منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الهجرة الدولية تعيد الأمل للنساء المهاجرات الحوامل اللواتي تقطعت بهن السبل في طريقهن إلى عبور المتوسط

يواصل الفريق الصحي التابع للمنظمة الدولية للهجرة في ليبيا دعم المهاجرين ويضمن أن لجميع المهاجرين الحق في الرعاية الصحية والحصول عليها.
IOM/Moayad Zaghdani
يواصل الفريق الصحي التابع للمنظمة الدولية للهجرة في ليبيا دعم المهاجرين ويضمن أن لجميع المهاجرين الحق في الرعاية الصحية والحصول عليها.

منظمة الهجرة الدولية تعيد الأمل للنساء المهاجرات الحوامل اللواتي تقطعت بهن السبل في طريقهن إلى عبور المتوسط

المهاجرون واللاجئون

عندما غادرت إيمي بلدها نيجيريا في عام 2016، كانت تأمل في إيجاد سبيل لإعالة أسرتها. في سن 18 فقط، كانت تمتلك وتدير صالونا لتصفيف الشعر في نيجيريا، لمدة أربع سنوات. ولكن بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد في ذلك الوقت، اضطرت للتخلي عن عملها.

التقت لاحقا بصديقة مقرّبة عرضت عليها دفع تكاليف انتقالها إلى أوروبا وتأمين وظيفة لها. كانت متحمسة للغاية بشأن العرض وقبلت بكل سرور. كان ذلك يعني بالنسبة لها أن مستقبلها سيتحسن بشكل كبير.

عائلتها، من ناحية أخرى، لم تكن سعيدة بسماع الخبر. إذ كانت تخشى ما قد يحدث لها في الطريق. ولكن مع ذلك، كانت إيمي مصممة على تغيير حياتها. سافرت من لاغوس إلى أغاديز في النيجر، ثم إلى سبها في ليبيا.

وعن تلك التجربة تقول إيمي: "لقد أمضينا أكثر من شهر في الطريق وواجهنا العديد من التحديات. كنا نجلس في الجزء الخلفي من الشاحنة تحت أشعة الشمس الحارقة. كنت أشعر بالخوف في كل مرة كنت أنظر فيها إلى صديقي الذي سافر معي من نيجيريا وبقية الفتيات؛ كان الإرهاق باديا على وجوههم. كانت تلك أسوأ أيام حياتي".

ساعد المكتب، الذي تديره المنظمة الدولية للهجرة، أكثر من 7000 مهاجر في عام 2021 وحده، ممن وجدوا أنفسهم، مثل إيمي، عالقين بلا أي وسيلة لمواصلة رحلتهم إلى الخارج أو العودة إلى ديارهم.
IOM/Moayad Zaghdani
ساعد المكتب، الذي تديره المنظمة الدولية للهجرة، أكثر من 7000 مهاجر في عام 2021 وحده، ممن وجدوا أنفسهم، مثل إيمي، عالقين بلا أي وسيلة لمواصلة رحلتهم إلى الخارج أو العودة إلى ديارهم.

محاولة أولى فاشلة

استغرقت رحلة إيمي وزملائها أسبوعا من سبها إلى طرابلس. وبعد ذلك، ركبوا القارب الذي سيأخذهم في المحاولة الأولى لعبور البحر الأبيض المتوسط.

بعد سماعها قصص نجاح الأشخاص الذين وصلوا إلى أوروبا، شعرت إيمي بالثقة في أن الأمور ستسير على ما يرام.

بعد ساعات من بدء الرحلة، تعطل القارب ووجدوا أنفسهم عالقين في البحر. عثر عليهم حراس البحث والإنقاذ الليبيون وأعادوهم إلى الشاطئ.

تقول إيمي: "كنت سعيدة لكوني ما زلت على قيد الحياة".

وفقا لآخر تحديث بحري للمنظمة الدولية للهجرة، تمت إعادة أكثر من 9000 مهاجر إلى ليبيا بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2022، من بينهم 656 امرأة و342 طفلا.

عند العودة إلى الشاطئ، تلقوا جميعا المساعدة من قبل فريق المساعدة المباشرة والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي التابع لمنظمة الدولية للهجرة.

بعد محاولتها الأولى لعبور البحر إلى أوروبا، أعيدت إيمي إلى طرابلس واحتُجزت لبضعة أشهر حتى وظفتها عائلة ليبية كمدبرة منزل. كان هدفها الوحيد هو العمل وتوفير المال الكافي لتكرار محاولة العبور مرة أخرى.

وفقا لآخر تحديث بحري للمنظمة الدولية للهجرة، تمت إعادة أكثر من 9000 مهاجر إلى ليبيا بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2022، من بينهم 656 امرأة و342 طفلا.
IOM/Moayad Zaghdani
وفقا لآخر تحديث بحري للمنظمة الدولية للهجرة، تمت إعادة أكثر من 9000 مهاجر إلى ليبيا بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2022، من بينهم 656 امرأة و342 طفلا.

صفحة جديدة

بعد عام، التقت برجل غاني وتزوجته. في بداية جائحة كـوفيد-19، فقد زوجها وظيفته وكافح الاثنان في سبيل تغطية نفقاتهما. تمكنت أخيرا من توفير ما يكفي من المال للعبور مرة أخرى وإقناع زوجها بمرافقتها على أمل الوصول إلى أوروبا هذه المرة.

شعرت باليأس وكنت أبكي كل ليلة حتى موعد النوم.

خلال هذه الفترة، اكتشفت إيمي أنها حامل بطفلها الأول، وقد شعر الزوجان بسعادة غامرة. ولكن للأسف، فقدت الطفل في 28 أسبوعا. تقول إيمي:

"شعرت باليأس وكنت أبكي كل ليلة حتى موعد النوم. الشخص الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه هو زوجي، الذي أقنعني بمحاولة إنجاب طفل مرة أخرى".

في وقت لاحق من ذلك العام، تحقق حلم إيمي بالحمل مرة أخرى، في وقت كان حلمها بالسفر إلى أوروبا يتبلور ببطء أيضا.

كان زوجها مترددا في السماح لها بالسفر خوفا من مخاطر فقدان الطفل مرة أخرى، لكن إيمي كانت مصممة على تأمين حياة أفضل لطفلها الذي لم يولد بعد.

في آذار/مارس 2021، شرعت مع زوجها في رحلة بحرية، ملؤها التوتر والقلق هذه المرة، حيث تقول: "ظللت أصلي إلى الله ليخلصنا".

بعد 48 ساعة في البحر، اعترضهما خفر السواحل الليبي وأعادوهما إلى طرابلس مرة أخرى. استقبلهما هذه المرة موظفو المنظمة الدولية للهجرة. لكن الزوجين قررا عدم إخبار أي شخص عن بالمولود الذي ينتظرانه.

بعد بضعة أسابيع، فقدت إيمي طفلها الثاني وقد تأثرت كثيرا بذلك.

إصرار على الحلم

لكنها، مع ذلك، لم تتخل عن تكوين أسرة خاصة بها، وحملت للمرة الثالثة. هذه المرة، ناقشت وضعها مع أصدقائها النيجيريين الذين أحالوها إلى المنظمة الدولية للهجرة. في شباط/فبراير الماضي، قررت زيارة مكتب المنظمة الدولية للهجرة في طرابلس وقابلت أخصائية أمراض النساء من المنظمة الدولية للهجرة تسمى الدكتورة سارة النعيمي.

عندما قابلت إيمي الدكتورة النعيمي، لأول مرة، كان قد مضى على حملها ما بين 10 إلى 11 أسبوعا. تقول النعيمي:

"يأتي معظم المهاجرات إلى مكتبنا لمتابعة ما قبل الولادة بغرض أخذ الأدوية الأساسية التي نقدمها وتحضيرهن للولادة. نحن نحيلهن إلى المستشفى لمساعدتهن على الولادة الآمنة".

يقول الدكتور رمضان الغنتري، استشاري أمراض النساء والولادة في عيادة خاصة في طرابلس: "نحن نقبل جميع الحالات المحالة إلينا من المنظمة الدولية للهجرة. في معظم الأوقات، نستقبل المريض وقت الولادة، لكننا نجري جميع أنواع العمليات، حسب الاحتياجات الفردية".

المهاجرة النيجيرية، إيمي تلتقي بالطبيبة سارة النعيمي من المنظمة الدولية للهجرة.
IOM/Moayad Zaghdani
المهاجرة النيجيرية، إيمي تلتقي بالطبيبة سارة النعيمي من المنظمة الدولية للهجرة.

دعم المهجرين ممن تقطعت بهم السبل

ساعد المكتب، الذي تديره المنظمة الدولية للهجرة، أكثر من 7000 مهاجر في عام 2021 وحده، ممن وجدوا أنفسهم، مثل إيمي، عالقين بلا أي وسيلة لمواصلة رحلتهم إلى الخارج أو العودة إلى ديارهم.

يواصل الفريق الصحي التابع للمنظمة الدولية للهجرة في ليبيا دعم المهاجرين ويضمن أن لجميع المهاجرين الحق في الرعاية الصحية والحصول عليها.

منذ كانون الثاني/يناير 2022، ساعد الفريق 431 مهاجرة حامل وأحال 272 مهاجرة للولادة.

إيمي في الأسبوع 28 من الحمل، حاليا، وهي في حالة مستقرة. أخيرا بدأت إيمي تشعر بالحماس مرة أخرى بشأن مستقبلها وحلمها الأهم الذي بدأ يتحقق وهو إنجاب طفل.

كتب هذه القصة- باللغة الإنجليزية- مؤيد زغداني من فريق التواصل بالمنظمة الدولية للهجرة في ليبيا. يمكنكم قراءة المقال باللغة الإنجليزية هنا.