منظور عالمي قصص إنسانية

في يوم حفظة السلام، الأمم المتحدة تكرّم ذكرى الرجال والنساء ممن ضحوا بحياتهم في خدمة السلام

وضع الأمين العام أنطونيو غوتيريش إكليلا من الزهور على نصب تذكاري تكريما لأرواح أكثر من 4200 شخص من حفظة السلام العسكريين والشرطيين والمدنيين الذين لقوا مصرعهم منذ أن نشرت الأمم المتحدة أول بعثاتها في عام 1948.
UN Photo/Mark Garten
وضع الأمين العام أنطونيو غوتيريش إكليلا من الزهور على نصب تذكاري تكريما لأرواح أكثر من 4200 شخص من حفظة السلام العسكريين والشرطيين والمدنيين الذين لقوا مصرعهم منذ أن نشرت الأمم المتحدة أول بعثاتها في عام 1948.

في يوم حفظة السلام، الأمم المتحدة تكرّم ذكرى الرجال والنساء ممن ضحوا بحياتهم في خدمة السلام

السلم والأمن

أحيت الأمم المتحدة، اليوم الدولي لحفظة السلام بتكريم ذكرى من لقوا حتفهم أثناء خدمتهم في بعثات حفظ السلام، بمختلف أنحاء العالم، والإشادة بالمساهمة القيمة التي يقدمها الأفراد النظاميون والمدنيون في عمل المنظمة، ولتكريم أكثر من 4200 من أفراد حفظ السلام الذين قضوا في أثناء أداء واجباتهم، تحت راية الأمم المتحدة منذ عام 1948.

وخلال فعالية رفيعة المستوى عقدت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الخميس، قدم الأمين العام "وسام النقيب مباي دياني للشجاعة الاستثنائية" لعائلة النقيب التشادي الراحل عبد الرزاق حامد بحر.

وتحدث الأمين العام عن الشجاعة الاستثنائية التي أبداها النقيب التشادي عبد الرزاق الذي قتل أثناء خدمته في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما).

كان يعمل في معسكر أجويلهوك في الشمال الشرقي عندما تعرض المعسكر لهجوم من قبل مجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاستيلاء على القاعدة والمخيمات المجاورة.

قاد الضابط التشادي هجوما مضادا جريئا للدفاع عن المعسكر، وحماية أرواح زملائه، ومنع وقوع إصابات بين المدنيين، لكن أثناء محاولته تأمين المنطقة المحيطة، لاحظ أن مهاجمين مسلحين كانوا يدخلون منزلا مجاورا.

عاقدا العزم على ضمان عدم إلحاق الضرر بزملائه والسكان المدنيين، قاد النقيب عبد الرزاق عملية، بمفرده، لتطهير وتأمين المنزل، لكنه قُتل.

خطر يومي: قصة جندي من حفظة السلام

الرائدة زراري: مثال على التفاني

كما سلّم الأمين العام الرائدة وينيت زراري، من زيمبابوي، جائزة الأمم المتحدة لمناصرة النوع الاجتماعي في صفوف العسكريين المرموقة لعام 2021. وهي أول جندية من زيمبابوي تحظى بهذه الجائزة.

وأعرب الأمين العام عن شكره وتقديره للمراقبة العسكرية الرائدة وينيت زراري، الفائزة بجائزة الأمم المتحدة لمناصرة النوع الاجتماعي في صفوف العسكريين المرموقة لعام 2021

أكملت الرائدة وينيت زراري مؤخرا خدمتها كمراقبة عسكرية في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.

"أثناء عملها في بانتيو، شهدت عن كثب الخسائر الهائلة للنزاع المسلح في مجتمعات بأكملها. وشهدت كيف أن النساء كن أكثر عرضة للعنف، والاعتداء الجنسي، والنزوح، والجوع. ولاحظت كيف تم، كما هو الحال في أجزاء كثيرة من العالم، استبعاد النساء والفتيات من القرارات المتعلقة بحياتهن اليومية، فضلا عن العمليات السياسية والسلام".

لسنوات، حسبما يقول الأمين العام، دافعت الرائدة الرائدة وينيت زراري بقوة عن المساواة بين الجنسين والاعتراف بالمرأة كصانعة قرار وقائدة.

وأشار الأمين العام إلى أن اجتهادها ومهاراتها الدبلوماسية أكسباها سريعا ثقة القادة العسكريين المحليين الذين طلبوا مشورتها بشأن حقوق المرأة وحمايتها، مبينا أن نهجها ساعد البعثة على تعزيز الروابط مع المجتمعات المحلية وتنفيذ ولايتها.

النساء حافظات السلام يحدثن الفرق

وقال الأمين العام إن النساء العاملات في مجال حفظ السلام يحدثن فرقا كبيرا. "إنهن يساعدن الأمم المتحدة في أداء وظيفتها بشكل أكثر شمولية وفعالية. إنهن ينقذن الأرواح ويحدثن فرقا في الحيوات".

وأوضح السيد أنطونيو غوتيريش أن هذا هو السبب في "أننا نسعى باستمرار لزيادة عدد النساء في عمليات السلام - سواء كانت عسكرية أو شرطية أو مدنية - والوصول إلى التكافؤ بين الجنسين في كل مكان".

"اليوم، أشكر الرائدة زراري وجميع جنديات حفظ السلام على خدمتهن".

وضع الأمين العام أنطونيو غوتيريش إكليلا من الزهور على نصب تذكاري تكريما لأرواح أكثر من 4200 شخص من حفظة السلام العسكريين والشرطيين والمدنيين الذين لقوا مصرعهم منذ أن نشرت الأمم المتحدة أول بعثاتها في عام 1948.
UN Photo/Mark Garten
وضع الأمين العام أنطونيو غوتيريش إكليلا من الزهور على نصب تذكاري تكريما لأرواح أكثر من 4200 شخص من حفظة السلام العسكريين والشرطيين والمدنيين الذين لقوا مصرعهم منذ أن نشرت الأمم المتحدة أول بعثاتها في عام 1948.

تحديات كبيرة ومتنامية تواجه حفظة السلام

وقدم الأمين العام أيضا "ميدالية داغ همرشولد" تكريما لذكرى 117 امرأة ورجلا، من 42 دولة، من أفراد بعثات حفظ السلام، ممن جادوا بحياتهم، خلال العام الماضي، أثناء تأدية واجبهم في بعثات حفظ السلام بمختلف أنحاء العالم.

وقبيل الفعالية، وضع الأمين العام أنطونيو غوتيريش إكليلا من الزهور على نصب تذكاري تكريما لأرواح أكثر من 4200 شخص من حفظة السلام العسكريين والشرطيين والمدنيين الذين لقوا مصرعهم منذ أن نشرت الأمم المتحدة أول بعثاتها في عام 1948.

وقال الأمين العام إن اليوم الدولي لحفظة السلام هو فرصة لتكريم النساء والرجال على الخطوط الأمامية لتعزيز السلام في جميع أنحاء العالم، والإشادة أيضا بالعائلات التي تدعم أحباءها أثناء قيامهم بهذه المهام الحيوية والصعبة والخطيرة بعيدا عن الوطن. وأضاف:

"يواجه حفظة السلام التابعون لنا تحديات كبيرة ومتنامية. تصاعد التوترات السياسية. تدهور الأوضاع الأمنية. تهديدات أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، من الهجمات الإرهابية إلى الجريمة المنظمة إلى العبوات الناسفة. وتصاعد في المعلومات الخاطئة والمضللة التي تنشر الكراهية وتغذي العنف".

ولكن على الرغم من هذه المخاطر، قال الأمين العام إن أفراد قوات حفظ السلام الأممية يواصلون عملهم، بلا كلل، وفي أصعب الظروف.

"إنهم يتكيفون مع المواقف سريعة التطور على الأرض. ويبتكرون باستمرار وسائل لحماية الفئات الأكثر ضعفا- بينما يمثلون مجتمعنا العالمي المتنوع. إنهم يروجون لأعظم مهمة على الإطلاق - السلام. أنا فخور جدا بعملهم".

فرقة من حفظة السلام من جنوب أفريقيا تجري دورية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
MONUSCO/Michael Ali
فرقة من حفظة السلام من جنوب أفريقيا تجري دورية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

أفعال حفظة السلام تنقذ الأرواح

كما تحدث في الفعالية كل من وكيل الأمين العام للدعم الميداني، أتول كاري، والسيد جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام.

وقال السيد جان بيير لاكروا إن حفظة السلام، الذين يخدمون حاليا في عمليات السلام، البالغ عددهم 87 ألفا، يعملون على حماية الأشخاص المستضعفين ويدعمون وقف إطلاق النار، ويمنعون العنف ويستجيبون له، ويحققون في انتهاكات حقوق الإنسان، ويدعمون استعادة سلطة الدولة، ويساعدون في بناء السلام، والتعافي، والتنمية.

"كما نسمع في العديد من الأماكن، من السكان الذين يقومون بحمايتهم، فإن أفعالهم تنقذ الأرواح وتحميها".

وشدد السيد لاكروا على أنه ما من طريقة أفضل لتكريم ذكرى أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الآخرين سوى مواصلة عملهم النبيل. "سنفعل ذلك لتحقيق السلام والتقدم والازدهار لجميع الشعوب".

دور حاسم للمدنيين العاملين في بعثات حفظ السلام

 وتسلم السيد أتول كاري ميدالية داغ همرشولد نيابة عن 60 موظفا مدنيا من 19 دولة، ممن ضحوا بحياتهم في خدمة السلام، مشيدا بشجاعتهم وتفانيهم قائلا: "أعتقد أن أفضل طريقة لتكريم ذكراهم هي إعادة تكريس أنفسنا وجهودنا لقضية السلام".

وقال إن المدنيين العاملين في بعثات حفظ السلام يؤدون العديد من الوظائف الحاسمة لتنفيذ ولايات عمليات حفظ السلام.

"إنهم يقدمون دعما حيويا لمهامنا في مجالات مثل المالية واللوجستيات والموارد البشرية والإدارة، ويعملون جنبا إلى جنب مع زملائنا النظاميين في مواقع نائية وخطيرة في كثير من الأحيان لتمكين حماية مئات الآلاف من المدنيين كل يوم".

واختتم حديثه قائلا: "يتم نشر نسائنا ورجالنا في بعض أكثر البيئات تحديا وتعقيدا في العالم، ونحن ندين لهم جميعا بامتنان عميق لتضحياتهم الهائلة".

أحد حفظة السلام من مينوسما في دورية في غاو، مالي.
MINUSMA/Marco Dormino
أحد حفظة السلام من مينوسما في دورية في غاو، مالي.