منظور عالمي قصص إنسانية

القرن الأفريقي: أزمة إنسانية تهدد 15 مليون شخص بسبب جفاف هو الأسوأ منذ عقود

مهاجرون يسيرون في الصحراء في جيبوتي.
IOM/Alexander Bee
مهاجرون يسيرون في الصحراء في جيبوتي.

القرن الأفريقي: أزمة إنسانية تهدد 15 مليون شخص بسبب جفاف هو الأسوأ منذ عقود

المناخ والبيئة

تقدّر المنظمة الدولية للهجرة تضرر حوالي 15 مليون شخص بشدة من الجفاف في كينيا والصومال وإثيوبيا – وهو ما يقرب من ثلاثة وخمسة وسبعة ملايين شخص في كل بلد على التوالي. وحذرت الوكالة الأممية من أن تدهورا واسع النطاق في جميع أنحاء المنطقة متوقع بحلول متوسط العام. 

وتشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن القرن الأفريقي يقع في قبضة أسوأ موجة جفاف منذ عقود – مع العطش الذي يصيب المواقع الطبيعية، وزيادة انعدام الأمن الغذائي، ونزوح واسع النطاق بشكل متزايد. 

وعلاوة على ذلك، تهدد الآثار غير المسبوقة لاحتجاب الأمطار طوال مواسم متعددة بخلق أزمة إنسانية في منطقة تأثرت بالفعل سلبا بالصدمات التراكمية، بما في ذلك الصراع وانعدام الأمن والظروف الجوية القاسية وتغيّر المناخ والجراد الصحراوي والآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية لجائحة كـوفيد-19.

تأثير شديد هذا العام

تؤكد الوكالة الأممية المعنية بالهجرة أنه على الرغم من أن القرن الأفريقي شهد أزمات ناجمة عن المناخ لعقود من الزمن، إلا أن تأثير الجفاف الحالي على الأراضي القاحلة وشبه القاحلة في المنطقة كان شديدا بشكل خاص. وثمة مخاطر عالية للمجاعة وسوء التغذية حيث إن حالة الأمن الغذائي تتدهور بسرعة.

وتجف المراعي ونقاط تجمّع المياه في جميع أنحاء المنطقة. وتشهد المجتمعات الرعوية والريفية التي يعتمد رزقها على الموارد الطبيعية نفوق ماشيتها وفقدان سبل عيشها. 

وتم تدمير آلاف الأفدنة من المحاصيل، وفي كينيا وحدها مات 1.4 مليون رأس من الماشية في الجزء الأخير من العام الماضي بسبب الجفاف.

وتضطر عشرات الآلاف من العائلات إلى مغادرة منازلها بحثا عن الطعام والماء والمراعي، مما يزيد الضغط على الموارد الطبيعية المحدودة بالفعل. كما زاد الجفاف من خطر نشوب النزاعات بين المجتمعات المحلية، حيث تتنافس المجتمعات الزراعية والمجتمعات الرعوية على إمدادات المياه المتضائلة.

امرأة مسنة في مخيم مؤقت للنازحين في الصومال.
© UNICEF/Sebastian Rich
امرأة مسنة في مخيم مؤقت للنازحين في الصومال.

الصومال: أسوأ ندرة مياه منذ عقود

في الصومال، مع ندرة المياه الأسوأ منذ 40 عاما في بعض أجزاء البلاد، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

وفقا لتحليل أحدث "مصفوفة تتبع النزوح" الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة، يمكن أن تؤدي ظروف الجفاف إلى نزوح أكثر من مليون شخص في الصومال، بالإضافة إلى 2.9 مليون نازح بالفعل.

بناء على أنماط النزوح السابقة بسبب الجفاف في الصومال، من المرجّح أن ينتقل السكان المتضررون من المراكز الريفية إلى المراكز الحضرية.

وسوف يطغى مزيد من النزوح في المدن الكبرى على الخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية، وزيادة التعرّض للعدوى، وسيقود إلى تفشي الأمراض (مثل الإسهال المائي الحاد والكوليرا) ومخاوف رئيسية أخرى تتعلق بنقص الخدمات الصحية.

وسجّلت المنظمة الدولية للهجرة زيادة في التحرّكات الناجمة عن الجفاف من الصومال إلى إثيوبيا، ربما للوصول إلى المياه والمراعي. 

مع ذلك، تعاني إثيوبيا أيضا من العواقب الوخيمة للجفاف. ففي جنوب وجنوب شرق إثيوبيا، أدى الجفاف إلى تآكل سبل عيش ما لا يقل عن أربعة ملايين من الرعاة والرعاة الزراعيين.

فتاة صغيرة تجمع الماء في مقديشو بالصومال.
© UNOCHA
فتاة صغيرة تجمع الماء في مقديشو بالصومال.

الاستجابة العاجلة أمر حاسم

تؤكد المنظمة الدولية للهجرة أن الاستجابة الإنسانية العاجلة والفعّالة أمر بالغ الأهمية لتجنب التدهور واسع النطاق في جميع أنحاء المنطقة المتوقع بحلول متوسط العام. 

وتعمل الوكالة الأممية بشكل وثيق مع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والشركاء في كل دولة لتلبية الاحتياجات المائية الحادة للنازحين داخليا والمهاجرين والفئات الضعيفة لمنع وقوع كارثة إنسانية.

من خلال بصمتها التشغيلية، والقدرات اللوجستية القائمة، والشراكات المحلية في كينيا والصومال وإثيوبيا، وآلية صندوق الاستجابة السريعة في إثيوبيا، فإن المنظمة الدولية للهجرة في وضع جيّد للاستجابة للسكان المتضررين من الجفاف في جميع أنحاء المنطقة.

مع ذلك، في حين أن المنظمة الدولية للهجرة تستجيب بنشاط، إلا أن الاحتياجات تفوق القدرات بسبب محدودية الموارد. وهناك حاجة ماسة إلى تمويل إضافي لإنقاذ الأرواح وسبل العيش، وتخفيف المزيد من النزوح، وتجنّب زيادة الاحتياجات في المستقبل. وتشمل الاحتياجات الفورية: المساعدة الإنسانية الطارئة على نطاق واسع، بما في ذلك الغذاء والماء؛ والصرف الصحي والنظافة الصحية والصحة والمواد غير الغذائية؛ وتدخلات سبل العيش وإدارة الصراع.

على المدى الطويل، أكدت أزمة المناخ العالمية على الحاجة إلى زيادة التأهب للكوارث والتكيّف مع تغيّر المناخ بشكل جماعي.

ودعت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن يشمل ذلك تلبية الاحتياجات التنموية الهيكلية للسكان الضعفاء وإعطاء الأولوية للوصول الشامل إلى الموارد الطبيعية.