منظور عالمي قصص إنسانية

أوكرانيا: خلال حدث تبرعات رفيع المستوى، الأمم المتحدة تقدر حاجة 16 مليون شخص للمساعدات

طفلان يبلغان من العمر 14 عامًا يلعبان على الأراجيح في مدرستهما السابقة في خاركيف، شمال شرق أوكرانيا، بعد أن دمرها القصف.
© UNICEF/Kristina Pashkina
طفلان يبلغان من العمر 14 عامًا يلعبان على الأراجيح في مدرستهما السابقة في خاركيف، شمال شرق أوكرانيا، بعد أن دمرها القصف.

أوكرانيا: خلال حدث تبرعات رفيع المستوى، الأمم المتحدة تقدر حاجة 16 مليون شخص للمساعدات

المساعدات الإنسانية

باستضافة حكومتي بولندا والسويد، عُقد مؤتمر رفيع المستوى في وارسو لجمع التبرعات لأوكرانيا، وأعلن رئيس وزراء بولندا، ماتيوز موراوسكي، تعهُد المانحين بتقديم أكثر من 6 مليار دولار لمساعدة الأوكرانيين.

وفي كلمتها أمام الحاضرين، تحدثت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسيل، عن "الكابوس" الذي يعيشه الأطفال في كل يوم تستمر فيه الحرب.

فبحسب اليونيسف، ثلثا الأطفال تقريبا في أوكرانيا أجبروا على الهروب، والكثير منهم شاهد ما لا يجب أن يراه أي طفل.

وقالت السيدة راسيل: "تعرّضت منازلهم للقصف، ومدارسهم للهجوم وكل الأنظمة التي يمكن أن تساعدهم على البقاء على قيد الحياة."

كما أشارت إلى مئات الأطفال الذين فارقوا الحياة، فقد قُتل العديد منهم بسبب الأسلحة المتفجرة، وأصيب مئات آخرون بجراح في هذه الحرب.

وقالت: "كل دقيقة تمر لها أهمية في جهود مساعدة كل طفل تضرر من الحرب. يُعدّ الوصول إليهم أمرا صعبا للغاية – لاسيّما في أجزاء من شرق أوكرانيا حيث يتواصل القصف والهجمات."

جهود جبّارة لإخراج المحاصرين

قبل عدة أيام فقط، تمكنت الأمم المتحدة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من إجلاء أكثر من 100 شخص من مصنع الصلب في أزوفستال في عملية مشتركة، وباتفاق مع الأطراف.

وفي كلمته خلال مؤتمر المانحين، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس، في الأمس جرى إخراج أكثر من 340 مدنيا من مناطق مختلفة في ماريوبول، "واليوم وفي هذه الأثناء القافلة تواصل الجهود للوصول إلى أزوفستال مع صباح الغد أملا في استقبال المدنيين الذين ظلوا في ذلك الجحيم الكئيب الذين عاشوا فيه للعديد من الأسابيع والأشهر، وإعادتهم إلى بر الأمان."

وأشار إلى أن هذه "العملية المعقدة والخطيرة" استغرقت أياما وجهودا جبارة - من حيث التنسيق والمناصرة والاتفاقيات والنشر والشراكة - لتحقيقها.

191 من الهجمات على المرافق الصحية

يقوم الأطباء بإجراء شق للقصبة الهوائية لمريض مصاب بفيروس كوفيد -19 في مستشفى في كراماتورسك، أوكرانيا.
يقوم الأطباء بإجراء شق للقصبة الهوائية لمريض مصاب بفيروس كوفيد -19 في مستشفى في كراماتورسك ، أوكرانيا.
يقوم الأطباء بإجراء شق للقصبة الهوائية لمريض مصاب بفيروس كوفيد -19 في مستشفى في كراماتورسك، أوكرانيا.

في كلمته، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن تعطّل الخدمات الصحية في جميع أنحاء أوكرانيا كارثي، لكنه تفاقم مع النزوح، وحصار الأشخاص في مناطق الصراع وهم غير قادرين على التنقل.

هناك علاج واحد لمرض الحرب: السلام -- د. تيدروس

وأشاد بعمل الممرضين الذين يسهرون على رعاية المواليد الجدد في أقبية المستشفيات، وسائقي سيارات الإسعاف والمسعفين الذين ينقذون حياة الأشخاص من المباني التي تعرّضت للقصف، والفرق الطبية التي تجري العمليات الجراحية والتوليد تحت القصف.

لكن، أوضح د. تيدروس أن ما هو أسوأ من تعطيل الأنظمة الصحية الهجمات على المرافق الصحية. "تحققت منظمة الصحة العالمية حتى الآن من 191 هجمة على مرافق الرعاية الصحية، و75 حالة وفاة و54 إصابة."

وذكّر بأن الهجمات على الصحة تُعدّ انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وغير مقبولة على الإطلاق.

ودعا إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي للسماح بتقديم مساعدات إنسانية آمنة ومستدامة. ودعا الاتحاد الروسي إلى وقف هذه الحرب، وقال: "هناك علاج واحد لمرض الحرب: السلام."

الأمم المتحدة تواصل تقديم المساعدة

تقدّر الأمم المتحدة أن حوالي 16 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في أوكرانيا وحوالي 40 في المائة من الأوكرانيين الذين ظلوا في البلاد يحتاجون ويستحقون مساعدة إنسانية.

وبحسب السيدة راسل، عملت اليونيسف، منذ بداية الحرب، في المناطق التي احتاجها الأطفال فيها، من الخطوط الأمامية إلى الحدود، إلى الدول التي تستضيف اللاجئين.

وتابعت راسيل تقول: "قمنا بتوزيع إمدادات طارئة بملايين الدولارات إلى المستشفيات والملاجئ ومحطات القطار والمدارس ومراكز حماية الأطفال ونقلنا المياه الصالحة للشرب بالشاحنات لأكثر من مليون شخص."

وتعمل منظمة الصحة العالمية في أوكرانيا حتى قبل الحرب، وفي غضون أيام من الغزو الروسي، أرسلت إمدادات طبية وحزمات لعلاج الصدمات.

وقال د. تيدروس: "حتى الآن، قدمنا أكثر من 316 طنا متريا من الإمدادات الطبية، ودعمنا الرعاية لـ 7.5 مليون شخص، وأكثر من 200 ألف عملية جراحية."

من جانبه قال السيد غريفيثس إن الحرب تسببت بأسرع موجة نزوح سكاني قسري منذ الحرب العالمية الثانية. "ها نحن الآن في بولندا نشهد على ذلك، أكثر من 5.6 مليون شخص لاجئ وأكثر من 7.7 مليون شخص نزحوا داخل أوكرانيا، وكثيرون آخرون، وغالبا الأكثر ضعفا، لم يقدروا على مغادرة منازلهم."