منظور عالمي قصص إنسانية

باشيليت تحث الدول على ترجمة الخطابات إلى عمل ملموس لمعالجة قضية العنف ضد النساء والفتيات المتفاقمة بسبب أزمة المناخ

العائلات النازحة المتضررة من الجفاف، المنطقة الصومالية، إثيوبيا.
© UNICEF/Zerihun Sewunet
العائلات النازحة المتضررة من الجفاف، المنطقة الصومالية، إثيوبيا.

باشيليت تحث الدول على ترجمة الخطابات إلى عمل ملموس لمعالجة قضية العنف ضد النساء والفتيات المتفاقمة بسبب أزمة المناخ

حقوق الإنسان

أكدت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت على الحاجة الماسة للتركيز بشكل عاجل على قضية العنف ضد النساء والفتيات التي تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

وفي كلمتها أمام مناقشة سنوية حول حقوق المرأة الإنسانية خلال الدورة الخمسين لمجلس حقوق الإنسان اليوم الاثنين، قالت باشيليت إن النساء والفتيات يواجهن "أقسى وأعنف تداعيات تغير المناخ".

النزوح والعنف

وأشارت إلى أن النساء النازحات، اللواتي يمثلن 80 في المائة من النازحين بسبب تغير المناخ، أكثر عرضة لخطر العنف، بما في ذلك العنف الجنسي.

وأضافت: "بينما ينمن أو يغتسلن أو يستحممن أو يرتدين الملابس في ملاجئ الطوارئ أو الخيام أو المخيمات، فإن خطر التعرض للعنف الجنسي هو واقع مأساوي في حياتهن كمهاجرات أو لاجئات. ومما يضاعف من هذا الخطر المتزايد المتمثل في الاتجار بالبشر وزواج الأطفال والزواج المبكر والقسري الذي تتحمله النساء والفتيات المتنقلات. كما أن النساء من مجتمع الميم المتنقلات أكثر عرضة لمواجهة مخاطر بالغة من سوء المعاملة العنيفة".

التداعيات المناخية

وأشارت المفوضة السامية إلى الأخطار التي تواجهها النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم بسبب انعدام الأمن الاجتماعي والاقتصادي والتفاوتات الناتجة عن التداعيات المناخية على الزراعة وسبل العيش، والتي يمكن أن يكون لها عواقب واسعة النطاق، بما في ذلك العنف المنزلي، وزواج الأطفال، والزواج القسري، والاتجار، والدعارة القسرية.

ناشطات شابات في مجال تغير المناخ من الأرجنتين.
© UNICEF/Sebastian x Gil

وقالت باشيليت أيضاً إن المدافعات عن حقوق الإنسان البيئية يواجهن مخاطر كبيرة خلال عملهن لحماية الأراضي والمياه والطبيعة والمجتمعات. وأضافت: "يتم تجريمهن وإسكاتهن. يتم تهديدهن ووصمهن. إنهن أكثر عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، بل إن الكثيرات منهن يقتلن."

وبينما رحبت المفوضة السامية بالاهتمام الدولي بتأثير تغير المناخ على النساء والفتيات خلال العقد الماضي، إلا أنها شددت على ضرورة التركيز على القضية الخطيرة المتمثلة في العنف ضدهن والتي تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

وقالت: "بينما نسعى اليوم للنظر في هذه القضية من منظور حقوق الإنسان، نحتاج إلى ضمان أن سياسات ومقاربات تغير المناخ تضع حقوق الإنسان الخاصة بالنساء والفتيات في الصدارة".

عمل ملموس

أكدت باشيليت على الحاجة إلى الاعتراف بأن تغير المناخ والعنف ضد المرأة مرتبطان وأنه لا يمكن ترك أحد يتخلف عن الركب، بما في ذلك نساء الشعوب الأصلية، والنساء المنحدرات من أصل أفريقي، ونساء الروما، والنساء من الأقليات الدينية، والنساء ذوات الإعاقة، ونساء مجتمع الميم.

كما ركزت على ضرورة مشاركة وقيادة المرأة في قضايا المناخ بطريقة متساوية وكاملة وفعالة، فضلاً عن حاجة الدول إلى تعزيز التصميم والتنفيذ الفعال لسياسات وبرامج وميزانيات الحد من مخاطر الكوارث البيئية بشكل يراعي المنظور الجنساني.

وقالت باشيليت إن على الدول أيضاً تعزيز أطر المساءلة لضمان عدم إفلات مرتكبي العنف القائم على النوع الاجتماعي من العقاب. كما يجب على الدول أن تتخذ خطوات عاجلة لاحترام التزاماتها في مجال حقوق الإنسان وحمايتها  والوفاء بها، تجاه النساء والفتيات، ولا سيما المدافعات عن حقوق الإنسان البيئية، وفقا للمفوضة السامية.

وأضافت: "نحن في سباق مع الزمن قبل أن يتحمل الكوكب آثار أزمة المناخ بكل شدتها. دعونا لا ننسى حقوق الإنسان للواتي يعترضن طريق (تلك الأزمة) في أكثر الأوضاع تهميشاً وضعفاً."

وقالت باشيليت إنه ما لم تتحول الخطابات إلى عمل ملموس على الفور، فإن "حياة الملايين من النساء والفتيات وسلامتهن وكرامتهن ستظل معلقة".