منظور عالمي قصص إنسانية

البوسنة والهرسك: الممثل السامي يحذر من أن حربا أخرى على الأراضي الأوروبية ليس أمرا مستحيلا

بعد أكثر من 25 عاماً على انتهاء حرب البوسنة، لا تزال المخلفات موجودة في قرية أفالجين في البوسنة والهرسك
UN News/Elizabeth Scaffidi
بعد أكثر من 25 عاماً على انتهاء حرب البوسنة، لا تزال المخلفات موجودة في قرية أفالجين في البوسنة والهرسك

البوسنة والهرسك: الممثل السامي يحذر من أن حربا أخرى على الأراضي الأوروبية ليس أمرا مستحيلا

السلم والأمن

في خضم التوترات المتصاعدة، والمأزق السياسي المستمر منذ شهور، وتزايد التكهنات حول صراع آخر في أوروبا، يجب على المجتمع الدولي أن يقف بحزم خلف البوسنة والهرسك كدولة موحدة ومسالمة. هذا ما قاله الممثل السامي للأمم المتحدة في البلاد لمجلس الأمن اليوم الأربعاء.

وقال الممثل السامي، كريستيان شميدت، إنه بعد أكثر من 26 عاماً من توقيع اتفاقية الإطار العام للسلام، المعروفة باسم اتفاقيات دايتون، يتحدث المواطنون مرة أخرى عن احتمال نشوب صراع آخر، مما يشكل خطر وقوع حوادث ملتهبة.

وشدد على أن "الصراع في أوكرانيا ليس بعيدا جدا، وهو تذكير واقعي بأنه حتى في القرن الحادي والعشرين فإن حرباً أخرى على الأراضي الأوروبية ليست مستحيلة".

تقويض القوانين الوطنية

وقال السيد شميدت خلال عرضه للتحديات الرئيسية إن السلطات في جمهورية صربسكا التي يهيمن عليها العرق الصربي، والتي تشكل أحد الكيانين في البوسنة والهرسك إلى جانب اتحاد البوسنة والهرسك، قد تبنت على نحو متزايد الخطابات والإجراءات التي يمكن أن تقوض الإطار الدستوري.

وهي تشمل محاولات لجعل القوانين الوطنية غير قابلة للتطبيق، وهو ما قد يعني على الأرجح انسحاب الجمهورية من القوات الموحدة للبلاد.

وشدد على أن مثل هذه التغييرات الدستورية لا يمكن إجراؤها من جانب واحد، لأنها ستهدد وحدة أراضي البوسنة والهرسك، وشدد على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية الدفاع عن اتفاقيات دايتون وحقوق الشعوب الثلاثة المكونة للبلاد.

الممثل الأمم المتحدة السامي للبوسنة والهرسك، كريستيان شميدت، يلقي كلمة أمم مجلس الأمن الدولي
UN Photo/Eskinder Debebe
الممثل الأمم المتحدة السامي للبوسنة والهرسك، كريستيان شميدت، يلقي كلمة أمم مجلس الأمن الدولي , by UN Photo/Eskinder Debebe

 

الاندماج في أوروبا

كما أشاد الممثل السامي بالدعم الدولي لوحدة البوسنة والهرسك، بما في ذلك من خلال عقوبات محددة من قبل العديد من الحكومات. وأضاف: "لن نجلس مكتوفي الأيدي بينما يسعى الآخرون لتفكيك 26 عاما من السلام والاستقرار والتقدم".

وحول عضوية البلاد المحتملة في الاتحاد الأوروبي - وهو المسار الذي من شأنه أن يساعد في حل المظالم وتعزيز السلام والاستقرار - حث شميدت الكتلة على إبقاء أبوابها مفتوحة للبوسنة والهرسك وبقية دول غرب البلقان.

"التهديدات الانفصالية"

انضم شفيق دافيروفيتش، رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك، إلى اجتماع المجلس نيابة عن بلاده.

وبعد أن وصف تقرير الممثل السامي بأنه سرد موضوعي، وافق على أن بلاده تمر بأزمة سياسية عميقة منذ أكثر من 10 أشهر بسبب التهديدات الانفصالية، والحصار المفروض على المؤسسات والإجراءات الأخرى من جانب جمهورية صربسكا.

وأشار إلى أن البوسنة والهرسك تفتقر إلى آلية كفيلة بمنع مثل هذه الأنشطة الانفصالية، ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم دعمه الكامل.

وبالنظر إلى الوضع الجيوسياسي الحالي قال دافيروفيتش: "إننا نشعر بالعواقب الوخيمة للعدوان على أوكرانيا." وكرر الدعوات التي وجهت إلى الاتحاد الأوروبي للاستجابة بشكل إيجابي لطلب الدولة للحصول على وضع المرشح.