منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير جديد للفاو يؤكد على أهمية صحة الحيوان للمساعدة في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

حيوانات تشرب الماء في السودان.
IFAD Video
حيوانات تشرب الماء في السودان.

تقرير جديد للفاو يؤكد على أهمية صحة الحيوان للمساعدة في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

المناخ والبيئة

أفاد تقرير جديد، نشر اليوم الخميس، بأنّه يمكن لتحسين صحة الحيوان أن يساعد في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مشيرا إلى أنّ اتبّاع نهج أكثر دقة لقياس التقدم المحزر ضروريّ إذا ما أرادت البلدان أن تتمكن من إدراج خفض الانبعاثات هذه في التزاماتها الوطنية المتعلقة بالمناخ.

أصدر التقرير كل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمنصة العالمية لمنتجات الألبان، والتحالف العالمي للبحوث بشأن غازات الاحتباس الحراري المتصلة بالزراعة، وحمل عنوان "دور صحة الحيوان في الالتزامات الوطنية المتعلقة بالمناخ".

وأوضح التقرير أنّ للأمراض التي تصيب الحيوانات، وعمرها المتوقع ومدى إنتاجيتها تأثير كبير على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وهذا يعني، وفقا للتقرير، أنه ثمة حاجة إلى استثمارات أكبر لإنشاء نظم للقياس والإبلاغ والتحقق.

ولا توجد حاليا طريقة موحّدة لإدراج تحسّن صحة الحيوانات في قوائم الجرد الوطنية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو في المساهمات المحددة وطنيا في معظم البلدان. وبالتالي، غالبا ما لا تظهر أهمية صحة الحيوان بوضوح في التزامات البلدان بمكافحة تغير المناخ.

"نهج أكثر دقة"

وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيدة ماريا هيلينا سيميدو إن هذا التقرير يمثل تقدما بارزا في تسليط الضوء على أهمية صحة الحيوان وتوجيه البلدان نحو نهج أكثر دقة لتقييم دور صحة الحيوان وسبل إدراجها في الالتزامات الوطنية للمساعدة في التخفيف من وطأة أزمة المناخ.

بدوره، أوضح السيد دونالد مور، المدير التنفيذي للمنصة العالمية لمنتجات الألبان أن قطاع الثروة الحيوانية يقدّم سبل العيش والتغذية الضرورية لأكثر من مليار شخص حول العالم.

"ويبيّن هذا الموجز كيف يمكن للحكومات والقطاع العملَ معا لإيجاد حلول للمناخ، وكيف أنّ هذا التقرير يشكّل جزءا من مبادرة المسارات نحو القضاء على انبعاثات قطاع الألبان التي استهلّها القطاع العالمي لمنتجات الألبان".

أما السيد هايدن مونتغمري، الممثل الخاص للمنصة العالمية لمنتجات الألبان فقال:

"بينما يظهر هذا التقرير بوضوح الفرصة السانحة لمساهمة تحسين صحة الحيوان في التخفيف من وطأة آثار تغير المناخ، يسلط الضوء أيضا على ضرورة سد الثغرات الحرجة في البيانات وبناء القدرات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بوجه خاص. ويتعيّن على الحكومات والقطاع دعم الاستثمارات طويلة الأجل في مجال البحوث وتهيئة بيئة مواتية للسياسات والبرامج المتعلقة بصحة الحيوانات لتحقيق كامل إمكاناتها".

ويبيّن هذا التقرير كيف يمكن للبلدان أن تضع نظاما للقياس والإبلاغ والتحقق على المستوى الوطني لتتمكن من إدراج تحسين صحة الحيوان في التزاماتها الوطنية المتعلقة بالمناخ.

سيّدة تطعم الحيوانات في المنطقة الصومالية في إثيوبيا.
© UNICEF/Mulugeta Ayene
سيّدة تطعم الحيوانات في المنطقة الصومالية في إثيوبيا.

دور البلدان

وبحسب التقرير، من الضروري أن تقوم البلدان إذا ما أرادت أن تحقق ذلك، باستخدام المنهجيتين المفصّلتين المشار إليهما بمنهجيتيّ المستويين 2 و3 اللتين وضعتهما الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

وبينما لا يسمح نهج المستوى 1 شائع الاستخدام إلّا بتقدير انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للحيوان الواحد بمتوسطات إقليمية، ينظر نهج المستوى 2 في نظم إنتاج محلية محددة.

وهو يشمل بارامترات للقطيع لتقدير التأثيرات على أعداد الحيوانات مثل الوفيات والخصوبة وعمر الحيوانات عند وضع صغارها للمرة الأولى، ومعدّل استبدال الحيوانات، فضلًا عن بيانات الإنتاج بما يشمل غلال الحليب ووزن الحيوان في مختلف مراحل حياته.

وتشمل الانبعاثات الناتجة عن قطاع الثروة الحيوانية انبعاثات الميثان الناجمة عن التخمّر المعوي في الجهاز الهضمي للحيوان، وانبعاثات الميثان وأكسيد النيتروز الناجمة عن إدارة مخلّفات الماشية.

ويجري الإبلاغ عن الانبعاثات الناجمة عن إنتاج الأعلاف وتجهيزها ونقلها واستخدام الطاقة في إطار "التربة الزراعية" أو قطاع الطاقة. 

توزيع مكملات المواشي في حالات الطوارئ على شكل مكعبات رعي عالية التغذية لإطعام الماشية لتمكين الحيوانات من الاستمرار في توفير الحليب كمصدر للغذاء والدخل للمجتمعات المحلية في كينيا.
©FAO/Luis Tato
توزيع مكملات المواشي في حالات الطوارئ على شكل مكعبات رعي عالية التغذية لإطعام الماشية لتمكين الحيوانات من الاستمرار في توفير الحليب كمصدر للغذاء والدخل للمجتمعات المحلية في كينيا.

أهمية صحة الحيوان

وتعتبر منظمة الأغذية والزراعة أن صحة الحيوان عامل حيوي للإنتاج المستدام للثروة الحيوانية.

إذ لا تمثل المنتجات الحيوانية مصدرا للأغذية عالية الجودة فحسب، بل هي أيضا مصدر دخل للكثير من صغار المزارعين وأصحاب الحيوانات، فتساهم بذلك على نحو كبير في سبل العيش والناتج المحلي الإجمالي في الكثير من البلدان النامية.

توصيات التقرير

ومن بين التوصيات الواردة في التقرير ما يلي:

  • يتعيّن إنشاء نظام لجمع البيانات وحفظها يشمل أصحاب المصلحة من جميع أنحاء القطاع، ما من شأنه أن يضفي قيمة على جمع البيانات المتعلقة بصحة الحيوان على المستويين الوطني والدولي.
  • ولا بدّ من مراعاة منظور نُظمي مقترن بتقييم دورة حياة الحيوان لتفسير انخفاض الانبعاثات غير المباشرة نتيجة تحسّن صحة الحيوان (مثل التغيرات في استهلاك الأعلاف واستخدام المراعي واستخدام الطاقة).
  • ويتعيّن تعزيز قدرة الحكومات والشركاء على احتساب الانبعاثات والمساءلة عن أثرها في جميع مراحل سلسلة القيمة.

يمكنكم الاطلاع هنا على المزيد من المعلومات حول عمل منظمة الأغذية والزراعة في مجال صحة الحيوان.