منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف تعرب عن قلقها لتزايد زواج الأطفال وختان الإناث في القرن الأفريقي مع اشتداد أزمة الجفاف

أُجبرت فتاة إثيوبية تبلغ من العمر 13 عاما على ترك المدرسة والزواج من شخص غريب لمساعدة أسرتها على مواجهة الجفاف
© UNICEF/UN0651314/Pouget
أُجبرت فتاة إثيوبية تبلغ من العمر 13 عاما على ترك المدرسة والزواج من شخص غريب لمساعدة أسرتها على مواجهة الجفاف

اليونيسف تعرب عن قلقها لتزايد زواج الأطفال وختان الإناث في القرن الأفريقي مع اشتداد أزمة الجفاف

حقوق الإنسان

حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن فتيات في سن الثانية عشرة يجبرن على الزواج وختان الإناث "بمعدلات مقلقة" في القرن الأفريقي، حيث يدفع الجفاف، الأكثر حدة منذ أربعين عاماً، الأسر إلى حافة الهاوية.

ويشير تحليل اليونيسف إلى تضاعف معدل زواج الأطفال في مناطق إثيوبيا الأكثر تضررا من الجفاف. كما تضاعف عدد الأطفال المعرضين لخطر التسرب من المدرسة ثلاث مرات في غضون ثلاثة أشهر في جميع أنحاء إثيوبيا وكينيا والصومال بسبب تأثير الأزمة، مما جعل عددا كبيرا من المراهقات عرضة للمخاطر، بما في ذلك الختان والإجبار على الزواج.

وتواجه العائلات خيارات يائسة للبقاء على قيد الحياة في جميع أنحاء القرن الأفريقي فيما يؤدي الجفاف، مدفوعا بتغير المناخ، إلى تجفيف مصادر المياه وقتل الماشية. كما فاقمت تداعيات الحرب في أوكرانيا من أسعار الغذاء والوقود.

هناك أكثر من 1.8 مليون طفل في حاجة ماسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد الحياة في المنطقة، حيث يُعتقد الآن أن 213 ألف شخص معرضون لخطر المجاعة في الصومال، وفقاً لشبكة الإنذار المبكر بالمجاعة. وتقوم أعداد متزايدة من الآباء أو مقدمي الرعاية بتزويج الفتيات لتأمين المهور للمساعدة في إعالة بقية الأسرة، أو للتخلص من مسؤولية إطعامهن، أو في محاولة لمساعدة العروس على دخول منزل ميسور الحال.

أميرة البالغة من العمر 12 عاما تكمل وائفها الدرسية داخل مهجع الفتيات في مركز إنقاذ الأطفال في غاريسا بكينيا
© UNICEF/UN0657272/Odhiambo
أميرة البالغة من العمر 12 عاما تكمل وائفها الدرسية داخل مهجع الفتيات في مركز إنقاذ الأطفال في غاريسا بكينيا

القضاء على الطفولة

يقول آندي بروكس، مستشار اليونيسف الإقليمي لحماية الأطفال في شرق وجنوب أفريقيا: "زواج الأطفال وختان الإناث يقضيان على الطفولة – ويؤديان إلى إخراج الفتيات من المدرسة وتركهن أكثر عرضة للعنف المنزلي والفقر مدى الحياة. الأرقام التي لدينا لا توضح حجم المشكلة: مساحات شاسعة من القرن الأفريقي لا يوجد بها مرافق متخصصة حيث يمكن الإبلاغ عن الحالات. هذه أزمة أطفال، ونحن بحاجة ماسة إلى مزيد من التمويل لتوسيع نطاق استجابتنا في إثيوبيا وكينيا والصومال - ليس فقط لإنقاذ الأرواح على المدى القصير، ولكن لحمايتها على المدى الطويل ".

استجابة اليونيسف

تعمل اليونيسف على توسيع نطاق خدماتها الوقائية للاستجابة لاحتياجات الحماية المتزايدة بين النساء والأطفال الضعفاء في جميع أنحاء القرن الأفريقي. ويشمل ذلك إدارة برامج مجتمعية للحد من مخاطر العنف والاستغلال وسوء المعاملة وزواج الأطفال، وتقديم الخدمات لمساعدة النساء والأطفال على التعافي بعد العنف.

ودعت اليونيسف إلى رفع مستوى الخدمات بشكل عاجل لحماية الطفل ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك من خلال الخدمات الدائمة والفرق المتنقلة للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً. ومع ذلك، فإن نداء اليونيسف للاستجابة للجفاف في القرن الأفريقي ممول بنسبة لا يتجاوز الثلث.