منظور عالمي قصص إنسانية

منظمات إنسانية أممية: بلغنا معلما مأساويا في عدد اللاجئين الفارّين من أوكرانيا خلال أقل من شهر واحد

تجمع مئات الأشخاص الفارين من أوكرانيا في مراكز التسوق بالقرب من المعبر الحدودي في كورتشوفا، بولندا.
© WHO/Kasia Strek
تجمع مئات الأشخاص الفارين من أوكرانيا في مراكز التسوق بالقرب من المعبر الحدودي في كورتشوفا، بولندا.

منظمات إنسانية أممية: بلغنا معلما مأساويا في عدد اللاجئين الفارّين من أوكرانيا خلال أقل من شهر واحد

المساعدات الإنسانية

قالت طواقم الأمم المتحدة الإنسانية يوم الثلاثاء (22 آذار/مارس) إن أكثر من 3.5 مليون لاجئ فرّوا من أوكرانيا في غضون ما يقرب من شهر - منذ غزو روسيا لأوكرانيا - مشيرين إلى الاحتياجات الهائلة بين الوافدين الجدد.

وقال ماثيو سالتمارش، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين: "لقد تجاوزنا الآن معلم الـ 3.5 مليون من حيث عدد اللاجئين، والعدد الإجمالي هو 3.557 مليون لاجئ، وهو حقا معلم مأساوي آخر لشعب أوكرانيا، وقد تم الوصول إليه في أقل من شهر واحد بقليل."

من جانبها، قالت د. بالوما كوتشي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في بولندا، إن جارة أوكرانيا (بولندا) استقبلت "حوالي مليوني شخص، أي حوالي 61 في المائة من اللاجئين في بولندا." وقال ثلثاهم تقريبا إنهم يريدون البقاء في بولندا "لأنها قريبة من الديار ويفكرون في العودة إذا سمح الوضع بذلك."

داخل أوكرانيا، حيث نزح حوالي 6.5 مليون شخص، استجابت مفوضية اللاجئين للمخاوف من نقل المدنيين من مدينة ماريوبول الممزقة إلى روسيا ضد إرادتهم.

وقال ماثيو سالتمارش: "بالطبع نحن على علم بهذه التقارير، لكننا للأسف لسنا في وضع يسمح لنا بتأكيد أي شيء."

وأضاف أن أي نقل أو حركة للسكان يجب أن يتم طواعية وبكرامة: "كما قلت في الإحاطة الأخيرة، لم تشارك مفوضية اللاجئين في مفاوضات الممر الآمن للمدنيين."

لاجئون بحاجة إلى رعاية طبية

يارنو هابيتشت، ممثل منظمة الصحة العالمية في أوكرانيا، يزور مستودعا تابعا لمنظمة الصحة العالمية مليئا بالإمدادات الصحية في كييف.
© WHO

وسط التقارير المستمرة التي تفيد بأن القصف الروسي استمر في استهداف مناطق فيها تركيز كبير من المباني السكنية داخل أوكرانيا، أكدت أحدث معلومات من منظمة الصحة العالمية 62 هجوما على الرعاية الصحية داخل أوكرانيا منذ غزو القوات الروسية في 24 شباط/فبراير.

وقالت الدكتورة كوتشي: "كما يمكنكم التخيّل، فإن الوصول إلى الرعاية الصحية في أوكرانيا مقيّد للغاية. علاوة على ذلك، يأتي اللاجئون من رحلة طويلة وصعبة وخطيرة، كما تعلمون، إلى أن يصلوا إلى بولندا."

وأضافت أن الأطفال يسافرون لأيام بدون طعام مناسب، وهم متعبون وقلقون.

وأوضحت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية أن العديد من اللاجئين لديهم أيضا احتياجات مزمنة تتطلب مساعدة عاجلة، حيث لم يعد من الممكن علاجهم داخل أوكرانيا بسبب تهديد العنف المميت.

وتابعت تقول: "هناك عدد هائل من كبار السن اللاجئين الذين يأتون، بدون أدويتهم لعدة أيام، يأتون بمرض السكري اللاتعويضي (النوع 2)، مع ضغط الدم ومشاكل صحية أخرى، وبالطبع لدينا نساء حوامل لا يتلقين رعاية ما قبل الولادة."

يتلقى الوافدون الجدد من أوكرانيا المساعدة في مراكز الاستقبال. وتشمل الشكاوى الشائعة الحمى والإسهال وانخفاض حرارة الجسم والتهابات الجهاز التنفسي العلوي والسكتة القلبية والاضطراب النفسي والعاطفي.

وقالت الوكالة: "يجب إحالة بعض اللاجئين المصابين بأمراض طويلة الأمد ومزمنة ونادرة على الفور إلى مستشفيات موثوقة في بولندا أو الاتحاد الأوروبي أو في أي مكان آخر حيث تتوفر الأسرّة وتلقي العلاج."

وصول شحنة من الإمدادات الطبية إلى مستشفى للولادة في أوكرانيا.
© UNICEF/Andriy Boiko
وصول شحنة من الإمدادات الطبية إلى مستشفى للولادة في أوكرانيا.

وتشير التقديرات المبكرة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن الحرب تركت 500,000 لاجئ يعانون من اضطرابات نفسية وحوالي 30,000 مصابين باضطرابات نفسية شديدة، بناء على تجربة أوضاع النزاع الأخرى.

مفوضية حقوق الإنسان تسجل أعداد الضحايا المدنيين

بين 24 شباط/فبراير 2022 و21 آذار/مارس 2022، سجلت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وفاة 953 مدني (192 رجلا، 142 امرأة، 12 فتاة و26 ولدا، و40 طفلا، و541 شخصا بالغا لم يتم تحديد النوع الاجتماعي حتى الآن).

وأفادت المفوضية بإصابة 1,557 شخصا بجراح (171 رجلا، 132 امرأة، 23 فتاة، 19 فتىً، و63 طفلا، و1,149 من البالغين لم يتم تحديد النوع الاجتماعي بعد).

وفي إقليمي دونيتسك ولوهانك، قُتل 271 شخصا وأصيب 807 آخرين بجراح.

وقد نتج معظم الضحايا المدنيين الذين تم تسجيلهم عن استخدام أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق، بما في ذلك القصف بالمدفعية الثقيلة وأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق، والضربات الصاروخية والجوية.

وتعتقد المفوضية أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير، لاسيّما في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة، ولا سيما في الأيام الأخيرة، حيث تأخر تلقي المعلومات من بعض المناطق التي دارت فيها أعمال قتالية عنيفة، ولا تزال العديد من التقارير تنتظر التحقق منها.

وتحيط المفوضية علما بتقارير صدرت عن مكتب المدّعي العام في أوكرانيا، حيث قُتل اعتبارا من الساعة 8 صباحا بالتوقيت المحلي في 22 آذار/مارس 114 طفلا وأصيب أكثر من 155 بجراح.

كما تحيط علما بتقرير رئيس قسم التحقيق بالشرطة الوطنية لمنطقة خاركيف، حيث اعتبارا من الساعة 6 مساءا بالتوقيت المحلي في 21 آذار/مارس، قُتل 280 مدنيا في المنطقة، بينهم 15 طفلا.