منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضية اللاجئين تعرب عن قلق بالغ إزاء ارتفاع عدد القتلى من النازحين في الكونغو الديمقراطية

نازحون داخليا في مخيم لودا للنازحين داخليا في فاتاكي، مقاطعة إيتوري، جمهورية الكونغو الديمقراطية.
© UNICEF/Roger LeMoyne
نازحون داخليا في مخيم لودا للنازحين داخليا في فاتاكي، مقاطعة إيتوري، جمهورية الكونغو الديمقراطية.

مفوضية اللاجئين تعرب عن قلق بالغ إزاء ارتفاع عدد القتلى من النازحين في الكونغو الديمقراطية

السلم والأمن

أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن حزنها العميق وقلقها البالغ إزاء ارتفاع عدد القتلى وازدياد المعاناة بين المدنيين، بمن فيهم النازحون قسرا، جراء الهجمات الوحشية في المقاطعات الشرقية لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقال ماثيو سولتمارش، المتحدث باسم المفوضية للصحفيين في جنيف إن هذا الوضع- الذي لا يطاق- مستمر في التفاقم وينبغي عدم تجاهله بعد الآن، مشيرا إلى أن الهجمات المتزامنة التي شنتها الجماعات المسلحة في مقاطعة إيتوري، خلال هذا الشهر، أسفرت عن مقتل 11 شخصا ونهب وحرق 250 منزلا.

في الفترة بين شباط/فبراير وحزيران/يونيو من هذا العام، سجلت المفوضية وشركاؤها أكثر من 800 حالة وفاة بسبب هجمات بالأسلحة النارية وغارات بالسواطير على المجتمعات المحلية في إيتوري.

كان ما لا يقل عن 715 من هؤلاء الضحايا قد لجأوا إلى مواقع النزوح الداخلي أو قُتلوا أثناء عودتهم إلى ديارهم بعد أن فروا سابقا من العنف. في حزيران/يونيو وحده، قُتل 97 شخصا من العائدين أو النازحين في هجمات شملت عمليات اختطاف ونهب وحرق منازل.

نزوح الآلاف

وقال المتحدث باسم المفوضية إن هذه الغارات تسببت في نزوح أكثر من 20 ألف شخص من منازلهم، الأمر الذي أدى أيضا إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في إيتوري، وهي منطقة خصبة توقفت فيها التنمية بسبب عقود من الاشتباكات القبلية.

في شمال كيفو، وفقا للمسؤول الأممي، خلف هجوم بالأسلحة النارية شنه مسلحون على مستوطنة كاشوغا للنازحين داخليا في إقليم ماسيسي في يونيو / حزيران ثمانية قتلى وما لا يقل عن سبعة آخرين أصيبوا بجروح خطيرة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أدى القتال بين الجيش الكونغولي وحركة إم-23 في مقاطعة كيفو إلى نزوح أكثر من 160 ألف شخص عبر إقليمي روتشورو ونيراغونغو.

صعوبات تحول دون مساعدة المحتاجين

ويؤدي انعدام الأمن إلى تفاقم التحدي القائم المتمثل في الصراع القبلي، وهشاشة البنية التحتية وغياب المؤسسات في المنطقة. كما أنه يغذي دورات العنف المكثفة، ويؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار ويقوض جهود السلام والتنمية.

وتزيد مثل هذه الهجمات من الصعوبات التي تواجه مفوضية اللاجئين وشركاءها في تقديم المساعدة المنقذة للحياة لهذه المجتمعات الضعيفة.

نقص التمويل

وقال ماثيو سولتمارش إن عمليات المفوضية في جمهورية الكونغو الديمقراطية تلقت 19 في المائة فقط من جملة المبلغ المطلوب- 225 مليون دولار- بهدف الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للاجئين والنازحين بالدعم العاجل والمنقذ للحياة.

ودعت المفوضية جميع الأطراف، بأقوى العبارات، إلى الوقف الفوري لهذا العنف العبثي، والذي يؤدي إلى تشريد عشرات الآلاف.

كما دعت إلى احترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني من العنف، ولضمان تقديم الجناة إلى العدالة على الفور.

يبلغ عدد النازحين في جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من 5.6 مليون شخص، مما يجعلها أكبر عدد من النازحين داخليا في القارة الأفريقية ومن بين أكبر عدد من النازحين في جميع أنحاء العالم.