منظور عالمي قصص إنسانية

في ختام زيارة إلى مالي: مارتن غريفيثس يدعو إلى توفير المزيد من الموارد خاصة لدعم المرأة

أمارسيا هي واحدة من بين 1.5 مليون شخص نزحوا في النيجر بسبب الصراع في منطقة وسط الساحل.
IOM/Monica Chiriac
أمارسيا هي واحدة من بين 1.5 مليون شخص نزحوا في النيجر بسبب الصراع في منطقة وسط الساحل.

في ختام زيارة إلى مالي: مارتن غريفيثس يدعو إلى توفير المزيد من الموارد خاصة لدعم المرأة

السلم والأمن

اختتم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس زيارة إلى مالي استغرقت أربعة أيام، وهي أول زيارة يقوم بها إلى منطقة الساحل منذ تعيينه مسؤولا عن الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة قبل عام.

سافر السيد غريفيثس إلى باماكو وموبتي للاستماع مباشرة إلى الأشخاص المتضررين من الأزمة، بهدف فهم الوضع الإنساني والاستجابة له بشكل أفضل، ولزيادة الوعي الدولي بشأن الوضع الإنساني المتدهور والتحديات التي تؤثر على المنطقة.

في موبتي، التقى المسؤول الأممي بالنازحين في قرية سوكورا، حيث قال:

"شاركتني النساء الصامدات، بشكل مذهل، الصعوبات التي يواجهنها. بعضهن فقدن أزواجهن بسبب العنف واضطررن إلى الفرار من ديارهن في خطر كبير. بمساعدة المجتمعات المحلية والسلطات والشركاء في المجال الإنساني، تمكن بعضهن الآن من الوقوف على أقدامهن مرة أخرى، من خلال إدارة الأعمال التجارية الصغيرة، على سبيل المثال. لقد أعجبت بالعمل الذي قام به العاملون في المجال الإنساني في شراكة وثيقة مع الجهات الفاعلة المحلية لتلبية الاحتياجات الإنسانية مع مساعدة الناس أيضا على استعادة سبل عيشهم. ولكن هناك حاجة إلى المزيد".

النساء والأطفال

كما هو الحال في أجزاء أخرى كثيرة من العالم، تتحمل النساء، والأطفال، وطأة الصراع، والنزوح.

وقال السيد غريفيثس: "النساء والفتيات هن الضحايا الصامتات لهذه الأزمة، حيث يواجهن العنف الجنسي والزواج المبكر والحرمان من الوصول إلى الخدمات الأساسية على أساس يومي. إنهن بحاجة إلى اهتمام خاص، ونحن بحاجة إلى المزيد من الموارد لهذا العمل الحاسم."

في باماكو، التقى السيد غريفيثس برئيس الوزراء الدكتور شوغيل كوكالا مايغا وأعضاء الحكومة الانتقالية. وتبادل معهم وجهات النظر حول الحاجة إلى نهج شامل لتوفير الحماية والخدمات الأساسية. وأعرب السيد غريفيثس عن قلق خاص بشأن الوضع في ميناكا، حيث يواجه المدنيون تهديدا بتزايد العنف، مما يؤدي إلى النزوح وزيادة الاحتياجات الإنسانية.

المدنيون في شمال مالي.
© MINUSMA/Gema Cortes
المدنيون في شمال مالي.

سنوات من الصراع

كما شهد السيد غريفيثس بنفسه كيف تتجاوز الاحتياجات الإنسانية الموارد المتاحة. وعن ذلك قال:

"بدون موارد مالية كافية، وفي الوقت المناسب، لن تتمكن المساعدة الإنسانية من التوسع أكثر. لقد حان وقت العمل! هناك حاجة إلى موارد كافية لتوسيع نطاق الاستجابة حتى يتمكن الشركاء في المجال الإنساني من تقديم خدمات منقذة للحياة وبناء قدرة المجتمعات على الصمود".

يعاني الناس في مالي من آثار سنوات من الصراع والفقر المدقع والصدمات المناخية وانعدام الأمن المتزايد. في عام 2021، وصل الشركاء في المجال الإنساني إلى 2.8 مليون شخص في البلاد.

حاليا، يحتاج 7.5 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية. يعاني واحد من كل أربعة أشخاص في البلاد (4.8 مليون شخص) من انعدام الأمن الغذائي بسبب انعدام الأمن وتأثيرات تغير المناخ. خلال موسم العجاف هذا العام، الذي يمتد من من حزيران/يونيو إلى آب/أغسطس، سيعاني 1.8 مليون شخص بشكل حاد من انعدام الأمن الغذائي.

الأزمة آخذة في التدهور

ومع ذلك، لم تتلق خطة الاستجابة الإنسانية لمالي سوى 11 في المائة فقط من التمويل المطلوب.

الأزمة في وسط الساحل آخذة في التدهور بسرعة. حاليا، يحتاج أكثر من 13 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

وقال السيد غريفيثس:

"إنني أغادر مالي والساحل اليوم مع الكثير من القلق بشأن التوقعات حول ما ستؤول إليه هذه الأزمة المدمرة، وتأثيرها على ملايين الأشخاص. لكن هناك أمل أيضا. نأمل في تغيير هذا الأمر، والبناء على الإمكانات الهائلة للشباب، والطريقة التقليدية للتوسط في النزاعات من خلال الحوار وإحلال السلام للماليين في جميع أنحاء البلاد".