منظور عالمي قصص إنسانية

اليمن: العاملون في المجال الإنساني يناشدون الحصول على 4.3 مليار دولار لوقف مسار تدهور الأزمة في البلاد

الأشخاص في المناطق الريفية في اليمن يعانون من الجوع الشديد.
UNDP Yemen
الأشخاص في المناطق الريفية في اليمن يعانون من الجوع الشديد.

اليمن: العاملون في المجال الإنساني يناشدون الحصول على 4.3 مليار دولار لوقف مسار تدهور الأزمة في البلاد

المساعدات الإنسانية

أعلن بيان صادر اليوم السبت عن مكتب الشؤون الإنسانية (الأوتشا) في اليمن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لهذا العام والتي تناشد الحصول على ما يقرب من 4.3 مليار دولار لعكس مسار التدهور المستمر في جميع أنحاء البلاد حيث تلقي آثار الحرب بثقلها على كاهل السكان رغم الهدنة الحالية.

وتستهدف الخطة 17.3 مليون من أصل 23.4 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة وخدمات الحماية في جميع أنحاء اليمن الذي عانى سكانه، على مدى ما يزيد عن سبع سنوات، من خسارة لا يمكن تخيلها ومن ظروف حياتية صعبة بشكل يصعب تصديقه. 


فقد خلف النزاع ندوبا مست كل جانب من جوانب الحياة، يمكن تمييزها في الأسواق والطرق والمدارس والمحاكم والمشافي والبيوت.


والهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 2 نيسان/أبريل تزامنا مع شهر رمضان المبارك، والتي وصفها المبعوث الخاص هانس غروندبرغ بـ "اللحظة الثمينة"، تعد "الأولى في اليمن على مستوى البلاد منذ ست سنوات". ومن المقرر أن تستمر خلال شهر أيار/مايو. ويمكن تجديدها بعد انقضاء فترة الشهرين بموافقة الأطراف.


أرقام صادمة


وقال ديفيد غريسلي، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن: "إن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن حقيقة واقعة ينبغي أن نتصدى لها على وجه الاستعجال".

Tweet URL


وأوضح قائلا إن "الأرقام هذا العام صادمة. فأكثر من 23 مليون شخص - أو ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان اليمن - يحتاجون الآن إلى المساعدة. وهذا يمثل زيادة بنحو ثلاثة ملايين شخص عن عام 2021. ويواجه ما يقرب من 13 مليون شخص بالفعل مستويات احتياجات حادة".

قال البيان الصادر عن مكتب الأوتشا في اليمن إن تصاعد الصراع العام الماضي أدى إلى معاناة لا توصف وتعطيل أكثر للخدمات العامة، مما دفع الاحتياجات الإنسانية إلى مستوى أعلى.
أدى انهيار الاقتصاد، وهو نتاج آخر للحرب التي استمرت سبع سنوات، إلى تفاقم نقاط الضعف لدى أفقر الناس، حيث "من المتوقع أن يحتاج 19 مليون شخص إلى مساعدات غذائية في النصف الثاني من عام 2022."


يقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) إن هناك ما يقدر بنحو 161 ألف شخص يواجهون "أشد أنواع الجوع تطرفا". "لا يزال الأطفال يعانون بشكل مروع"، حيث يعاني 2.2 مليون من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من نصف مليون طفل في مستويات حرجة. تستمر محدودية الوصول إلى الخدمات الحيوية في مفاقمة أوضاع الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك النساء والأطفال.


تسخير الهدنة لمساعدة الأشد ضعفا


واعتبر السيد غريسلي الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة فرصة حيوية لوكالات الإغاثة لتوسيع نطاق المساعدة المنقذة للحياة، وقال إنها "لحظة أمل لليمن".


وأوضح أنها ستساعد في الوصول السريع إلى المزيد من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في المناطق التي كان الوصول إليها محدودا بسبب النزاع المسلح وانعدام الأمن. 
ولكي تكثف وكالات الإغاثة جهودها على الفور، قال غريسلي فإننا "نعتمد على التمويل الكافي من المانحين". وإلا، حذر المسؤول الأممي، فإن "عملية الإغاثة قد تنهار رغم الزخم الإيجابي الذي نشهده في اليمن اليوم".


في حدث جمع الأموال رفيع المستوى لليمن الذي عقد في آ1ار/مارس من هذا العام، تعهد المانحون بتقديم 1.3 مليار دولار - 30 في المائة فقط من إجمالي متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022.


وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إنه تم التعهد بتقديم 300 مليون دولار أخرى منذ ذلك الحين. ومع ذلك، لا تزال الاستجابة تعاني من نقص حاد في التمويل، مما يترك وكالات الإغاثة بموارد محدودة في وقت اضطر فيه ثلثا برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن إلى تقليص عملياته أو إغلاقها بسبب نقص التمويل. قال السيد غريسلي: "أحث جميع المانحين على تمويل النداء بالكامل والالتزام بصرف الأموال بسرعة".


وقد فرّ أكثر من 4.3 مليون شخص من منازلهم منذ اندلاع الحرب الحالية في عام 2015، مما يجعلها رابع أكبر أزمة نزوح داخلي على وجه الأرض.