منظور عالمي قصص إنسانية

سوريا: بعد زيارة إلى مخيم الهول، وفد أممي رفيع يحذر من مغبة ترك الأوضاع بدون معالجة

أسرة تحصل على الملابس استعدادا لفصل الشتاء من اليونيسف في مخيم الهول شمال شرق سوريا.
© UNICEF/Delil Souleiman
أسرة تحصل على الملابس استعدادا لفصل الشتاء من اليونيسف في مخيم الهول شمال شرق سوريا.

سوريا: بعد زيارة إلى مخيم الهول، وفد أممي رفيع يحذر من مغبة ترك الأوضاع بدون معالجة

المهاجرون واللاجئون

زار وفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة، برفقة رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، مخيم الهول في شمال شرق سوريا. واطّلع الوفد مباشرة على الظروف القاسية على أرض الواقع، حيث يجد السكان أنفسهم محرومين من حقوقهم، ومستضعفين ومهمّشين.

مخيم الهول هو عبارة عن مجمّع خيام بائسة، ومترامي الأطراف تحت أشعة الشمس الحارقة، وبات سكنا إجباريا لعشرات الآلاف من الأشخاص لسنوات عديدة حتى الآن.

وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، السيد عمران رضا إن "الهول ليس مكانا للأطفال" – 50 في المائة من إجمالي سكان المخيم - وعددهم 56,000 فرد حاليا - هم دون سن 12 عاما. وكثير من الناس – لا سيّما الأطفال – لم يطلبوا أبدا أن يكونوا جزءا من هذا الوضع اليائس الذي لا تبدو له نهاية في الأفق.

من جانبها أشارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، السيدة جينين هينيس-بلاسخارت إلى أن "إبقاء الناس في ظل ظروف مقيّدة وسيئة يؤدي في نهاية المطاف إلى مخاطر على مستوى الحماية والأمن أكثر من إعادتهم بطريقة منضبطة."

وأضافت أن العراق يثبت أن عمليات الإعادة المسؤولة ممكنة، من خلال إيجاد حلول كريمة ترتكز إلى مبادئ كل من المساءلة وإعادة الإدماج.

العراق يثبت أن العودة ممكنة

تدهورت الأوضاع الإنسانية والأمنية الحرجة للغاية أصلا في الأشهر الماضية، مما يجعل المخاطر المرتبطة بهذه الكارثة بطيئة الحركة أكثر وضوحا، وهي أن مخيما مثل الهول يغذي الاستياء ويلهم الإرهابيين، من عمليات الاختراق إلى الهجمات واسعة النطاق.

وتحذر الأمم المتحدة من أنه إذا ما تُرك من دون معالجة، فإن الوضع سيؤثر حتما على المنطقة وخارجها.

وقالت السيدة هينيس-بلاسخارت: "الحل الدائم الأفضل والوحيد هو السيطرة على الوضع، وإدارة العودة بسرعة وحسم، وبروح الشراكة، لمنع تركةِ معركة الأمس ضد داعش من تأجيج صراعِ الغد."

نازحات يعشن في مخيم الهول في شمال شرق سوريا يحصلن على ملابس شتوية، توزعها اليونيسف.
© UNICEF/Delil Souleiman

وأوضح المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، عمران رضا أن الخطوات التي اتخذتها حكومة العراق مهمة للغاية في الطريق إلى الحلول. "وهناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات من قبل الدول الأعضاء الأخرى التي يتواجد مواطنوها في المخيم."

حتى الآن، ومع آخر عملية نقل جرت في الأول من حزيران/يونيو، تمت إعادة أكثر من 2,500 عراقي إلى الوطن. ولكن مع وجود آلاف العراقيين (نحو 28,000 مواطن في العراق وحدة) في المخيم حتى الآن، فإن السلطات العراقية تدرك أنها لا يمكنها التوقف عند هذا الحد.

حث الدول على القيام بخطوات مماثلة

تثني الأمم المتحدة على العراق "لجهوده الشجاعة" وترحب بالعمل الجاد الذي تقوم به اللجنة العليا العراقية المعنية بالإعادة إلى الوطن، وهي على استعداد لمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية المطلوبتين بعد العودة.

وقال البيان الصادر عن الوفد الأممي: "نحث جميع الحكومات الأخرى - إذ يضم الهول حاليا 51 جنسية – على أن تحذو حذو العراق من خلال إعادة مواطنيها أو مقيميها أو الأشخاص المرتبطين بها – بالطبع، مع اتخاذ التدابير المناسبة للعدالة والمساءلة بما يتماشى مع القانون الدولي، وبرامج إعادة الإدماج المجتمعي لأولئك الذين تثبت براءتهم من أي جريمة."

وأكد الوفد أن هذه الزيارة كانت مجرد لمحة عن التحديات الهائلة التي يواجهها سكان الهول بشكل يومي – على الرغم من الجهود الجبّارة التي تبذلها الجهات الفاعلة في المجال الإنساني.