منظور عالمي قصص إنسانية

دعوة لتوخي الحذر مع تخفيف العديد من الدول الأفريقية الإجراءات المتعلقة بكوفيد

أم وطفلتها في مستشفى ماساكا في أوغندا للحصول على لقاحات كوفيد-19.
© UNICEF/Kalungi Kabuye
أم وطفلتها في مستشفى ماساكا في أوغندا للحصول على لقاحات كوفيد-19.

دعوة لتوخي الحذر مع تخفيف العديد من الدول الأفريقية الإجراءات المتعلقة بكوفيد

الصحة

مع تقليص بلدان عديدة في القارّة الأفريقية بشكل متزيد التدابير الاحترازية المتعلقة بجائحة كورونا، مثل أنظمة الرصد والحجر الصحي، دعت منظمة الصحة العالمية إلى توخي الحذر والنظر في المخاطر التي تنطوي على ذلك.

فقد وجدت منظمة الصحة العالمية أنه بحلول 15 آذار/مارس 2022، كانت 13 دولة تجري رصدا شاملا، بينما كانت 19 دولة تنفذ تتبع الاتصال ذي الأولوية. ولم تعد 22 دولة أفريقية تقوم بأي نوع من تتبع المخالطين.

Tweet URL

ووجدت دراسة استقصائية أجرتها منظمة الصحة العالمية في آذار/مارس 2022 أن سبعة من أصل 21 دولة أبلغت عن أنها لم تعد بحاجة إلى فرض الحجر الصحي للأشخاص الذين تعرّضوا للفيروس. و22 دولة تحظر التجمعات الجماهيرية – وهو ما يمثل انخفاضا من 41 دولة قبل عام، وفقا للبيانات الواردة على بوابة منظمة الصحة العالمية لتتبع التدابير الصحية لكوفيد-19 التي تنفذها البلدان.

وقالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا: "من دواعي القلق توقُف ما يقرب من نصف جميع البلدان في أفريقيا قد عن تتبع المخالطين."

وأشارت إلى أن ذلك، إلى جانب الاختبارات القوية، هو العمود الفقري للاستجابة للجائحة. وقالت: "بدون هذه المعلومات الهامة، من الصعب تتبع انتشار الفيروس وتحديد النقاط الساخنة الجديدة لمرض كـوفيد-19، التي قد تكون ناجمة عن متغيّرات معروفة أو ناشئة."

انخفاض الحالات في أفريقيا

تقرّ منظمة الصحة العالمية بأهمية الحاجة إلى إعادة فتح الاقتصادات واستئناف الحياة الاجتماعية، لكنها تؤكد على أن تتبع المخالطين يُعدّ استراتيجية رئيسية للحد من انتشار الفيروس وتقليل الوفيات.

ففي آب/أغسطس 2020، كانت 23 دولة من بين 54 دولة تجري تتبعا شاملا للمخالطين، مما يستلزم إدراج جميع جهات الاتصال للحالة المؤكدة ومتابعتها. مع تطور الجائحة، انتقلت البلدان نحو تتبع الاتصال ذي الأولوية، حيث لا يتم متابعة سوى المخالطين المعرّضين لخطر الإصابة أو الإصابة بمرض شديد.

تساعد منظمة الصحة العالمية البلدان على تعزيز قدرات اختبار سارس-كوف-2، الفيروس المسبب لكوفيد-19.
WHO/Nana Kofi Acquah
تساعد منظمة الصحة العالمية البلدان على تعزيز قدرات اختبار سارس-كوف-2، الفيروس المسبب لكوفيد-19.

ومعيار منظمة الصحة العالمية للبلدان ذات معدل الاختبار الجيد هو 10 اختبارات لكل 10,000 من السكان في الأسبوع. في الربع الأول من عام 2022، حققت 27 في المائة من البلدان هذا الهدف الأسبوعي، مما يشير إلى انخفاض مقلق في معدلات الاختبار مقارنة بعام 2021، عندما وصلت 40 في المائة من الدول إلى المعيار الأساسي.

وبينما انخفضت حالات كوفيد-19 في جميع أنحاء القارة منذ ذروة الموجة الرابعة التي قادها أوميكرون في أوائل كانون الثاني/يناير 2022، لا تزال تغطية التطعيم بعيدة عن بقية العالم.

وقد تم تطعيم حوالي 201 مليون شخص أو 15.6 في المائة من السكان بشكل كامل مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 57 في المائة.

وقالت الدكتورة مويتي: "إن رفع تدابير الصحة العامة لا يعني رفع القدم عن دواسة اليقظة بشأن الجائحة."

إرشادات واضحة

رغم التخفيف من الإجراءات، لا يزال شرط ارتداء الكمامة ساريا في معظم البلدان. وتحافظ 43 دولة على ارتداء الأقنعة على الرغم من أن أربع دول قد خففت من هذا الإجراء، مع وجود الكمامات الإلزامية فقط في وسائل النقل العام أو في الأماكن المغلقة.

وقدمت منظمة الصحة العالمية إرشادات واضحة للبلدان حول كيفية تنفيذ وتعديل تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية في المواقف والسياقات المختلفة مع تطور جائحة كوفيد-19.

الجائحة لم تنتهِ بعد ويجب تخفيف التدابير الوقائية بحذر مع قيام السلطات الصحية بموازنة المخاطر مقابل الفوائد المتوقعة

توصي هذه المبادئ التوجيهية بأن تتخذ البلدان نهجا شاملا يوازن بين المخاطر والفوائد المتوقعة عند تحديد ما إذا كان ينبغي تخفيف التدابير. يجب أن تأخذ البلدان في الاعتبار قدرة النظم الصحية وتطعيم السكان من كوفيد-19 والأولويات الاجتماعية والاقتصادية للبلدان.

إضافة إلى ذلك، مع قيام البلدان برفع أو تعديل تدبير الصحة العامة، من الأهمية بمكان ضمان وجود أنظمة لرصد اتجاهات العدوى عن كثب، والسماح بالكشف والمعالجة في الوقت المناسب وكذلك الاستجابة السريعة لظهور متغيرات جديدة مثيرة للقلق.

ويجب على البلدان أيضا توسيع نطاق التطعيمات لزيادة عدد الأشخاص المحميّين من الآثار الضارة للفيروس.

وقالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية: "لأكثر من عامين، حافظت الجائحة على سيطرة مؤلمة على حياتنا، وحتمية البلدان لإنعاش الاقتصادات وسبل العيش أمر مفهوم. ومع ذلك، فإن الجائحة لم تنتهِ بعد ويجب تخفيف التدابير الوقائية بحذر مع قيام السلطات الصحية بموازنة المخاطر مقابل الفوائد المتوقعة."

وتشدد المنظمة على أنه إذا تم تخفيف الإجراءات، فيجب أن يكون هناك نظام يمكّن من إعادته بسرعة في حالة تدهور الوضع.