونظرا إلى أن 40 في المئة فقط من سكان أفريقيا لديهم حاليا إمكانية الوصول إلى نُظم الإنذار المبكر لحمايتهم من آثار الطقس المتطرف وتغير المناخ، فإن لأفريقيا أولوية عليا في الحملة التي تقودها المنظمة والتي أعلن هدفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والتي ترمي إلى ضمان حماية كل شخص على وجه الأرض بنُظم الإنذار المبكر في غضون خمس سنوات.

ويقدِّم تقرير "حالة المناخ في أفريقيا" عددا من التوصيات، منها تعزيز نُظم الإنذار المبكر، وزيادة التعاون عبر الحدود، وتبادل البيانات، وتبادل المعارف.

وفي هذا المقام، من الأهمية بمكان توظيف المزيد من الاستثمارات في مجال التكيف فضلا عن ضمان تضافر الجهود في سبيل إدارة موارد المياه إدارة أكثر تكاملا.