منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير: رغم تفوقهنّ في مجال العلوم على الفتيان، احتمال انخراط الفتيات في المهن العلميّة يظل ضئيلا

فتاة تبلغ من العمر سبعة عشر عاما تقف في فصلها الدراسي في مدرسة في ناغالاند، الهند.
© UNICEF/Tiatemjen Jamir
فتاة تبلغ من العمر سبعة عشر عاما تقف في فصلها الدراسي في مدرسة في ناغالاند، الهند.

تقرير: رغم تفوقهنّ في مجال العلوم على الفتيان، احتمال انخراط الفتيات في المهن العلميّة يظل ضئيلا

الثقافة والتعليم

كشف تقرير مخصص لقضايا الجنسين تصدره منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سنويا أن الفجوة بين الفتيات والفتيان في مجال الرياضيات تقلّصت حتى في أشد البلدان فقرا، وتظل الفتيات متفوقات في مجالي العلوم والقراءة.

وتخلص النتائج إلى أن أداء الفتيان يفوق أداء الفتيات في الرياضيات خلال السنوات الأولى، لكن سرعان ما تتلاشى هذه الفجوة لاحقا.

لكن، على الرغم من أنّ الفتيات يلحقن بالركب في مجال الرياضيات في مرحلتي التعليم الابتدائي الأعلى والثانوي، فمن المرجح أن يمثل الفتيان النسبة الأكبر ضمن أصحاب الأداء الأعلى في الرياضيات في جميع البلدان.

ويحثّ تقرير اليونسكو السنوي المعنون "تعميق آفاق النقاش بشأن الأشخاص الذين لا يزالون متخلفين عن الركب" على التفكير بعمق في مسألة عدم المساواة بين الجنسين والعقبات التي لا تزال تمنع الفتيات من تحقيق إمكانياتهن.

تحليل بيانات من 120 دولة

اعتمد تقرير اليونسكو على تحليل بيانات واردة من 120 دولة بشأن التعليم الابتدائي والثانوي، بغية تقديم استعراض شامل للوضع الراهن.

Tweet URL

ويؤكد هذا التحليل أنّ الفجوة بين الجنسين في مجال التعلّم تقلّصت حتى في البلدان الأشدّ فقرا. وتشهد بعض البلدان انعكاسا في الاتجاهات السائدة، إذ تُرجّح الفجوة الكفّة اعتبارا من الصف الثامن لصالح الفتيات في مجال الرياضيات، وذلك بما مجموعه سبع نقاط مئوية في ماليزيا، ثلاث نقاط في كمبوديا، و1.7 نقاط في الكونغو، و1.4 نقاط في الفلبين.

ويقول مدير تقرير اليونسكو العالمي لرصد التعليم، مانوس أنطونينيس: "لقد أتاحت الإصدارات الأخيرة وضع تصور شبه شامل للفجوات بين الجنسين في مخرجات التعلّم قبل تفشي الجائحة تماما، وذلك على الرغم من الحاجة إلى المزيد من البيانات."

التحيّز والقوالب النمطية

وأضاف أنطونينيس أن الفتيات يتقدمن على الفتيان في مجالي القراءة والعلوم، "ولكننا نرى أنّ أوجه التحيز والقوالب النمطية لا تزال تعوق استمرار الدراسة ولا سيما في مجال الرياضيات. ويتوجب علينا تحقيق المساواة بين الجنسين في التعلم وضمان إطلاق الطاقة الكامنة لدى كل طالب علم."

بحسب التقرير، تحقق الفتيات في البلدان متوسطة ​​ومرتفعة الدخل - في المدارس الثانوية - نتائج أفضل بكثير في مجال العلوم. لكن على الرغم من هذا التفوّق، لا يزال احتمال انخراط الفتيات في المهن العلميّة ضئيلا، الأمر الذي يشير إلى احتمالية استمرار التحيزات الجنسانية في عرقلة سعيهنّ إلى مواصلة التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

مستويات مرتفعة في مجال القراءة

يُعتبر أداء الفتيات أفضل في مجال القراءة، ويفوق عدد الفتيات اللاتي يصلن إلى الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة عدد الفتيان الذين يصلون إلى هذا المستوى. وتشهد المملكة العربية السعودية الفجوة الأكبر في مجال التعليم الابتدائي، إذ إنّ 77 في المائة من الفتيات يصلن إلى الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة في الصف الرابع، مقابل 51 في المائة فقط من الفتيان.

ويفوق أداء الفتيات أداء الفتيان في القراءة بنسبة 18 نقطة في تايلند، وبنسبة 11 نقطة في الجمهورية الدومينيكية، وبنسبة 10 نقاط في المغرب.  وحتى في البلدان التي تتساوى فيها الفتيات مع الفتيان في مستوى القراءة في الصفوف الأولى، مثل ليتوانيا والنرويج، فإنّ هذه الفجوة التي في صالح الفتيات تتفاقم لتبلغ 15 نقطة مئوية في سن الخامسة عشرة.

وتقول إحدى مؤسسي صندوق ملالة، ملالة يوسفزاي: "تثبت الفتيات جودة أدائهنّ في المدرسة عندما يتمكّن من الانتفاع بالتعليم، ولكن هناك العديد من الفتيات، ولا سيما اللواتي ينتمين إلى الفئات الأكثر حرمانا، لا يحصلن على أي فرصة للتعلّم. وعلينا ألا نخشى هذه الطاقة الكامنة لديهن."

ودعت إلى تعزيز تلك "الطاقة الكامنة" ومراقبة تطورها. وقالت: "هناك مثال يفطر القلب حيث لا تحظى معظم الفتيات في أفغانستان بفرصة تخولهنّ إظهار مهاراتهنّ للعالم."