منظور عالمي قصص إنسانية

المرأة الحديدية السورية: قصة نازحة حملت مجتمعها على كتفيها

قبل نزوحها ، كانت خديجة معلمة ومديرة مدرسة في عندان. في أوقات فراغها كانت تدرس الأميين من النساء والأطفال. تفانيها في المجتمع أكسبها لقب
UNOCHA/Ahmad Alito
قبل نزوحها ، كانت خديجة معلمة ومديرة مدرسة في عندان. في أوقات فراغها كانت تدرس الأميين من النساء والأطفال. تفانيها في المجتمع أكسبها لقب

المرأة الحديدية السورية: قصة نازحة حملت مجتمعها على كتفيها

المساعدات الإنسانية

بعد أكثر من عقد على الحرب في سوريا، لا تزال البلاد تشهد إحدى أكبر أزمات النزوح في العالم. ففي الشمال الغربي، يعيش 1.7 مليون نازح في 1414 مخيماً عبر إدلب وشمال حلب.

"كنا غارقين لركبنا بالوحل عندما وصلنا لأول مرة إلى عفرين." هكذا وصفت خديجة عفاش البالغة من العمر خمسين عاماً الوضع أنذك.

اليوم، تعد خديجة من بين أقلية من مديرات المخيمات في شمال غرب سوريا. عندما فرت لأول مرة من عندان إلى عفرين في عام 2020، كانت الحقول فارغة، واضطر العديد من العائلات للنوم على الأرض.

بعد أن شاهدت خديجة هذه المشقة، أخذت على عاتقها إنشاء مخيم. لم يكن تصميمها مفاجأة لأقرانها، الذين كانوا يدركون جيداً صيتها الذائع في عندان على أنها "المرأة الحديدية".

وقالت خديجة: "أحب أن أتحدى نفسي. كنت أول امرأة في قريتي تقود سيارة وتخرجت من الجامعة وأصبحت مديرة مدرسة".

في أوقات فراغها كانت تدرس الأميين من النساء والأطفال.

بصفتها مديرة المخيم ، تتمثل طقوس خديجة الصباحية في توزيع الخبز وإعادة تعبئة خزانات المياه وزيارة الأطفال في المدرسة والنساء في ورش محو الأمية.
UNOCHA/Ahmad Alito
بصفتها مديرة المخيم ، تتمثل طقوس خديجة الصباحية في توزيع الخبز وإعادة تعبئة خزانات المياه وزيارة الأطفال في المدرسة والنساء في ورش محو الأمية.

"قالوا لي إنني كامرأة يجب أن أبقى على الهامش. لكني أقول إنني كامرأة سأكون نشطة، وسأقوم بتربية جيل ".

تتذكر نشأتها في منزل كانت أمها تولي فيه أولوية للتعليم بين جميع أطفالها، بغض النظر عن جنسهم.

في المراحل الأولى من إنشاء المخيم، تمكنت خديجة من تأمين الخدمات الأساسية بدعم من المنظمات غير الحكومية. نصبت الخيام أولاً، ثم تم ربط شبكات المياه والمخابز تدريجياً.

اليوم، يعد مخيم مركز الفلاح من بين أكثر من 1400 مخيم مسجل ضمن مجموعة تنسيق وإدارة المخيمات عبر الحدود السورية. وتستضيف 128 أسرة من بينهم 700 طفل، ومدرستها تضم ​​200 طالب وطالبة.

وقالت خديجة: "لدي مجموعة على الواتس آب تضم جميع العائلات في المخيم. عندما يصل الخبز إلى مكتبي في الصباح، أنبه الجميع من خلال رسالة نصية ".

الآن في أوقات فراغها، تزرع خديجة الفاكهة والخضروات في حديقة وتشاركها مع العمال في الأرض.

أهمية المعابر الحدودية

تحت قيادة خديجة، نما المخيم ليصبح ما هو عليه اليوم. ولكن لإبقائه صامدا، لا تزال هناك حاجة إلى الدعم الإنساني، بما في ذلك مساعدات الأمم المتحدة التي تعبر من تركيا إلى شمال غرب سوريا.

خديجة تعلّم الأطفال السوريين في مخيمات النزوح.
UNOCHA/Ahmad Alito
خديجة تعلّم الأطفال السوريين في مخيمات النزوح.

شددت مديرة المخيم على أنه إذا توقف وصول المساعدات، "فسوف يعاني الناس من الجوع." وأضافت: "أخشى أن تكون المدرسة فارغة بينما ستزداد عمالة الأطفال. طالما أننا نازحون، فنحن بحاجة إلى المساعدة ".

اقرأ أيضا: مجلس الأمن يخفق في حماية حق الشعب السوري في الحصول على المساعدات الإنسانية الطارئة عبر الحدود

 

النساء والأطفال والرجال في مخيم مركز الفلاح هم من بين 2.4 مليون شخص يستفيدون من مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود كل شهر، بتفويض من مجلس الأمن الدولي. يتلقى المخيم سلال غذائية شهرية، ودعماً للمياه والصرف الصحي.

نادت خديجة على المجتمع الدولي لتعزيز دعمه للشعب السوري.، وقالت: "أخشى أن نفقد جيلاً كاملاً من السوريين ومستقبلهم. آمل في أن تعود سوريا كما كانت لتكون واحدة من أجمل دول العالم  ."

وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت يوم الجمعة الماضي على مشروعي قرار حول تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا. لكنه أخفق في اعتماد أي منهما. 

ومن المتوقع أن يصوت المجلس قريبا على مشروع قرار آخر في نفس السياق.

 

**هذا المقال صدر باللغة الإنكليزية، عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.