منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يؤكد من أوكرانيا أن "الزخم الإيجابي على جبهة الغذاء" يعكس انتصارا للدبلوماسية وللتعددية

الأمين العام أنطونيو غوتيريش (إلى اليسار) يلتقي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لفيف، أوكرانيا.
UN Photo/Mark Garten
الأمين العام أنطونيو غوتيريش (إلى اليسار) يلتقي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لفيف، أوكرانيا.

الأمين العام يؤكد من أوكرانيا أن "الزخم الإيجابي على جبهة الغذاء" يعكس انتصارا للدبلوماسية وللتعددية

المساعدات الإنسانية

قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، التقى اليوم في لفيف، بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وبعدها انضم إليهما الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيث عقد المسؤولون اجتماعا ثلاثيا.
 

وفي المؤتمر الصحفي من المقرّ الدائم بنيويورك، قال نائب المتحدث الرسمي، فرحان حق، للصحفيين إن الأمين العام أكد في كلمته خلال مؤتمر صحفي على أن الأمم المتحدة ستواصل العمل بتضامن كامل مع الشعب الأوكراني لحشد جميع القدرات والموارد – جنبا إلى جنب مع الشركاء الوطنيين – للاستمرار في تقديم الدعم الإنساني للمحتاجين حيث دعت الحاجة.

كما شدد السيد غوتيريش على "الزخم الإيجابي على جبهة الغذاء" مما يعكس انتصارا للدبلوماسية وللتعددية. 

ويُعدّ إخراج الأغذية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا بكميات أكبر أمرا بالغ الأهمية لزيادة تهدئة أسواق السلع الأساسية وخفض الأسعار. وقال السيد غوتيريش: "من الضروري توفير الإغاثة للأشخاص والبلدان الأكثر ضعفا."

حل أزمة الغذاء

استهل السيد غوتيريش كلمته بتوجيه الشكر إلى الرئيس زيلينسكي ولشعب أوكرانيا على الترحيب به مرة أخرى في هذه الفترة العصيبة.

كما أعرب عن سروره بلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي التقى به في إسطنبول الشهر الماضي عند التوقيع على مبادرة البحر الأسود للحبوب – وهي اتفاقية تاريخية لمساعدة الضعفاء في كل ركن من أركان العالم.

وقال: "منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، كنت واضحا: لا يوجد حل لأزمة الغذاء العالمية دون ضمان الوصول العالمي الكامل إلى المنتجات الغذائية الأوكرانية والأغذية والأسمدة الروسية."

وأضاف أنه في أقل من شهر واحد، أبحرت 21 سفينة من الموانئ الأوكرانية وغادرت 15 سفينة إسطنبول باتجاه أوكرانيا لتحميل الحبوب وغيرها من الإمدادات الغذائية.

الأمين العام أنطونيو غوتيريش (إلى اليسار) يلتقي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لفيف، أوكرانيا.
UN Photo/Mark Garten
الأمين العام أنطونيو غوتيريش (إلى اليسار) يلتقي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لفيف، أوكرانيا.

وقال السيد غوتيريش إنه في هذه الأثناء يشق أكثر من 560,000 طن متري من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى التي ينتجها المزارعون الأوكرانيون الطريق إلى الأسواق في جميع أنحاء العالم.

تبقى الحرب هي جوهر المشكلة التي تأتي بنا إلى هنا

وأوضح أن الدلائل تشير إلى أن أسواق الغذاء في العالم بدأت تشهد استقرارا. وانخفضت أسعار القمح بنسبة تصل إلى 8 في المائة، بعد توقيع الاتفاقيات. وانخفض مؤشر الفاو لأسعار الأغذية بنسبة 9 في المائة في تموز/يوليو – وهو أكبر انخفاض منذ عام 2008.

وأضاف أنه يتم تداول معظم السلع الغذائية الآن بأسعار أقل من مستويات ما قبل الحرب، لكنها لا تزال مرتفعة للغاية.

"لكن دعونا لا نتوهم – هناك طريق طويل نقطعه قبل أن يتم ترجمة ذلك في الحياة اليومية للناس - في مخابزهم المحلية وفي أسواقهم."

وأكد أنها لا تزال البداية، وحث الجميع على ضمان استمرار النجاح.

إنهاء الحرب

وأضاف أنه منذ اليوم، عملت الأطراف في مركز التنسيق المشترك باحترافية وبحسن نية للحفاظ على تدفق الغذاء. "أناشدهم أن يستمروا في ذلك، وأن يتغلبوا على جميع العقبات."

وأضاف السيد غوتيريش يقول: "لكن بالطبع، تبقى الحرب هي جوهر المشكلة التي تأتي بنا إلى هنا." وذكّر بما قاله مرارا وتكرارا بأن الغزو انتهاك للسلامة الإقليمية لأوكرانيا وميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف أن الحرب تسببت في مقتل عدد كبير من الناس ودمار هائل ونزوح وانتهاكات مأساوية لحقوق الإنسان. "الناس بحاجة إلى السلام."

قلق بشأن الوضع في محطة زابوروجيا

وأشار الأمين العام إلى أنه لا يزال يشعر بقلق بالغ إزاء تطور الوضع داخل محطة زابوروجيا وفي محيطها، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. 

وقال: "يجب أن يسود الحسّ السليم لتجنب أي أعمال قد تعرّض السلامة المادية أو سلامة أو أمن المحطة النووية للخطر." مشددا على أنه يجب ألا تُستخدم المنشأة كجزء من أي عملية عسكرية.

وتابع يقول: "بدلا من ذلك، تمس الحاجة إلى اتفاق لإعادة تأسيس زابوروجيا كبنية تحتية مدنية بحتة ولضمان سلامة المنطقة."

وفي اتصال وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قامت الأمانة العامة للأمم المتحدة بتقييم أن لديها في أوكرانيا القدرة اللوجستية والأمنية لدعم أي بعثة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيا للطاقة النووية من كييف، بشرط موافقة روسيا وأوكرانيا.

ودعا مجددا إلى سحب المعدات والطواقم العسكرية من المنشأة. "المنطقة بحاجة لأن تكون منزوعة السلاح. يجب أن نسمّي الأمور بمسمياتها – أي ضرر محتمل لزابوروجيا هو انتحار."

محطة دنيبر لتوليد الطاقة الكهرومائية في زابوروجيا، أوكرانيا.
Unsplash/Yehor Milohrodskyi
محطة دنيبر لتوليد الطاقة الكهرومائية في زابوروجيا، أوكرانيا.

تشكيل بعثة تقصي الحقائق

وناقش السيد غوتيريش التحقيق في الحادث المأساوي الذي وقع في مرفق احتجاز في أولينيفكا في 29 تموز/يوليو. وقال: "ما حدث هناك غير مقبول، يتمتع جميع أسرى الحرب بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي."

ودعا إلى أن تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إليهم أينما كانوا.

وقال: "قررت تشكيل بعثة لتقصي الحقائق." وتم تقاسم اختصاصات البعثة مع أوكرانيا والاتحاد الروسي، فضلا عن تشكيل الفريق.

وأضاف يقول: "أعتزم تعيين الجنرال البرازيلي، كارلوس دوس سانتوس كروز، لقيادة هذه البعثة."

والجنرال سانتوس كروز ضابط يتمتع بخبرة تزيد عن 40 عاما في مجال الأمن العام الوطني والدولي والخبرة العسكرية، بما في ذلك كقائد لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وأشار إلى مواصلة العمل للحصول على التأكيدات اللازمة لضمان الوصول الآمن إلى أولينيفكا وأي مواقع أخرى ذات صلة. وقال السيد غوتيريش: "ببساطة، يجب أن تتمتع بعثة تقصي الحقائق بالحرية للعثور على الحقائق، وأن يكون الفريق قادرا على جمع المعلومات اللازمة وتحليلها."

وعلاوة على ذلك، يجب الوصول الآمن وغير المقيّد للأشخاص والأماكن والأدلة دون أي تدخل من أي شخص، على حدّ تعبيره.

وأكد على شكره للرئيس الأوكراني ولشعب أوكرانيا، قائلا: "يمكنكم الاستمرار في الاعتماد على دعم الأمم المتحدة لتعزيز حقوق الإنسان والقانون الدولي وقضية السلام."

زيارة لجامعة في لفيف

وقال فرحان حق إن الأمين العام وصل إلى لفيف مساء أمس (الأربعاء) وزار في وقت سابق اليوم – لمدة وجيزة – جامعة إيفان فرانكو الوطنية في لفيف.

وفي حديثه مع الصحفيين بعد ذلك، أشار الأمين العام إلى الراوبط بين الأمم المتحدة والجامعة، مضيفا أن اليوم تزداد أهمية مساهمات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية في تطوير الديمقراطيات الحديثة.