منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام وبعثة حفظ السلام الأممية تعملان بجد لتطهير البلاد من الألغام الأرضية

إيلين كوهن، القائمة بأعمال مدير دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (أونماس)، في زيارة إحدى هذه المجتمعات بالقرب من العاصمة جوبا أثناء عملية إزالة ألغام
UN Photo / Isaac Billy
إيلين كوهن، القائمة بأعمال مدير دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (أونماس)، في زيارة إحدى هذه المجتمعات بالقرب من العاصمة جوبا أثناء عملية إزالة ألغام

جنوب السودان: دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام وبعثة حفظ السلام الأممية تعملان بجد لتطهير البلاد من الألغام الأرضية

السلم والأمن

في حين تم إحراز تقدم كبير في إزالة جميع الألغام الأرضية المعروفة وغيرها من المتفجرات من مخلفات الحرب في جنوب السودان، إلا أن بعض المجتمعات المحلية في البلاد لا تزال معرضة للخطر بسببها.

إيلين كوهن، القائمة بأعمال مدير دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (أونماس)، قامت بزيارة أحد هذه المجتمعات بالقرب من العاصمة جوبا، كجزء من تقييمها لأنشطة مكافحة الألغام في أحدث دولة في العالم.

التفاصيل في التقرير التالي:

سكان جوندوكورو، على بعد حوالي 25 كيلومتراً من العاصمة جوبا، في حالة تأهب. فما هو الآن مخيم للماشية والمراعي كان في السابق ساحة من ساحات القتال العديدة عندما كان جنوب السودان يحارب من أجل الاستقلال.

بعد سلسلة من حوادث الألغام في عام 2016، تم التخلي عن طريق فرعي قريب من المنطقة. العيش في جوندوكورو يعني إدراك المخاطر التي خلفتها الحرب، ولكن الاكتشاف الأخير رفع مستويات الخوف. فقد تم العثور على لغم مضاد للدبابات قادر على إحداث الكثير من الموت والدمار. إذا تم تفجيره عن طريق الخطأ، يمكن أن تؤثر شظاياه على منطقة تصل مساحتها إلى كيلومتر مربع.

تعمل أونماس في المنطقة لفترة طويلة على إزالة مخاطر المتفجرات وتثقيف المجتمع حول المخاطر التي تشكلها الألغام. الآن، أفضل خبراء إزالة الألغام لديها موجودون هنا للتنقيب عن هذا الوحش المعدني المتنكر بأمان والتخلص منه.

وقامت مديرة الدائرة بالإنابة، إيلين كوهن، بزيارة جنوب السودان مؤخراً حيث ارتادت إلى جوندوكورو لرؤية تأثير جهود إزالة الألغام هناك.

وتقول كوهن: "ظهر اللغم المضاد للدبابات هنا أثناء عملية بناء الطرق. الطرق حيوية للغاية لتنمية هذا البلد. يعتمد النقل والتنقل للسكان عليها. هذا جزء مهم للغاية من الطريق - كان تطويره يسير بسلاسة حتى تم العثور على لغم مضاد للدبابات. مما أثار الحاجة إلى المزيد من أعمال الإزالة بطريقة حذرة ومنهجية للغاية تتطلب قدراً معيناً من الخبرة والآلات وقدراً لا بأس به من الموارد والوقت". 

عاملة في دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام تزيل الألغام في جنوب السودان
UN Photo / Isaac Billy
عاملة في دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام تزيل الألغام في جنوب السودان

 

تحسين حياة الناس

وكانت زيارتها لجنوب السودان تهدف أيضاً إلى تقييم تأثير أنشطة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام وكيفية زيادة تحسين مساهماتها في كل من بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس) والجهات الفاعلة الإنسانية والإنمائية. وفي نهاية المطاف، يتمحور عمل الدائرة حول تحسين حياة الناس الذين يعيشون في البلاد من خلال إزالة الألغام والسماح للمواطنين بالتنقل والزراعة وممارسة حياتهم بحرية وأمان.

قالت مديرة الدائرة بالإنابة: "أنا هنا لفهم كيفية تعاون بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان والهيئة الوطنية لمكافحة الألغام لضمان أن المجتمعات التي تعيش في هذه المنطقة يمكنها استخدام هذه الأرض للزراعة وتربية الماشية. آمل في أن يتم بناء الطريق الذي يريدون استخدامه بأمان وأن يتم تطهيره من الألغام المضادة للدبابات - التي ظهرت بشكل مفاجئ قبل بضع سنوات - بشكل تعاوني." 

مخيم للماشية في منطقة جوندوكورو، على بعد حوالي 25 كيلومتراً من العاصمة جوبا
UN Photo/Isaac Billy
مخيم للماشية في منطقة جوندوكورو، على بعد حوالي 25 كيلومتراً من العاصمة جوبا

 

التزام الجهات الفاعلة بإزالة المخاطر 

ستؤدي إزالة مخاطر المتفجرات من جوندوكورو إلى تمكين شركات بناء الطرق من مواصلة أنشطتها، ورعاة الماشية من العودة إلى معسكراتهم، والسكان المحليين من استئناف حياتهم الطبيعية.

وقال جوركوش باراخ، رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الألغام، عقب زيارته في نيسان / أبريل، إنه قد تم إزالة حوالي 34 لغماً مضاداً للدبابات من المنطقة. وأضاف: "هذا يدل على وجود التزام من المجتمع وحكومة جنوب السودان والمنظمات غير الحكومية والشركات التجارية العاملة في المنطقة. نحن سعداء للغاية، ولكننا نطلب المزيد أيضاً، حتى نتمكن من فعل المزيد."

لا تزال الألغام وغيرها من الذخائر غير المنفجرة تشكل خطورة على السفر إلى مناطق في جنوب السودان. ويؤثر ذلك على كل شيء من الزراعة إلى توزيع المساعدات إلى إعادة توطين السكان العائدين إلى ديارهم بعد فرارهم من العنف أو الفيضانات.

وشدد باراخ على أنه مع وجود ألغام أرضية في منطقة ما، لا يمكن لأحد دخول المنطقة حتى يتم إزالتها. وقال: "هذا هو سبب سعادتنا البالغة بدعم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام والمجتمع الدولي لإنجاز هذا المشروع حتى يتحرك الناس بحرية في المنطقة."

إن اندلاع أعمال العنف القبلي على المستوى دون الوطني وموسم الأمطار الطويل الذي يجعل العديد من الطرق غير سالكة مما يحد من وصول الدائرة وشركائها إلى المواقع التي تعتبر إزالة الألغام فيها ضرورية. في حين أن مثل هذه العقبات تعرقل الجهود المبذولة لإزالة المتفجرات الخطرة، فإن الدائرة وجنوب السودان لا يزالان في طريقهما للوصول إلى الهدف الذي التزمت به الدولة، وهو تطهير البلاد من الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة بحلول تموز /يوليو 2026.