منظور عالمي قصص إنسانية

وفاة المدافعة الأممية في مجال مكافحة الإيدز، نفيس صادق عن عمر ناهز 92 عاما

الدكتورة نفيس صادق مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في القاهرة، مصر، 1994.
UN Photo
الدكتورة نفيس صادق مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في القاهرة، مصر، 1994.

وفاة المدافعة الأممية في مجال مكافحة الإيدز، نفيس صادق عن عمر ناهز 92 عاما

المرأة

توفيت يوم أمس الاثنين الدكتورة نفيس صادق، عن عمر ناهز 92 عاما، حيث كانت أول امرأة تترأس أحد أكبر برامج الأمم المتحدة الممولة طوعا، تاركة إرثا غنيا من المساهمات في مجال صحة المرأة وحقوقها. 

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان نيابة عن الأمين العام: "لقد دأبت على لفت الانتباه إلى أهمية تلبية احتياجات المرأة، وإشراكها بشكل مباشر في صنع وتنفيذ السياسات المتعلقة بالتنمية".

شغلت الدكتورة نفيس صادق، وهي من مواليد باكستان، منصب المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) ، والمستشارة الخاصة للأمين العام والمبعوثة الخاصة المعنية بالإيدز في آسيا والمحيط الهادئ.

"سيتذكر (الناس) الإسهامات الهامة للدكتورة صادق في مجال صحة المرأة وحقوقها والسياسات السكانية وجهودها الدؤوبة في مكافحة الإيدز".

رائدة نسوية

وأعربت المديرة التنفيذية الحالية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة ناتاليا كانيم عن حزنها العميق لوفاة الدكتورة صادق واصفة إياها بأنها "نصيرة فخورة (للحق في) الاختيار ومدافعة لا تعرف الكلل عن صحة المرأة وحقوقها وتمكينها".

كما عملت الدكتورة صادق كأمينة عامة للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية (ICPD) في القاهرة عام 1994.

وكانت مهندسة برنامج العمل الذي تم اعتماده في المؤتمر والذي ركز على العلاقة الوطيدة بين السكان والتنمية وركز على تلبية احتياجات الأفراد في إطار معايير حقوق الإنسان المعترف بها عالميا بدلا من مجرد تلبية الأهداف الديمغرافية.

وقالت الدكتورة كانيم إن المسؤولة الراحلة كانت رائدة قدمت مساهمات لا تمحى في مجالات النهوض بالصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، وقيادة المرأة والتنمية العالمية. ومضت قائلة:

"لقد وضعت رؤيتها الجريئة وقيادتها في القاهرة العالم على طريق طموح - رحلة مرت عبر بيجين والمؤتمر العالمي للمرأة لعام 1995، وساعدت في تشكيل الأهداف الإنمائية للألفية وتوقعت الرؤية التحويلية لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهـداف التنمية المستدامة المتكاملة والعالمية الـ17. لقد ساعدت هذه الرحلة على تغيير حياة الملايين من النساء والفتيات".

"قوة تحويلية"

خلال مسيرتها المهنية الطويلة والمتميزة، لفتت الدكتورة صادق الانتباه إلى أهمية تلبية احتياجات المرأة وإشراكها كصانعة قرار ومحرك لسياسة التنمية.

لقد دأبت على لفت الانتباه إلى أهمية تلبية احتياجات المرأة، وإشراكها بشكل مباشر في صنع وتنفيذ السياسات المتعلقة بالتنمية-- الأمين العام

وقالت السيدة كانيم إن المدافعة الراحلة ساعدت العالم على فهم أن الناس هم في صلب عملية التنمية وأننا عندما نزيل العقبات التي تعترض طريقهم ونحافظ على حقوقهم، يزدهرون هم ومجتمعاتهم - وخاصة النساء.

"لقد برهنت من خلال قدوتها القوة التحويلية للقيادة النسائية".

مؤتمر القاهرة

وقالت الدكتورة كانيم: "منذ مؤتمر القاهرة، ملايين الفتيات والشابات كبرن على معرفة أن أجسادهن ملك لهن، وأنه يقع على عاتقهن تشكيل مستقبلهن"، في إشارة إلى المؤتمر الذي توصل إلى توافق في الآراء بشأن سلسلة من الأهداف بما في ذلك إتاحة وصول أوسع للنساء في التعليم الثانوي والعالي، والحد من وفيات الرضع والأطفال والحصول على خدمات الصحة الإنجابية والجنسية مثل تنظيم الأسرة.

"إن برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية يقف بمثابة نصب تذكاري دائم لتصميم الدكتورة صادق وشجاعتها وقناعتها. بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، يظل برنامج العمل خارطة طريقنا لتحقيق عالم من الحقوق الإنجابية والاختيارات للجميع".

قالت المديرة السابقة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في خطابها أمام مؤتمر بيجين للمرأة قبل 25 عاما، إن العلامة الأولى التي تدل على احترام المرأة هي دعم حقوقها الإنجابية، والتي "تتضمن أكثر من الحق في الإنجاب".

"إنها تشتمل على دعم النساء في أنشطة أخرى غير الإنجاب، وتحريرهن من منظومة قيم تصر على أن الإنجاب هو وظيفتهن الوحيدة".

عقود من التفاني

انضمت الدكتورة صادق إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان في عام 1971 وشغلت منصب المديرة التنفيذية المساعدة من عام 1977 حتى تعيينها في منصب المديرة التنفيذية في عام 1987.

وقبل انضمامها إلى المنظمة، لأنها طبيبة توليد وأمراض نسائية، شغلت منصب المديرة العامة للمجلس المركزي لتنظيم الأسرة الباكستاني.

بعد تقاعدها من صندوق السكان في عام 2000، شغلت منصب المستشارة الخاصة للأمين العام ومبعوثته الخاصة المعنية بفيروس الإيدز في آسيا والمحيط الهادئ.

من منظمة الصحة العالمية إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، أشادت أسرة الأمم المتحدة بالزميلة الراحلة وأعربت عن أسفها العميق لوفاتها.

وبالنيابة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، أعربت الدكتورة كانيم عن خالص تعازيها لأسرة الدكتورة صادق، ولحكومة وشعب باكستان، وللنساء في جميع أنحاء العالم، ولكل من يشعر بالحزن على فقدانها.