منظور عالمي قصص إنسانية

اليونسكو: "خطوات حاسمة" ضرورية لإبقاء الفتيان في المدرسة

فتى في صفه المدرسي في هيرات، أفغانستان.
© UNOCHA/Sayed Habib Bidel
فتى في صفه المدرسي في هيرات، أفغانستان.

اليونسكو: "خطوات حاسمة" ضرورية لإبقاء الفتيان في المدرسة

الثقافة والتعليم

على الرغم من أن الفتيات يواجهن صعوبات أكبر في الانتفاع بالتعليم، ويمثلن النسبة العظمى من الأطفال خارج المدرسة في المرحلة الابتدائية، إلا أن الفتيان يواجهون صعوبات متزايدة في مراحل لاحقة من التعليم.
 

ويلقي تقرير "عدم ترك أي طفل خلف الركب: تقرير عالمي عن ترك الفتيان للتعليم" الضوء على العوامل التي تدفع بالأولاد إلى التسرب من الفصل الدراسي.

يسلط التقرير الضوء على ظاهرة عالمية: التأديب القاسي، العقاب البدني، وأشكال أخرى من العنف في المدرسة؛ المعايير والتوقعات الجنسانية؛ وعوامل أخرى تمنع الأولاد من التحصيل الأكاديمي مع زيادة التغيّب والتسرب.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في مقدمة التقرير: "لجعل التعليم حقا عالميا، نحتاج إلى ضمان حصول جميع الشباب على الفرص التعليمية لتشكيل حياتهم ومستقبلهم بنجاح."

وأشارت إلى أن التقرير يؤكد على الحاجة إلى "اتخاذ خطوات حاسمة لإبقاء الأولاد في المدرسة، ودعمهم طوال فترة تعليمهم."

نظرة عالمية

تكشف بيانات اليونسكو أنه من بين كل 100 امرأة على مستوى العالم، يبلغ عدد الرجال الملتحقين بالتعليم العالي 88 رجلا؛ وعدد الفتيان الملتحقين بالمرحلة العليا من التعليم الثانوي يقلّ عن عدد الفتيات الملتحقات به في 73 بلدا، بينما هذا الواقع معكوس في 48 دولة أخرى.

علاوة على ذلك، في جميع المناطق باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لا يحظى الشبان بالتمثيل الكافي في التعليم العالي، وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح تام في أميركا الشمالية وغرب أوروبا وأميركا اللاتينية والكاريبي، حيث يبلغ عدد الشبان الملتحقين بالتعليم العالي 81 شابا مقابل كل 100 فتاة، بينما يبلغ عدد هؤلاء الشبان في شرق آسيا والمحيط الهادئ 87 شابا، وفي الدول العربية وفي أوروبا الوسطى والشرقية 91 شابا.

حواجز أمام تعليم الفتيان

بلغ عدد الفتيان العاملين خلال عام 2020، 97 مليون فتى من أصل 160 مليون طفل عامل؛ ويشير التقرير إلى عدم وجود "إطار قانوني يحميهم" كأحد الأسباب الرئيسية لذلك.

ويوجد في 55 بلدا فقط من بين البلدان التي تتوفر بيانات بشأنها، والبالغ عددها 146 دولة، حد أدنى لسن العمل، بما يتوافق مع عمر الطالب عند إنهاء سنوات التعليم الإلزامي المنصوص عليها في البلدان، ويتجاوز الطفل سن 15 عاما، في حين أن 31 في المائة من الدول لديها حد أدنى لسن العمل يقل عن 15 عاما، أو لا تحدد بوضوح الحد الأدنى لسن العمل.

وقالت السيدة أزولاي: "قد يدفع الفقر وعمالة الأطفال بالفتيان إلى التسرب من المدرسة. وتتطلب الحيلولة دون حدوث ذلك من الدول تحديد الحد الأدنى لسن العمل على نحو عاجل، وذلك فيما يتوافق مع عمر الطالب عند إنهاء سنوات التعليم الإلزامي."

طفل ينقب عن النحاس في جنوب شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
UNICEF/Giacomo Pirozzi
طفل ينقب عن النحاس في جنوب شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

إشارات تحذيرية

في بعض البلدان، تظهر علامات تخلف الأولاد من الناحية التعليمية في نهاية المستوى الأول، وفقا للتقرير.

في 57 دولة من البلدان التي تتوفر بيانات بشأنها، يعتبر أداء الفتيان في سن العاشرة أسوأ من أداء الفتيات على صعيد الإلمام بمهارات القراءة في المرحلة الثانوية. 

يظهر هذا في شرق آسيا والمحيط الهادئ، وأميركا اللاتينية والكاريبي، والدول العربية، وهو ما ينطوي على أعلى معدلات خطر تسرب الفتية من المدرسة.

وأكدت السيدة أزولاي أن "الوفاء بهذا الوعد بالمساواة لا يفيد الفتيان والرجال فقط" مشيرة إلى أنها خطوة إلى الأمام للبشرية جمعاء، "التعليم الشامل والمنصف يخص الجميع."

نقاط العمل

يكشف تقرير اليونسكو أيضا عن أن عددا قليلا فقط من البرامج والمبادرات تعالج ظاهرة تسرب الأولاد من التعليم. 

لمنعهم من التسرب وعكس هذا اتجاه تخلي الفتيان عن التعليم، يقدم التقرير مجموعة من التوصيات الملموسة التي تشمل جعل التعلّم آمنا وشاملا؛ والاستثمار في بيانات وأدلة أفضل؛ بناء وتمويل أنظمة تعليم عادلة؛ وتعزيز النهج المتكاملة والمنسقة لتحسين التعليم لجميع المتعلمين.

وقالت السيدة أزولاي: "عندما يتساوى الجميع في الحقوق والفرص، فإننا جميعا سنستفيد."