منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تؤكد من جديد عدم علمها بأي برامج للأسلحة البيولوجية في أوكرانيا

علامة تحذر من المخاطر الإشعاعية بالقرب من محطة تشيرنوبل، أوكرانيا.
© Unsplash/Michał Lis
علامة تحذر من المخاطر الإشعاعية بالقرب من محطة تشيرنوبل، أوكرانيا.

الأمم المتحدة تؤكد من جديد عدم علمها بأي برامج للأسلحة البيولوجية في أوكرانيا

السلم والأمن

جددت الأمم المتحدة التأكيد على عدم علمها بأي برامج للأسلحة البيولوجية في أوكرانيا. جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن، صباح اليوم الجمعة، بعنوان "الأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين."

واستهل نائب الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح توماس ماركرام، حديثه في الجلسة قائلا: "إنني أدرك أن الاتحاد الروسي قدم معلومات جديدة حول مزاعم بشأن برامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا."

وأشار السيد توماس ماركرام إلى الإحاطات التي قدمتها الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو، خلال يومي 11 و18 آذار / مارس 2022، حيث أوضحت أن "الأمم المتحدة لم تكن على علم بوجود أي برامج للأسلحة البيولوجية في أوكرانيا. لا يزال هذا هو الحال اليوم."

وأشار كذلك إلى أن الأمم المتحدة ليس لديها حاليا الولاية ولا القدرة التقنية أو التشغيلية للتحقيق في هذه المعلومات.

اتفاقية الأسلحة البيولوجية

وقال نائب الممثلة السامية إن الصك القانون الدولي ذا الصلة هو اتفاقية الأسلحة البيولوجية لعام 1972، التي تحظر تطوير وإنتاج وحيازة ونقل وتخزين واستخدام الأسلحة البيولوجية والتكسينية.

وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا هي دول أطراف في اتفاقية الأسلحة البيولوجية، التي تحتوي على العديد من التدابير التي يمكن للدول الأطراف المعنية اللجوء إليها من أجل معالجة المواقف التي لديها مخاوف أو شكوك حيالها بشأن أنشطة دول أخرى، على حد تعبيره وأضاف:

"على سبيل المثال، عملا بالمادة الخامسة من الاتفاقية، تتعهد الدول الأطراف فيها بالتشاور والتعاون بشأن حل أي مشاكل قد تنشأ فيما يتعلق بهدف الاتفاقية أو في تطبيق أحكامها. ويمكن إجراء هذا التشاور والتعاون من خلال الإجراءات الدولية المناسبة، بما في ذلك على أساس ثنائي بين الدول الأطراف المعنية."

إحدى هذه الإجراءات الدولية التي تم وضعها في إطار اتفاقية الأسلحة البيولوجية هو عقد اجتماع استشاري.

كما توجد إمكانيات أخرى لمعالجة الشواغل بين الدول الأطراف بموجب المادة الخامسة من الاتفاقية، وكذلك بموجب المادة السادسة.

استعداد أممي لدعم أي إجراءات بموجب الاتفاقية

وشجع المسؤول الأممي أي دولة طرف لديها مخاوف تتعلق بالامتثال باستخدام الإجراءات المتاحة بموجب الاتفاقية، لافتا الانتباه إلى أن مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح على استعداد لدعم أي إجراءات بموجب اتفاقية الأسلحة البيولوجية قد تقرر الدول الأطراف استخدامها. وقال:

"وكما ذكرت وكيلة الأمين العام ناكاميتسو في بياناتها السابقة أمام المجلس، فإن اتفاقية الأسلحة البيولوجية تحتاج إلى أن تفعل ويتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها لضمان تجهيزها وتزويدها بالموارد المناسبة لمواجهة تحديات المستقبل."

وأشار نائب الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح إلى أن المؤتمر الاستعراضي التاسع للاتفاقية، والمقرر عقده في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر من هذا العام يمثل فرصة مثالية للدول الأطراف فيها لتعزيز الاتفاقية. 

روسيا تقول إنها تمتلك "وثائق مقلقة" 

 

وشرح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبينزيا، سبب طلب بلاده عقد اجتماع، للمرة الثالثة، حول الأنشطة العسكرية البيولوجية

"لا زلنا نحصل على وثائق مقلقة تشير إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية مشاركة في تنفيذ مشاريع خطيرة في الحيز البيولوجي في البلاد. هذه الأنشطة تتم في وسط شرق أوروبا على الحدود الغربية لروسيا، وهي تمثل تهديدا لأمننا ولأمن المنطقة.. بسبب الطبيعة العابرة للحدود لهذه التهديدات. ما من معلومات من الولايات المتحدة وأوكرانيا، ولم يتم الاحتكام إلى اتفاقية الأسلحة البيولوجية كما قال السيد ماركرام." 

وقدم السفير الروسي ما وصفه بـ "أهم المعلومات"، مشيرا إلى أن "المتخصصين الأوكرانيين وبإشراف أمريكي قاموا بتجميع عينات من مياه الأنهار التي تتدفق عبر أوكرانيا" 

وأضاف أن الهدف من هذا المشروع هو تحديد مسببات الأمراض الخطيرة ومنها الكوليرا والتيفويد وكذلك التهاب الكبد الوبائي... لتحديد كيفية انتشار هذه الأمراض عبر المياه. ثم أرسلت هذه العينات إلى الولايات المتحدة.".

وتابع السفير الروسي: "لدينا سؤال منطقي يطرح نفسه: لماذا يتم تجميع مسببات أمراض خطيرة من قبل الولايات المتحدة؟ ... نتائج هذه الدراسة يمكن أن تستخدم لإحداث كارثة بيولوجية ليس فقط في روسيا، ولكن في مياه بحر آزوف والبحر الأسود وفي بيلاروس ومولدوفا وبولندا." 

الولايات المتحدة تصف المزاعم الروسية بأنها ادعاءات "لا أساس لها"

السفير ريتشارد ميلز، نائب المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة اتهم روسيا باستخدام مجلس الأمن كمنصة لتعميم معلومات مغلوطة بشأن أوكرانيا، "بينما تستمر في عدوانها الوحشي ضد أوكرانيا."

وأعرب عن أسفه إزاء "هذه الاجتماعات السخيفة وهذه الادعاءات التي لا أساس لها... وهي تندرج في إطار نمط يتمثل في اتهام النظام الروسي للآخرين بجرائم يرتكبها أو يخطط لارتكابها. ينبغي ألا نعطي أي مصداقية لهذه الادعاءات."

وأضاف السفير الأمريكي قائلا: 

"وما يجب ألا ننساه، هو أن روسيا لديها سجل طويل وموثق جيدا في استخدام الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك في محاولات الاغتيال، وتسميم أعداء بوتين السياسيين، مثل أليكسي نافالني. إن روسيا هي التي تواصل دعم نظام الأسد في سوريا، وهو النظام الذي استخدم الأسلحة الكيماوية بشكل متكرر. إن روسيا هي التي حافظت منذ فترة طويلة على برنامج أسلحة بيولوجية موثق جيدا في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية الأسلحة البيولوجية." 

وحذر السفير ريتشارد ميلز من أن "أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية من قبل روسيا سيؤدي إلى عواقب وخيمة."