منظور عالمي قصص إنسانية

وكالات الأمم المتحدة تحذر من زيادة حادة في الجوع في هايتي

امرأة تطبخ طعاما في هايتي.
© UNICEF/Georges Harry Rouzier
امرأة تطبخ طعاما في هايتي.

وكالات الأمم المتحدة تحذر من زيادة حادة في الجوع في هايتي

المساعدات الإنسانية

حذر برنامج الأغذية العالمي، اليوم الثلاثاء، من أن هايتي تشهد ارتفاعا مستمرا في مستويات الجوع، حيث يعاني العديد من المواطنين، بشدة، على الرغم من نجاح المساعدات الإنسانية في تجنب وقوع كارثة.

وأوضح أن 4.5 مليون شخص في هايتي يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وعزا برنامج الأغذية العالمي أسباب ارتفاع الجوع إلى انخفاض المساعدات الغذائية الإنسانية عما كان متوقعا، فضلا عن استمرار التداعيات الناجمة عن الزلزال الذي ضرب البلاد في آب/أغسطس من العام الماضي.

وقالت الوكالة إن مستويات الجوع آخذة في الارتفاع بلا هوادة في خضم استمرار عدم الاستقرار السياسي والتضخم المتزايد والكوارث المتكررة.

متحدثا من هايتي إلى وسائل الإعلام في جنيف، أشار المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي، بيير هونورات إلى أن الوضع مثير للقلق، "كونه أسوأ ما تم تسجيله منذ عام 2018".

"حلقة النار"

وقال المدير القطري: "تشكل هايتي جزءا من حلقة النار التي تحيط بالعالم، حيث تدفع الصدمات المناخية والصراعات وفيروس كورونا والتكاليف المتزايدة المجتمعات الضعيفة إلى حافة الهاوية".

وفقا لأحدث التوقعات، سيعاني 45 في المائة من السكان من الجوع الشديد من آذار/مارس إلى حزيران/يونيو، ومن بين هؤلاء، يقدر أن أكثر من 1.3 مليون شخص سيكونون في مرحلة الطوارئ من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

أدت الأزمة الاقتصادية المستمرة في هايتي، والتي تتميز بضعف العملة مقابل الدولار، وارتفاع التضخم، وارتفاع أسعار الوقود في الأشهر السابقة، إلى انخفاض القوة الشرائية للعديد من الأسر الفقيرة، مما جعل الأساسيات مثل الغذاء، بعيدة من متناول الكثيرين.

تأثير الحرب في أوكرانيا

علاوة على ذلك، ارتفعت أسعار المواد الغذائية العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، مع استمرار الأزمة الأوكرانية في التأثير بشكل مباشر على الأمن الغذائي.

وحذر عاملو الأمم المتحدة الإنسانيون في هايتي من أنه من المرجح أن تؤثر الأزمة بشكل كبير على الفئات الضعيفة في الدولة الجزرية التي تعتمد بشدة على الاستيراد.

وذكر السيد هونورات أن 70 في المائة من البضائع في متاجر هايتي مستوردة، وقال إن انعدام الأمن الغذائي "يمكن أن يتفاقم فقط إذا لم ندعم هايتي".

وأضاف أن "هذا يؤجج أيضا انعدام الأمن والهجرة والاستغلال الجنسي"، داعيا إلى تقديم مزيد من الدعم الدولي.

"يتعلق كل شيء بآليات التكيف التي يتعين على السكان اتخاذها... عليهم تغيير نظامهم الغذائي وتقليل وجباتهم؛ لكنه (نقص الغذاء) يجرهم أيضا إلى العنف، ويؤدي أيضا بالبعض منهم إلى العمل في البغاء."

على الرغم من بعض علامات التقدم ، إلا أن الوضع في هايتي لا يزال "مشحونًا ومستقطبًا للغاية" ، وفقًا للممثلة الخاصة للأمم المتحدة هيلين لايم.
© IOM
على الرغم من بعض علامات التقدم ، إلا أن الوضع في هايتي لا يزال "مشحونًا ومستقطبًا للغاية" ، وفقًا للممثلة الخاصة للأمم المتحدة هيلين لايم.

 

ارتفاع الأسعار والتضخم

من بورت أو برنس، تحدث أيضا باتريك ديفيد، كبير مديري البرامج في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، الذي قدم أيضا إيجازا عن تأثير الأزمة الأوكرانية على استمرار انعدام الأمن الغذائي، حيث قال:

"تستورد هايتي الكثير من المواد الغذائية والأسمدة، وستساهم زيادة أسعار هذه المنتجات بشكل أكبر في التضخم، وهو مرتفع أصلا في البلاد".

وأضاف السيد هونورات أن القمح الذي تستورده هايتي "يأتي بشكل أساسي من روسيا ومن كندا أيضا ... لذلك إذا ارتفع سعر دقيق القمح، ستحدث مشكلة في الأسعار التي تضاعفت بخمس مرات في غضون خمس سنوات. لذلك، لا يمكننا إلا أن نتوقع أنها ستتضاعف مرة أخرى ".

مساحة محدودة للتفاؤل

أفاد برنامج الأغذية العالمي بحدوث تحسن في مناطق في جنوب هايتي، يعزى إلى استمرار المساعدة الغذائية في أعقاب الزلزال الذي وقع العام الماضي.

في أعقاب ذلك، تعرض ما يقرب من مليون شخص في المناطق المتضررة لانعدام شديد في الأمن الغذائي.

وقد وصل برنامج الأغذية العالمي إلى أكثر من 355 ألف مستفيد بالمساعدات الغذائية والنقدية بقيمة 8.2 مليون دولار.

لكن البرنامج حذر من تدهور الوضع في مناطق أخرى في الجنوب حيث كانت الاستجابة للطوارئ محدودة.

وتعاني المنطقة الشمالية أيضا من آثار الفيضانات الغزيرة التي حدثت في أواخر كانون الثاني/يناير، والتي أسفرت عن وفاة وإصابة ما يقرب من 3,500 شخص توجهوا إلى ملاجئ مؤقتة.

وزع برنامج الأغذية العالمي وجبات غذائية جافة على 8,000 شخص تضرروا من الفيضانات، بالإضافة إلى حوالي 1,000 وجبة جاهزة للأكل في خمسة أيام عبر ستة ملاجئ.

توزيع الغذاء في واحدة من أكثر المجتمعات تضررا بعد الفيضانات الغزيرة في شمال هايتي.
© WFP/Theresa Piorr
توزيع الغذاء في واحدة من أكثر المجتمعات تضررا بعد الفيضانات الغزيرة في شمال هايتي.

 

استجابة طارئة

فيما يتعلق بالحلول طويلة الأجل لبلد لا يزال يعاني من أزمات متعددة، قال برنامج الأغذية العالمي إنه يعزز الحماية الاجتماعية الوطنية وأنظمة الغذاء من خلال استخدام التحويلات القائمة على الحقوق والأنشطة المدرة للدخل وحلول للحد من مخاطر الكوارث على مستوى المجتمع المحلي.

ويتسابق مهندسو البرنامج أيضا مع الزمن لإعادة تأهيل المدارس، بهدف تسريع العودة إلى فصول الدراسة واستئناف أنشطة التغذية المدرسية في المناطق المتضررة من الزلزال.