منظور عالمي قصص إنسانية

أوكرانيا: مجلس الأمن يبحث تزايد خطر استغلال وسوء معاملة النساء والفتيات خلال الحرب

الناس في أوكرانيا يستقلون قطارات الإجلاء إلى بولندا.
© UNICEF/Aleksey Filippov
الناس في أوكرانيا يستقلون قطارات الإجلاء إلى بولندا.

أوكرانيا: مجلس الأمن يبحث تزايد خطر استغلال وسوء معاملة النساء والفتيات خلال الحرب

السلم والأمن

في أعقاب تقارير عن الاغتصاب والعنف الجنسي، وشهادات حيّة على أوضاع النساء والأطفال في أوكرانيا والدول المهاجرة، عقد مجلس الأمن جلسة حول ما يجري في أوكرانيا، مع التركيز على تأثير الحرب على النساء والفتيات، وكيفية حماية صحة وكرامة المرأة خلال الفترة العصيبة التي تخلقها النزاعات.

وقد اعتمد مجلس الأمن أجندة "صون السلام والأمن في أوكرانيا" وعقدت الجلسة بناء على دعوة من السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد ومندوب ألبانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريد خوجة، وترأسها اللورد طارق أحمد (من ويمبلدون)، الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني، ووزير الدولة لشؤون الكومونولث والأمم المتحدة شمال أفريقيا.

واستهلّت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحّوث إحاطتها بتأكيدها على التضامن مع نساء وبنات ورجال وأولاد أوكرانيا ودعت إلى وقف الحرب "الآن."

وأشارت المسؤولة الأممية إلى "الصدمة" التي تعاني منها النساء الشابات اللاتي تركن منازلهن ليلا وانفصلن عن أسرهن، والخوف الدائم على المستقبل. وقالت: "هذه الصدمة تخاطر بتدمير جيل. يجب أن نواصل تقديم الدعم، ولكن الأهم من ذلك يجب مواصلة جميع الجهود للنهوض بالسلام."

الاغتصاب والعنف الجنسي

Tweet URL

أشارت المسؤولة الأممية إلى الحوادث المتعلقة بالاغتصاب والعنف الجنسي، وقالت إنها مزاعم يجب التحقيق فيها بشكل منفصل لضمان الإنصاف والمساءلة.

وتابعت تقول: "إن مزيج النزوح الجماعي والوجود الكبير للمجنّدين والمرتزقة والوحشية ضد المدنيين الأوكرانيين، كل ذلك أدى إلى رفع كل الأعلام الحمراء."

وتحدثت بحّوث عن أن الكثير من النساء الشابات واليافعات غير المصحوبات، هؤلاء معرّضات للخطر على وجه الخصوص.

ودعت جميع الدول إلى زيادة جهودها لمحاربة الاتجار، وقالت: "يجب أن تكون الاستجابة التي تراعي الفوارق بين الجنسين والتي تركّز على الناجين في صميم الأعمال الإنسانية."

زيارة إلى مولدوفا

عادت بحّوث مساء يوم أمس الأحد من مولدوفا حيث كانت عواقب الحرب "صارخة" وأشارت إلى أن مولدوفا توصف بدولة صغيرة ولكن قلبها كبير.

وقالت: "على الرغم من التعافي من جائحة كـوفيد-19، ومع تصميمها على تحقيق أولوياتها الوطنية التنموية، فتحت (مولدوفا) حدودها ومنازلها لأولئك الفارين من القصف والبنادق في أوكرانيا."

ويُقدّر عدد الأوكرانيين الوافدين إلى مولدوفا حتى هذا التاريخ – ومعظمهم نساء وأطفال – بـ 95,000 شخص.

ووصفت الوضع هناك قائلة: "في الملاجئ المؤقتة المختلفة التي زرتها في مولدوفا، تحدثت أمهات منهكات وقلقات وخائفات عن مخاوفهن بشأن مستقبل بلدهن وبناتهن وأولادهنّ وعائلاتهن."

سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تتحدث إلى مجلس الأمن في اجتماعه حول صون السلام والأمن في أوكرانيا.
UN Photo/Manuel Elias

أحلامٌ عطّلتها الحرب

وفي مولدوفا، التقت السيّدة بحّوث بالفتاة الصغيرة تاتيانا والتي أخبرتها أن بلدتها جميلة وكانت تحلم في أن تصبح طبيبة لكن دراستها تعطّلت بسبب الاضطرار إلى الفرار.

كما التقت بحّوث بصبيّ لا يتجاوز السابعة من العمر أخبرها أنه لا ينام في الليل لأنه قلق على والده الذي ظلّ في أوكرانيا لحراسة البلدة.

وقالت بحّوث: "لقد شاهدت بأمّ عيني حافلات مليئة بالنساء والأطفال الذين وصلوا إلى معبر بالانكا الحدودي، متعبين وخائفين. وهناك تم استقبالهم بكرامة ورحمة وتقديم الخدمات المطلوبة من قبل السلطات في مولدوفا والمتطوعين من منظمات المجتمع المدني."

لكنها أكدت أن لكل رجل وامرأة وطفل أوكراني حلما واحد: العودة إلى الديار. "لكن كما سمعتُ يوم أمس، العديد منهم ليس لديهم منزل للعودة إليه."

أُجبر ماكسيم البالغ من العمر سبع سنوات وعائلته على الفرار من ماريوبول في شرق أوكرانيا.
© UNICEF
أُجبر ماكسيم البالغ من العمر سبع سنوات وعائلته على الفرار من ماريوبول في شرق أوكرانيا.

النساء في الطليعة

شددت بحّوث على أنه رغم الفظائع، تواصل النساء خدمة وقيادة مجتمعاتهن ودعم النازحين داخليا. وتشكل النساء 80 في المائة من جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية في أوكرانيا، وقد اختار الكثير منهن عدم الفرار.

وأضافت تقول: "لم تتوقف المنظمات النسائية داخل أوكرانيا عن العمل، وتعديل عملها لتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان الذين تخدمهم. تفعل (النساء) ذلك على حساب حياتهن."

دعوة إلى السلام

دعت بحّوث مجلس الأمن إلى مواصلة استخدام كل المنصات من أجل تحقيق السلام. وشددت على أهمية أن تكون المرأة جزءا من الحل.

وقالت: "نعلم من التجربة أن مشاركة المرأة تجعل الاستجابة والتعافي أكثر فاعلية واستدامة، والمنظمات النسائية مؤهلة بشكل فريد لمساعدة ليس فقط النساء ولكن أيضا الفئات المهمشة والضعيفة الأخرى."

وقد تبنى مجلس الأمن 10 قرارات تدعو إلى مشاركة ذات مغزى للنساء في أي قرارات أو مفاوضات متعلقة بالسلم والأمن.

وقالت بحوث: "نحن نعلم أن مشاركة المرأة هي حق وفرصة لتحقيق نتائج أفضل. هذا مهم بشكل خاص في حرب أبرزت بشكل صارخ الاختلافات بين الجنسين."

على الرغم من ذلك، تغيب النساء عن أي جهود للتفاوض. وحثت بحّوث مجلس الأمن على ضمان المشاركة ذات المغزى للنساء والفتيات في جميع العمليات المتعلقة بصنع القرار والسلام والدبلوماسية والعمل الإنساني.

إدانة للهجوم على محطة القطار

وأعربت بحّوث عن إدانتها بأشد العبارات للهجوم الأخير على محطة قطار كراماتورسك، حيث قُتل مدنيون وشركاء للأمم المتحدة من المجتمع المدني.

وقالت المسؤولة الأممية: "العاملون الإنسانيون ليسوا هدفا. المدنيون ليسوا هدفا."

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن، قال مانويل فونتين، مدير برامج الطوارئ في اليونيسف، إن هذه المحطة هي طريق أساسي بالنسبة لآلاف العائلات الفارة من دونيتسك أوبلاست – "وهي منطقة شهدت واحدة من أسوأ تبعات الحرب من عنف ودمار."

وأضاف أن المحطة كانت تعجّ بالأسر اليائسة التي تبحث عن مخرج من العنف المتصاعد عندما تعرّضت للهجوم.

لاجئ أوكراني ينتظر القطار في محطة قطار زاهوني في هنغاريا.
© IOM/Emmy Darrau
لاجئ أوكراني ينتظر القطار في محطة قطار زاهوني في هنغاريا.

الوضع داخل أوكرانيا

عاد فونتين لتوّه من مهمة في أوكرانيا. وقال: "خلال أعوام عملي الإنساني البالغة 31 سنة، نادرا ما رأيت الكثير من الضرر في وقت قصير جدا."

من بين 3.2 مليون طفل الذين ظلوا في ديارهم، قد لا يتوفر لحوالي نصفهم ما يكفي من الطعام. كما أن الهجمات على البنية التحتية لشبكات المياه والكهرباء تركت ما يُقدّر بـ 1.4 مليون شخص دون القدرة على الوصول إلى المياه في أوكرانيا، كما أن حوالي 4.6 مليون شخص لديهم وصول محدود.

وقال فونتين: الوضع أسوأ في مدن مثل ماريوبول وخيرسون، حيث يمضي الأطفال وأسرهم أسابيع الآن بدون مياه جارية أو خدمات صرف صحي، ولا إمدادات متواصلة من الغذاء والرعاية الطبية."

واعتبارا من 10 نيسان/أبريل، تحققت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من مقتل 142 طفلا وإصابة 229 بجراح. وقد تكون الأعداد الحقيقية أعلى بكثير.

تقدم الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني المساعدة إلى سيفيرودونتسك، أوكرانيا.
© UNOCHA/Ivane Bochorishvili
تقدم الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني المساعدة إلى سيفيرودونتسك، أوكرانيا.

الهجمات على المدارس

وأضاف المسؤول في اليونيسف أن المئات من المدارس والمرافق التعليمية تعرّضت للهجمات أو استُخدمت لأغراض عسكرية. وغيرها تحوّلت إلى ملاجئ للمدنيين.

وقال: "في عموم البلاد، يؤثر إغلاق المدارس على تعليم – وعلى مستقبل – 5.7 مليون طفل بعمر المدرسة و1.5 مليون طالب في التعليم العالي."

وأوضح أنه في غضون ستة أسابيع فقط، أصبح ثلثا جميع أطفال أوكرانيا في عداد النازحين، وأجبِروا على ترك كل شيء: منازلهم، مدارسهم، وفي أغلب الأحيان أفراد أسرهم.

مخلفات الحرب تثير القلق

مانويل فونتين، مدير مكتب برامج الطوارئ في اليونيسف، يتحدث في اجتماع مجلس الأمن حول صون السلام والأمن في أوكرانيا.
UN Photo/Manuel Elias

أعرب فونتين عن قلقه الخاص بشأن مخلفات الحرب وخاصة المتفجرات التي تعرّض حياة الأطفال لخطر الوفاة أو الإصابة الشديدة. وقد كانت منطقة شرق أوكرانيا واحدة من أكثر المناطق الموبوءة بهذه المشكلة في العالم حتى قبل التصعيد الأخير.

"نحن نراقب بعناية صحة وحقوق وكرامة النساء والفتيات، مع تزايد خطر الاستغلال وسوء المعاملة."

وناشد كل أولئك الذين يتمتعون بالقوة لوقف الحرب، استخدام هذه القوة. وقال: "حياة ومستقبل ملايين الأطفال على المحك.. المعادلة بسيطة: كل يوم تستمر الحرب، ستستمر معاناة الأطفال."

تقارير عن اغتصاب الفتيات والنساء

تحدثت كاتارينا تشيريباخا، مديرة منظمة "لا سترادا" الأوكرانية، من المجتمع المدني.

وقالت في كلمتها الافتراضية: "أتحدث إليكم كناشطة في مجال حقوق المرأة، كمتخصصة، كأم والآن كشخص نازح."

وتحدثت عن أن النساء والأطفال يشكلون الأغلبية الساحقة من النازحين داخليا واللاجئين الذين فرّوا من منازلهم لإنقاذ حياتهم، ولكنّهم أصبحوا عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاستغلال.

وأشارت إلى أن النساء العاملات في الإدارات المحلية معرّضات لخطر الاختطاف والتعذيب والقتل.

وقالت: "إن النساء طرف مهم في صنع السلام وتحقيق الأمن في أوكرانيا ومساهماتهن خلال الحرب هائلة." لكنهن يصبحن هدفا للمحتل كونهن ناشطات سلام وصحفيات ومتطوعات، على حد تعبيرها.

وتطرقت إلى تقارير كُشف النقاب عنها عن تعرّض النساء والفتيات للعنف الجنسي والاغتصاب خلال الحرب. وقالت: "للأسف هذا غيض من فيض. الكثير من الناجيات موجودات في وضع يشكل تهديدا على حياتهن في مناطق محتلة، ومنقطعات عن المساعدة."

وقالت حتى الآن، هناك تسع حالات من الاغتصاب على يد الجيش الروسي في البلدات والقرى المحتلة مؤقتا، مع معاناة 12 سيّدة وفتاة. كما توجد تقارير رشحت من مناطق كييف وخيرسون وتشيرنيغيف.

وقالت إن التقارير متعلقة بـ "اغتصاب من قبل مجموعة من المحتلين، أكثر من مرة. وتهديد على حياة الناجيات وأطفالهن وأفراد أسرهن."

ودعت في ختام كلمتها الافتراضية أعضاء مجلس الأمن والمنظمات الدولية والحكومات إلى إظهار التضامن عبر اتخاذ خطوات ملموسة وعملية.

يجتمع مجلس الأمن الدولي لمناقشة صون السلام والأمن في أوكرانيا.
UN Photo/Manuel Elias
يجتمع مجلس الأمن الدولي لمناقشة صون السلام والأمن في أوكرانيا.

الولايات المتحدة: النساء هنّ اللواتي سيخرجن بأوكرانيا من هذه الكارثة

اجتمع مجلس الأمن 15 مرة في غضون 10 أسابيع لتناول الوضع في أوكرانيا. وجلسة اليوم تأتي بدعوة من مندوب ألبانيا الدائم لدى الأمم المتحدة والسفيرة الأميركية، ليندا توماس-غرينفيلد، التي قالت إنه عندما يبدأ رجال مثل الرئيس بوتين الحروب، تتشرد النساء والأطفال، وتتعرض النساء والأطفال للاغتصاب والإيذاء، ويموتون.

وتابعت تقول: "عندما كنت في مولدوفا ورومانيا، رأيت بأم عيني بعض الخسائر البشرية في حرب روسيا الوحشية. التقيتُ بعدد قليل من الـ 11.6 مليون شخص الذين نزحوا الآن من منازلهم – مشكلين أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية."

وأكدت أن الولايات المتحدة ستواصل دعم الشركاء في هذه الجهود. "على سبيل المثال، نحن ندعم بشدة فرق حماية الأطفال المتنقلة التابعة لليونيسف، ونعمل في مناطق النزاع مثل أوكرانيا لتقديم الإمدادات المنقذة للحياة وتقديم خدمات العمل الاجتماعي في حالات الطوارئ."

وشددت على أن النساء هنّ اللواتي سيخرجن بأوكرانيا من هذه الكارثة الإنسانية، وقالت: "يجب أن تشارك النساء بشكل مستمر وهادف كمشاركات وقائدات نشِطات في تأمين سلام مستدام طويل الأمد."

ألبانيا: على الكولونيل المسؤول عن احتلال بوتشا، الردّ على اتهامات الاغتصاب والنهب

من جانبه، قال مندوب ألبانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريد خوجة، إن جرائم لا توصف ارتُكبت في أوكرانيا، مشيرا إلى الصور المروّعة لجثث متفحمة أو دهس بالدبابات بالإضافة إلى المقابر الجماعية وغرف التعذيب.

وتابع يقول: "يعاني الجميع في أوكرانيا، لكن الوضع مدمّر بشكل خاص بالنسبة للنساء والأطفال. هذا هو سبب دعوتنا لهذا الاجتماع."

وأشار إلى أن مئات الآلاف من النساء أجبِرن على الفرار من منازلهن، وأخريات قررن البقاء بشجاعة للذود عن بلدهن أو العمل كطبيبات وممرضات وغيرها من المهن الأساسية في ظل القصف العشوائي على بلداتهن من أجل خدمة مجتمعاتهن.

وقال إنه بحسب التقارير، تم ترحيل حوالي 121,000 طفل أوكراني قسرا إلى روسيا.

وبحسب القانون الدولي، يُعتبر قائد الجيش مسؤولا عن جرائم حرب ارتُكبت من قبل قواته. وقال المندوب الألباني: "سيتعيّن على الكولونيل عزت بيك عمر بيكوف، القائد الروسي المسؤول عن احتلال بوتشا، الردّ على اتهامات بالاغتصاب والنهب وقتل مئات المدنيين الأوكرانيين على هذا النحو في استهانة بغيضة بالحياة البشرية."

وحتى الآن، تم فتح 5,600 تحقيق من قبل المدّعي العام الأوكراني. وقال: "إذا ظنّ الكرملين أنه سيستغل ’تأثير التيفال‘ (أي أن الاتهامات لن تلتصق به) فهو مخطئ. جرائمهم ستلتصق في وجوههم."

أضرار لحقت بمبنى في كييف خلال النزاع في اوكرانيا.
© UNDP/Oleksandr Ratushniak
أضرار لحقت بمبنى في كييف خلال النزاع في اوكرانيا.

روسيا تتساءل عن الدليل حول ارتكاب الجرائم

تحدث نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، عمّا وصفه بآلية الدعاية للحرب في أوكرانيا. وقال "ثمّة تعاون بين أوكرانيا والغرب لفبركة الأخبار والأقاويل الأمر الذي وصل إلى مستوى مرتفع للغاية."

وانتقد كلمة المندوب الألباني التي قدّم فيها "اتهامات" ضد روسيا وعدّد قائمة كاملة من الجرائم بدون تريّث أو دليل على حد تعبير المسؤول الروسي.

وقال بوليانسكي إنه ليس من دليل واحد على ارتكاب القوات الروسية لهذه الجرائم، بل إن الأدلة كثيرة على الفبركة: "أعلمنا مجلس الأمن بذلك يوم الثلاثاء الماضي بعد أن استخدمت الرئاسة البريطانية كل ما في جعبتها لتحول دون عقد اجتماع خاص حول هذه الاستفزازات."

وقال إن بعض الاستفزازات تتعلق في بوتشا حيث القوات الأمنية في أوكرانيا نقلت جثثا من المشافي المحلية ووضعتها في الأقبية في بعض المدن والضواحي، وتنظم القوات الأوكرانية وتفبرك أفلاما كما لإلصاقها بالقوات الروسية وإثبات تورط روسيا في جرائم حرب.

وتابع يقول: "نتوقع أن تُعمّم مثل هذه المقاطع والتي ستحتفي بها بالطبع مصادر الإعلام الغربية."

وأشار إلى أن هذه الاستفزازات مخططة ومفبركة واستخدام المدنيين كدروع أمر صادم للغاية، نافيا أن تكون روسيا تشنّ حربا ضد المدنيين.

وتحدث عن نيّة لعرض الجنود الروس على أنهم ساديّون ومغتصبون، تماما مثل ما حدث مع الجنود السوفييتيين في الحرب العالمية الثانية: "نرى أن الهدف هو الترويج للرهاب من الروس."

المملكة المتحدة تدعو إلى التحقيق في الجرائم

أكد اللورد طارق أحمد (من ويمبلدون) أن القوات الروسية غافلة عن أبسط المبادئ الأساسية لاتفاقيات جنيف – ألا وهي التمييز بين المدنيين والمقاتلين.

وقال في كلمته أمام مجلس الأمن: "كانت الهجمات الروسية على المدنيين والمناطق السكنية وحشية بحق. ومع ذلك، فقد أظهرت النساء الأوكرانيات صمود ومرونة الشعب الأوكراني."

وأشار إلى أن الأدلة المتزايدة على جرائم الحرب في أوكرانيا تجبر المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهد للوقوف إلى جانب أوكرانيا، ومع أولئك الذين واجهوا مثل هذا العنف الذي لا يوصف.

"التصويت على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان هي دليل على إرادتنا الجماعية للقيام بذلك."

وقد عملت المملكة المتحدة بشكل وثيق مع الشركاء لإحالة الغزو الروسي إلى المحكمة الجنائية الدولية وإنشاء لجنة تحقيق من خلال مجلس حقوق الإنسان، وإنشاء بعثة خبراء تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ودعا اللورد أحمد إلى العمل بلا هوادة للتحقيق في الجرائم ومحاسبة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وقواته.

وقال في ختام كلمته: "جلسة اليوم هي دعوة حاشدة للمجتمع الدولي للاعتراف بتأثير هذه الحرب غير الشرعية على النساء والأطفال ومحاسبة روسيا على جرائمها."

فتاة مصابة تستلقي في جناح طبي في كييف بأوكرانيا بعد قصف سيارتها.
© WHO/Anastasia Vlasova
فتاة مصابة تستلقي في جناح طبي في كييف بأوكرانيا بعد قصف سيارتها.

أوكرانيا: روسيا تعتبر المدنيين أهدافا محتملة

في كلمته، قال المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسيا، إن روسيا تكذب كلما حرّكت شفاهها.

وقال: "في 24 آذار/مارس تبنت الأغلبية الساحقة من أعضاء الأمم المتحدة القرار الإنساني بشأن العدوان الروسي ضد أوكرانيا. وتفويض القرار على وجه الخصوص يشير إلى تأمين الحماية الكاملة للمدنيين، من بينهم العاملون في المجال الإنساني والصحفيون والأشخاص في حالات الضعف من بينهم النساء والأطفال. روسيا صوّتت ضد القرار، وهو ما يشير بوضوح إلى أنها تعتبر المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، على أنهم أهداف محتملة."

وأضاف أن هذا النهج الروسي أثبت صحته بشكل يومي تقريبا منذ بدء العدوان.

وتابع يقول: "للأسف، تستمر روسيا في إضافة المزيد والمزيد إلى قائمة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا."

وشبّه روسيا بالنازيين الذين أطلقوا سياسة إبادة ضد شعب بأكمله: "سُمح للجنود الروس - من قبل رؤسائهم - بقتل كل من يعرّف عن نفسه على أنه أوكراني، بصرف النظر عن هويته."

وشدد مخاطبا مجلس الأمن على ضرورة وقف الكرملين: "من أجل الأجيال القادمة. لإنقاذهم من ويلات الحرب، في أوكرانيا، وفي جميع أنحاء العالم. كما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة."

وقال: "إذا لم نتمكن من إيقاف الكرملين، فسيصبح المزيد والمزيد من الأطفال أيتاما. المزيد والمزيد من الأمهات ثكلى، اليوم في أوكرانيا، وغدا في مكان آخر."