منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج الأمم المتحدة للبيئة يحذر من تأثر الغرب الأمريكي بنقص المياه والطاقة بسبب أزمة المناخ

تم إنشاء بحيرة باول، ثاني أكبر بحيرة في أمريكا، في الستينيات، مع بناء سد غلين كانيون.
UN News/Elizabeth Scaffidi
تم إنشاء بحيرة باول، ثاني أكبر بحيرة في أمريكا، في الستينيات، مع بناء سد غلين كانيون.

برنامج الأمم المتحدة للبيئة يحذر من تأثر الغرب الأمريكي بنقص المياه والطاقة بسبب أزمة المناخ

المناخ والبيئة

حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة، اليوم الثلاثاء، من أن اثنين من أكبر خزانات المياه في الولايات المتحدة الأمريكية عند مستويات منخفضة بشكل خطير بسبب أزمة المناخ والاستهلاك المفرط للمياه، مما قد يؤثر على إمدادات المياه والكهرباء بالنسبة لملايين الأشخاص في ست من الولايات الغربية والمكسيك.

تعاني بحيرتا "ميد" في ولايتي نيفادا وأريزونا و "باول" في ولايتي يوتا وأريزونا، حاليا، من أدنى مستويات المياه على الإطلاق، وتمران بما يعرف بحالة "البركة الميتة"، أي أن مستوى المياه في السدود منخفض للغاية، بحيث لم يعد بإمكانها التدفق في اتجاه مجرى النهر وتشغيل محطات الطاقة الكهرومائية.

تم إنشاء بحيرة ميد - أكبر مسطح مائي اصطناعي في أمريكا - في ثلاثينيات القرن الماضي من خلال بناء سد هوفر. أما بحيرة باول، ثاني أكبر بحيرة في أمريكا، فقد تم إنشاؤها في الستينيات، مع بناء سد غلين كانيون.

وقالت ليز مولين بيرنهاردت، خبيرة النظم البيئية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن الظروف المناخية في الغرب الأمريكي، والتي نراها حول حوض نهر كولورادو، ظلت جافة جدا لأكثر من 20 عاما، لدرجة أننا لم نعد نتحدث عن الجفاف. نشير إليه على أنه "تقحل" أي الجفاف الشديد.

"بحيرتا ميد وباول لا توفران المياه والكهرباء لعشرات الملايين في نيفادا وأريزونا وكاليفورنيا ووايومينغ وكولورادو ونيو مكسيكو والمكسيك فحسب، بل توفران أيضا مياه الري المستخدمة في الزراعة."

معالجة الأسباب الجذرية

يحذر الخبراء من أنه مع تفاقم الأزمة، ستكون هناك حاجة إلى تقليص إمدادات المياه، "ولكن هذا قد لا يكون كافيا".

وقالت ماريا مورغادو، مسؤولة النظم البيئية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة في أمريكا الشمالية: "في حين أن تنظيم وإدارة العرض والطلب على المياه أمران ضروريان على المدى القصير والطويل، إلا أن تغير المناخ يقع في جوهر هذه القضية. على المدى الطويل نحن بحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية لتغير المناخ وكذلك الطلب على المياه."

على مدى السنوات العشرين الماضية، نجمت معظم الكوارث - 90 في المائة - عن الفيضانات والجفاف والأحداث الأخرى المتعلقة بالمياه.

تم نحت yراند كانيون على ضفاف نهر كولورادو، والذي يقع في الولايات المتحدة وتم تسجيله في قائمة اليونسكو للتراث العالمي المرموقة في عام 1979..
UN News/Elizabeth Scaffidi

ظروف مقلقة

مع تزايد حالات الجفاف المتكررة، سيعتمد الناس في المناطق التي تعاني من ندرة المياه بشكل متزايد على المياه الجوفية.

تضاعفت الزيادات في الطلب على المياه بسبب تزايد عدد السكان والري من أجل الزراعة. وقد تفاقمت هذه الزيادات بسبب تأثيرات تغير المناخ مثل انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.

ويؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى زيادة تبخر المياه السطحية، مما يقلل من رطوبة التربة. "هذه الظروف مقلقة، ولا سيما في منطقة بحيرتي باول وميد. إنها تشكل عاصفة مثالية".

هذا جزء من اتجاه أوسع يؤثر على مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء الكوكب.

بينما يتسبب تغير المناخ في إحداث فوضى في النظم الطبيعية المترابطة على الأرض، أصبحت ظاهرة الجفاف والتصحر الوضع الطبيعي الجديد، في كل مكان من الولايات المتحدة إلى أوروبا وأفريقيا.

الملايين يواجهون مخاطر الإجهاد المائي

ورد في تقرير صدر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في 2022، أنه منذ عام 1970، شكلت مخاطر الطقس والمناخ والمياه 50 في المائة من جميع الكوارث وأثرت على 55 مليون شخص على مستوى العالم كل عام.

ووجد التقرير أيضا أن 2.3 مليار شخص يواجهون، سنويا، مخاطر الإجهاد المائي.

يعتبر الجفاف أيضا أحد العوامل العديدة التي تؤثر على تدهور الأراضي، حيث يتم تصنيف ما بين 20 و40 في المائة من أراضي العالم على أنها متدهورة، مما يؤثر على نصف سكان العالم، ويؤثر على الأراضي الزراعية والأراضي الجافة والأراضي الرطبة والغابات والمراعي.

تم إنشاء عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي، والذي يعد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أحد أعضائه الرئيسيين.

يستمر العقد حتى عام 2030- وهو نفس الجدول الزمني المحدد لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة- ويهدف إلى مواجهة تغير المناخ ووقف انهيار التنوع البيولوجي من خلال استعادة النظم البيئية.