منظور عالمي قصص إنسانية

إصدار إرشادات جديدة للتصدي لاختطاف الأطفال في النزاعات المسلحة – أكثر الانتهاكات لحقوق الطفل تعقيدا

جندي طفل سابق من إيتوري، جمهورية الكونغو الديمقراطية.
Finbarr O’Reilly
جندي طفل سابق من إيتوري، جمهورية الكونغو الديمقراطية.

إصدار إرشادات جديدة للتصدي لاختطاف الأطفال في النزاعات المسلحة – أكثر الانتهاكات لحقوق الطفل تعقيدا

السلم والأمن

في السنوات الأخيرة، ارتفع معدل اختطاف الأطفال بشكل حادّ في الحالات المدرجة على جدول أعمال الأطفال والنزاع المسلح، وفي محاولة لتعزيز الرصد والإبلاغ عن اختطاف الأطفال في النزاعات المسلحة، نشر مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح مذكرة إرشادية، تقدّم أدوات إضافية للتصدي ل"هذا الانتهاك الخطير" لحقوق الأطفال في أوقات الحرب.

بحسب مكتب الممثلة الخاصة، فإنه في عام 2021 تم اختطاف 3,459 طفلا منهم 2,399 فتى و1,038 فتاة، و22 من غير محددي الهوية الجنسية، وهو ما يمثل 20 في المائة زيادة عن العام الذي سبقه.

وفي حدث رفيع المستوى بعنوان "تعزيز الرصد والإبلاغ والاستجابة لاختطاف الأطفال" قالت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا غامبا: "مع زيادة بنسبة 90 في المائة في حوادث الاختطاف التي تم التحقق منها في عام 2020 وزيادة مطردة في عام 2021 بنسبة بلغت 20 في المائة، هناك حاجة ملحة للتأكد من أن جميع أولئك الذين يعملون على الرصد والإبلاغ والمناصرة مزوّدون بأدوات قوية لإنهاء اختطاف الأطفال- والحيلولة دون حدوثه، بما يتوافق مع طلب مجلس الأمن."

ومع ارتباط الانتهاكات الجسيمة الست ضد الأطفال في النزاعات المسلحة ارتباطا جوهريا، غالبا ما يتعرّض الأطفال لانتهاكات جسيمة أخرى أثناء اختطافهم ويتم تجنيدهم واستغلالهم أو قتلهم أو تشويههم أو الاعتداء عليهم جنسيا.

أما البلدان والمناطق التي سجّلت أكبر عدد من الأطفال المختطفين في عامي 2020 و2021 فكانت: الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا وبوركينا فاسو ومنطقة حوض بحيرة تشاد، ويتأثر الأولاد في الغالب، مع زيادة استهداف الفتيات بمعدل ينذر بالخطر.

مذكرة من شأنها الاستجابة للوضع

أم وطفلها في المركز الصحي لسوء التغذية، الصومال
© UNICEF/Sebastian Rich

 

في السنوات الأخيرة، ارتفع معدل اختطاف الأطفال بشكل حادّ في الحالات المدرجة على جدول أعمال الأطفال والنزاع المسلح، سواء كان لإرهاب المجتمعات، أو استهداف مجموعات محددة، أو إجبار الأطفال على المشاركة في الأعمال العدائية.

واستجابة لهذا الاتجاه المقلق، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2225 في عام 2015 وأقرّ رسميا بأهمية محاسبة الأطراف على اختطاف الأطفال.

وقد أصدر مكتب الممثلة الخاصة المذكرة الإرشادية بالتشاور مع اليونيسف، إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وإدارة عمليات السلام في إطار الفريق المرجعي الفني لآلية الرصد والإبلاغ.

وقالت السيدة فيرجينيا غامبا: "تهدف هذه المذكرة الإرشادية بشأن الاختطاف إلى الاستجابة لهذه الحاجة الملحة."

لاختطاف الأطفال من أجل النزاع المسلح، بما يتعارض مع القانون الدولي المعمول به، عواقب وخيمة على الرفاه الجسدي والعقلي للأطفال وأسرهم ومجتمعاتهم، مع تأثيرات محتملة على سياقات السلام والأمن على المدى الطويل.

وفي المذكرة الإرشادية، تم التطرق إلى اعتبارات ما بعد الصراع، مثل اقتراح إدراج عناصر لحماية الأطفال بهدف إنهاء ومنع اختطافهم في عمليات السلام واتفاقات السلام الناتجة عنها، فضلا عن توفير برامج إعادة دمج طويلة الأجل ومصممة خصيصا للأطفال المفرج عنهم.

إعادة دمج الأطفال في المجتمعات المحلية

أصيبت وئام في عام 2014. أصاب صاروخ مضاد للأفراد وئام ووالدها وأبناء عمومتها الثلاثة أمام منزلهم.
© Paddy Dowling

 

بالإضافة إلى توفير إرشادات محددة وعملية لموظفي حماية الطفل، تتضمن المذكرة التوجيهية بشأن الاختطاف أيضا أمثلة من الميدان يمكن أن تساعد في فهم الانتهاك الجسيم، بالإضافة إلى أدوات المناصرة التي يمكن استخدامها كجزء من الجهود المبذولة ومنع اختطاف الأطفال من قبل أطراف النزاع.

وقالت غامبا: "حتى عند الإفراج عنهم أو إذا تمكنوا من الفرار من خاطفيهم، لا يزال الأطفال المختطفون يواجهون تحديات كبيرة فيما يتعلق بإعادة دمجهم في مجتمعاتهم المحلية."

ودعت إلى تلبية احتياجاتهم بطريقة شاملة ومستدامة. وقالت: "نشجع المجتمع الدولي على الاستمرار في تقديم الدعم لجميع أولئك الذين يعملون على جدول أعمال الأطفال والنزاع المسلح على الأرض الذين يقومون بعمل رائع للأطفال المتأثرين بالصراع."

وأشارت إلى أن عملهم أينما كانوا يضمن أن جميع الأطفال الناجين من الانتهاكات الجسيمة لديهم أيضا فرصة لحياة جديدة، يمكن أن يزدهروا فيها.

يشار إلى أنه تم إصدار المذكرة الإرشادية اليوم الاثنين رسميا في حدث نظمته البعثة الدائمة لإيطاليا لدى الأمم المتحدة وشاركت في رعايته حكومات البرازيل وكندا وكينيا وماليزيا وقطر.