منظور عالمي قصص إنسانية

"شجاعة وإيمان" الشباب ضروريان لإيجاد حلول ناجعة بشأن مكافحة الجريمة

(من الأرشيف) أثناء تدريب بعض المستفيدين الشباب على العصف الذهني والتخطيط لتأسيس مباردات شبابية لحل مشاكل تعنى بالتنمية المستدامة.
Basel Almadani
(من الأرشيف) أثناء تدريب بعض المستفيدين الشباب على العصف الذهني والتخطيط لتأسيس مباردات شبابية لحل مشاكل تعنى بالتنمية المستدامة.

"شجاعة وإيمان" الشباب ضروريان لإيجاد حلول ناجعة بشأن مكافحة الجريمة

القانون ومنع الجريمة

في اجتماع رفيع المستوى عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، يوم الاثنين، قال رئيس الجمعية العامة إنه "يُنظر إلى الشباب بشكل غير متناسب، على أنهم "مرتكبو الجريمة الرئيسيون"، رغم أنهم غالبا ما يكونون الأكثر عرضة للخطر، مسلطا الضوء على الحلول بشأن مكافحة الجريمة.

وقال السيد عبد الله شاهد، متحدثا في أول نقاش تعقده الجمعية، بصورة شخصية في نيويورك، منذ بداية جائحة كورونا: "الشباب هم أيضا من بين أكثر الفئات عرضة للإيذاء، لا سيما فيما يتعلق بالجرائم المرتبطة بالعصابات والتطرف العنيف والاستغلال الجنسي - كل ذلك في ظل افتقارهم إلى التغطية أو الحماية الكافية."

عوامل تغيير رئيسية

وقال المسؤول الأممي الرفيع إن الشباب، بحكم أعمارهم وطاقاتهم وقدراتهم التعليمية، فهم يمثلون "عوامل تغيير رئيسية، بصورة فعالة، في مواجهة العديد من التحديات العالمية".

وأضاف أن لدى الشباب أهمية كبرى فيما يتعلق بمنع الجريمة، وهم يستحقون رأيا أكبر ومساهمة فاعلة في كيفية القيام بذلك"، مذكّرا بأن هذا يعني توفير بيئات آمنة وداعمة لهم لمنع تورطهم في الأنشطة الإجرامية.

وهذا يشمل مبادرات مثل الإرشاد المدرسي، وعلاج تعاطي المخدرات والشرطة الموجهة لحل المشاكل.

"يعني أيضا معالجة عوامل الخطر التي تدفع الشباب إلى الانخراط في العنف والجريمة، بما في ذلك على جبهات التنمية وحقوق الإنسان وإشراك الشباب في صنع القرار ... فيما يتعلق بمنع الجريمة والعدالة وسيادة القانون".

تمكين الشباب

وظلت قضية تمكين الشباب بمثابة "حجر الزاوية" خلال رئاسة السيد عبد الله شاهد التي تحمل شعار الأمل.

وقد تواصل السيد شاهد مع الشباب خلال زياراته المختلفة حول العالم، وفي نفس الوقت حث الدول على اعتماد سياسات وبرامج متعددة القطاعات لمنع الجريمة، موجهة بشكل خاص إلى الشباب.

"من خلال تمكين الشباب - من خلال إشراكهم في العملية ومنحهم ملكيتها، بالإضافة إلى الاستماع إلى مخاوفهم واقتراحاتهم، يمكننا تقوية النظام وجعل مجتمعاتنا أكثر أمانا للجميع."

مشاركة الشباب

وشددت نائبة الأمين العام أمينة محمد على أنه بالنظر إلى مدى تأثرهم بالجريمة، فإن للشباب مصلحة راسخة في إيجاد حلول فعالة لمنعها، مضيفة "نحن بحاجة إلى الشباب" في النقاشات.

وأكدت السيدة أمينة محمد أنه نظرا لأن التعليم أمر بالغ الأهمية في تشكيل مجتمعات أكثر مقاومة للجريمة، فمن الضروري الاستثمار في تعليم إضافي "قائم على النزاهة".

واختتمت حديثها بالدعوة إلى أن نستمع إلى الشباب ونحترمهم في صياغة السياسات المتعلقة بالجريمة.

نشطاء المناخ الشباب يشاركون في إضراب عالمي أيام الجمعة من أجل المستقبل في ستوكهولم، السويد.
© UNICEF/Christian Åslund
نشطاء المناخ الشباب يشاركون في إضراب عالمي أيام الجمعة من أجل المستقبل في ستوكهولم، السويد.

عالم ضعيف

وفي الوقت نفسه، أشارت السيدة غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة، إلى أن عالما يزداد هشاشة، هو عالم أكثر عرضة للجريمة.

وقالت: "إن المشقة وعدم الاستقرار تخلقان الظروف الملائمة لازدهار الجريمة والعنف والتطرف العنيف والفساد، وتعيق الشباب بكل الطرق. سيادة القانون مهددة في جميع أنحاء العالم، والقيم والظروف والفرص التي يحتاجها الشباب للازدهار تتقوض".

استثمروا في الشباب

وأشارت السيدة والي إلى أن الشباب ما زالوا يواجهون أزمات ومخاوف تهدد آمالهم ومستقبلهم.

وأضافت: "من النزاعات إلى حالة الطوارئ المناخية والعواقب التي خلفتها جائحة كـوفيد-19، يبدو العالم الذي نورثه للأجيال القادمة أكثر هشاشة وأقل أمانا من أي وقت مضى"، مضيفة، "أننا بحاجة إلى شجاعة الشباب وإيمانهم الراسخ، الآن، أكثر من أي وقت مضى".

في حين أن الرؤية طويلة المدى هي "أفضل أمل لنا"، أكدت السيدة والي أنه لا يمكن أن تنجح إلا إذا "استثمرنا في الشباب، وهم بدورهم استثمروا في تغيير عالمهم للأفضل وجعله أكثر أمانا للجميع".

صانعو سلام مهمون

من جانبه، سلط ممثل الشباب، جونبرت بابون، من الفلبين، الضوء على تجارب الشباب الذين تم وصمهم باعتبارهم "مجرمين" في مرحلة مبكرة، محذرا من أن حبسهم في المرافق المخصصة للبالغين، قد خلق أرضا خصبة لإجرام أكثر تشددا.

علاوة على ذلك، أشار إلى أن البعض ممن يُوصَفون بالمجرمين، يثبتون خطأ المشككين. ومن خلال منحهم فرصة ثانية، أو فرصة لتبرئة أنفسهم، فإنهم يبرزون لاحقا على أنهم "صانعو سلام" مهمون، يمكنهم إبعاد الآخرين عن المسار الخطأ.

نائبة الأمين العام أمينة محمد تلتقي بقادة الشباب الإندونيسي حول المناخ في جاكرتا
UN Indonesia
نائبة الأمين العام أمينة محمد تلتقي بقادة الشباب الإندونيسي حول المناخ في جاكرتا