منظور عالمي قصص إنسانية

مزيج النزاعات وجائحة كوفيد-19 وأزمة المناخ يهدد أهداف التنمية المستدامة

يعتمد السكان المتأثرون من النزاع في دير الزور بصورة أساسية على المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي لتلبية احتياجاتهم اليومية.
WFP/Khudr Alissa
يعتمد السكان المتأثرون من النزاع في دير الزور بصورة أساسية على المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي لتلبية احتياجاتهم اليومية.

مزيج النزاعات وجائحة كوفيد-19 وأزمة المناخ يهدد أهداف التنمية المستدامة

أهداف التنمية المستدامة

تهدد الأزمات العالمية المتداخلة أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر وتؤثر على الإمدادات الغذائية والصحة والتعليم والأمن في جميع أنحاء العالم، وفقا لتقرير جديد للأمم المتحدة صدر اليوم الخميس.

يكشف تقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2022 أن النزاعات المتزايدة، واستمرار جائحة كوفيد-19، وأزمة المناخ طويلة الأمد، قد تدفع 75 إلى 95 مليون شخص إضافي إلى هوة الفقر المدقع هذا العام، مقارنة بتوقعات ما قبل الجائحة، وتعرض مخطط أهداف التنمية المستدامة من أجل مجتمعات أكثر مرونة وسلمية ومساواة للخطر.

وقال ليو زينمين، رئيس الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، إن "خارطة الطريق المنصوص عليها في أهداف التنمية المستدامة واضحة،" مضيفا أنه "مثلما يتفاقم تأثير الأزمات عندما يتم ربطها، فهذا الحال أيضا مع الحلول."

مسافرون يرتدون كمامات في طوكيو.
© ADB/Richard Atrero de Guzman
مسافرون يرتدون كمامات في طوكيو.

كوفيد-19

لقد قوضت الجائحة جهود البلدان في الوصول إلى الأهداف العالمية الطموحة - وتأثيراتها بعيد كل البعد عن الانتهاء.

ويقول التقرير إن الوفيات التي تُعزى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الفيروس، وصلت إلى 15 مليوناً بنهاية العام الماضي، مما أدى إلى القضاء على أكثر من أربع سنوات من التقدم في التخفيف من حدة الفقر، فضلاً عن تعطيل الخدمات الصحية الأساسية بشدة وإعاقة التقدم الذي تم تحقيقه بشق الأنفس فيما يتعلق بالهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة.

علاوة على ذلك، منذ عام 2020، فوّت حوالي 147 مليون طالب أكثر من نصف تعليمهم الشخصي المباشر.

يمكن أن تتسبب أنماط الطقس القاسية في خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات وتودي بحياة الآلاف كل عام.
© Unsplash
يمكن أن تتسبب أنماط الطقس القاسية في خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات وتودي بحياة الآلاف كل عام.

حالة الطوارئ المناخية

وفي الوقت نفسه، يقف العالم على حافة كارثة مناخية حيث يعاني المليارات بالفعل من عواقب الاحتباس الحراري والطقس القاسي على نحو متزايد.

ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة بنسبة ستة في المائة العام الماضي، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مما قضي تماماً على الانخفاضات المرتبطة بالجائحة.

لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، يجب أن تبلغ انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ذروتها قبل عام 2025 ثم تنخفض بنسبة 43 في المائة بحلول عام 2030، لتصل إلى صافي الصفر بحلول عام 2050.

بدلاً من ذلك، بموجب الالتزامات الوطنية الطوعية الحالية للعمل المناخي، من المتوقع أن ترتفع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 14 في المائة تقريباً خلال العقد المقبل.

وفي هذا العام، دخل ما يقدر بنحو 17 مليون طن متري من البلاستيك إلى المحيط - وهو رقم من المتوقع أن يتضاعف مرتين أو ثلاث مرات بحلول عام 2040.

مبنى مدمر في إيربين، أوكرانيا.
© UNHCR/Andrew McConnell
مبنى مدمر في إيربين، أوكرانيا.

تداعيات الحرب في أوكرانيا

في غضون ذلك، يوجد أكثر من 100 مليون شخص نزحوا قسراً من ديارهم حول العالم وحتى أيار /مايو. وقد خلقت الحرب في أوكرانيا إحدى أكبر أزمات اللاجئين في العصر الحديث، وفقاً للتقرير.

كما تسببت الأزمة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود والأسمدة، وزادت من تعطيل سلاسل التوريد والتجارة العالمية، واضطربت الأسواق المالية، وهددت الأمن الغذائي العالمي وتدفقات المساعدات.

الدول والأشخاص الأكثر ضعفا

تتأثر البلدان والسكان الأكثر ضعفاً بشكل غير متناسب - بما في ذلك النساء اللواتي فقدن وظائفهن، وأثقل كاهلهن بمزيد من العمل المنزلي.

وأدت الجائحة إلى زيادة العنف ضد النساء والفتيات.

كما تعاني أقل البلدان نمواً من ضعف النمو الاقتصادي، وارتفاع التضخم، واضطرابات ضخمة في سلاسل التوريد، وديون غير مستدامة، مما أدى إلى تقليص فرص العمل للشباب وزيادة عمالة الأطفال وزواج الأطفال.

وكشف التقرير أن إجمالي خدمة الدين العام، المضمون من الحكومة، بالنسبة للصادرات في البلدان منخفضة الدخل ارتفعت من متوسط 3.1 في المائة في عام 2011 إلى 8.8 في المائة في عام 2020.

امرأة تعمل في حقل للطاقة الشمسية في موريشيوس.
© UNDP/Stephane Bellerose
امرأة تعمل في حقل للطاقة الشمسية في موريشيوس.

اتباع خارطة الطريق

يقول التقرير إنه يجب على العالم أن يتخذ القرار الآن للوفاء بالتزاماته لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً وإنقاذ أهداف التنمية المستدامة من أجل تحقيق تقدم ملموس بحلول عام 2030.

ودعا الدول إلى الخروج بقوة من الأزمة، والاستعداد بشكل أفضل للتحديات المستقبلية المجهولة، والتي يجب أن تشمل تمويل البيانات والبنية التحتية للمعلومات كأولوية لكل من الحكومات الوطنية والمجتمع الدولي.

ذكّر السيد ليو قائلاً: "عندما نتخذ إجراءات لتقوية أنظمة الحماية الاجتماعية وتحسين الخدمات العامة والاستثمار في الطاقة النظيفة، على سبيل المثال، فإننا نعالج الأسباب الجذرية لزيادة عدم المساواة والتدهور البيئي وتغير المناخ."