منظور عالمي قصص إنسانية

 تحدّي تشغيل اللاجئين الشباب في لبنان: نظرة جديدة وإعادة تأطير

دورات تدريبية للشباب على صيانة الهواتف المحمولة
Fatima Abdul Jawad
دورات تدريبية للشباب على صيانة الهواتف المحمولة

 تحدّي تشغيل اللاجئين الشباب في لبنان: نظرة جديدة وإعادة تأطير

الثقافة والتعليم

غدا الشباب في لبنان محطَّ أنظار الكثير من الأبحاث ونقاشات السياسات، لا سيما في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية الأخيرة التي تعصف بالبلاد. وإذ يعتبر لبنان دولة فتية جدا بغالبيتها السكانية، شهدت بيروت المعدّلات الأعلى من بطالة الشباب.

في التقرير التالي، تلقي مراسلتنا في بيروت فاطمة عبد الجواد الضوء على تلك الظاهرة في لبنان:

ارتفاع معدل البطالة لدى الشباب ولّد شعورا لدى مختلف المؤسسات المحلية ومنظمة اليونيسف بضرورة الاستعجال في ما يتعلّق بخلق ما يكفي من الفرص أو الوظائف لاستيعاب التدفّق الوافد من العمّال الشباب من مختلف الفئات، لا سيما اللاجئين والمهمشين.

"لا تعطي الفقير سمكة بل علمه كيف يصطاد السمك" على هذا النهج، عملت منظمة اليونيسف في لبنان على تمكين أهم فئة في لبنان هم "الشباب". إذ تعمل المنظمة وفق المساعدة الأرفع للبرنامج الفلسطيني في اليونيسف، بشرى مغربي، على الجمع بين أمرين: توفير المعرفة المكتسبة من خلال التدريب المهني وتأمين الحوافز المالية للمشاركين في برنامج النقد مقابل العمل، وذلك من أجل تزويد الشبان والشابات الضعفاء بالمعرفة وبالمهارات العديدة مع تأمين أجر يومي مدفوع لهم. 

أنشطة وورش تدريب متنوعة ضمن مشروع "نبض/برايف"

مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية "الجنى" وجد أنه بالإمكان العمل على مجموعة أنشطة وورش تدريب متنوعة لمن تتراوح أعمارهم بين ١٦-٣٠ عاما، وذلك ضمن مشروع "نبض/برايف" بدعم من منظمة اليونيسف، وبالشراكة مع جمعية الأخوّة جمعية المبادر/القادسية، جمعية شهد، جمعية شاهد، ULYP، ومركز التنمية الإنسانية.

ويهدف ذلك إلى تعزيز المهارات التقنية والمهنية للشباب والشابات، وتمكينهم من إثبات جدارتهم في العمل، وصولا إلى الحصول على وظائف مناسبة.

دورات تدريبية للشباب على صيانة الهواتف المحمولة
Fatima Abdul Jawad
دورات تدريبية للشباب على صيانة الهواتف المحمولة

مركز الجنى: نعمل على ٣ أنواع من الورش

الناشط في مركز "الجنى"، عاطف الخطيب، وخلال مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، قال: "إن المشروع يتضمن ثلاثة أنواع من الورش، منها ما يتعلق بالتكنولوجيا في ظل التطور التكنولوجي والمعلوماتي الكبير، حيث يتم تدريب مجموعات من الشباب حول علم الروبوتات Robotics، تطوير التطبيقات App Development، إضافة إلى تطوير الأنظمة Software Development، وتطوير الشبكة Web Development."

النوع الثاني من الورش بحسب الخطيب، يتمحور حول مهارة التوظيف وما يرافقها من مهارات تتعلق بكتابة السيرة الذاتية والإعداد لمقابلات العمل، إضافة إلى مهارة ريادة الأعمال التي تتضمن آليات التخطيط لتنفيذ المشاريع الخاصة بما في ذلك دراسة المنافسين ودراسة الجدوى من المشروع.

أما النوع الثالث من الورش، وفق الخطيب، فهو ورش التدريب المهني قصيرة الأمد. وتتم بالشراكة مع مراكز تدريب أو معاهد معتمدة من وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، ليتمكن المشاركون والمشاركات في الورش من الحصول على شهادات مصدّقة ومعترف بها تخوّلهم الوصول إلى فرص عمل جديدة، في مجالات تصميم وتركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية، وصيانة الهواتف، وصيانة الحواسيب، وغيرها.

دورات تدريبية للشباب على صيانة الهواتف المحمولة
Fatima Abdul Jawad
دورات تدريبية للشباب على صيانة الهواتف المحمولة

فرص تدريب ومنح دراسية

ولا يقتصر مشروع نبض/برايف على ورش التدريب للشباب فقط، بل يتضمن تأمين فرص تدريب وظيفي (Internships) للخريجين الجدد من الجامعات والمعاهد اللبنانية، لمدة ٤ أشهر متتالية وبأجر مدفوع. 

وتهدف هذه الفرص إلى مساعدة الشباب والشابات على تلقّي الخبرة العملية الكافية في مجال دراستهم وتخصصاتهم، إضافة إلى إعطائهم فرصة إثبات جدارتهم وبالتالي الحصول على وظيفة في المؤسسة ذاتها.

على المقلب الآخر، يسعى مركز الجنى وفق الناشط هشام كايد، إلى تأمين مُنح دراسية للشباب والشابات في مجال التدريب المهني، الأمر الذي يمكّن هؤلاء من اختيار مساراتهم المهنية الجديدة عبر اختيار المعهد/المركز، وبالتالي تحديد التخصّص المرغوب لدراسته وثقل خبراتهم العلمية في المجالات المحدّدة.

منح لدعم المشاريع الصغيرة والمبادرات الشبابية

إضافة إلى كل ما سبق، يضيف كايد أن مركز الجنى يوفّر ضمن مشروعه نبض/برايف، فرص دعم المشاريع الصغيرة للشباب والشابات، سواء أكانت مشاريع ناشئة أو بحاجة لتطوير وتجديد.

وتكون الفرصة أكبر للمشاريع التي توفر فرص عمل لعدد أكبر من الشباب والشابات وتلبي حاجة مجتمعية معينة.

وأخيرا، يتضمن المشروع، بحسب كايد، دعم مبادرات شبابية لمن تتراوح أعمارهم بين ١٦ و ٢٤ عاما. على أمل أن تخدم هذه المبادرات حاجة مجتمعية معينة، وتحقق المعايير المطلوبة وأهمها "الاستمرارية"، الأمر الذي من شأنه أن يمكّن أصحاب المشاريع من تعزيز روح القيادة لديهم ليصبحوا أكثر فاعلية في مجتمعاتهم.