منظور عالمي قصص إنسانية

إيزومي ناكاميتسو: استخدام الأسلحة الكيميائية انتهاك صارخ للقانون الدولي وإهانة لإنسانيتنا المشتركة

من الأرشيف: أبنية مدمرة في شرق مدينة حلب بسوريا.
OCHA/Halldorsson
من الأرشيف: أبنية مدمرة في شرق مدينة حلب بسوريا.

إيزومي ناكاميتسو: استخدام الأسلحة الكيميائية انتهاك صارخ للقانون الدولي وإهانة لإنسانيتنا المشتركة

السلم والأمن

قدمت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، إحاطة أمام مجلس الأمن، الذي عقد جلسة بشأن سوريا يوم الخميس، حول تنفيذ قرار مجلس الأمن 2118 (2013) بشأن القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا، بالإضافة إلى آخر المستجدات المتعلقة ببعثة تقصي الحقائق.

وأكدت السيدة إيزومي ناكاميتسو أنه على الرغم من أن جائحة كـوفيد-19 "أثرت على قدرة الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية على الانتشار في سوريا" لكن لا تزال الأمانة الفنية للمنظمة جاهزة للانتشار.

وأضافت تقول: "على الرغم من استمرار القيود على السفر، تواصل الأمانة الفنية للمنظمة الاضطلاع بالأنشطة المنوطة بها فيما يتعلق بالقضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية السورية، وانخراطها مع الجمهورية العربية السورية في هذا الشأن."

فريق تقييم الإعلان يواصل الجهود

وأشارت إلى مواصلة فريق تقييم إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (DAT) جهوده المستمرة لتوضيح القضايا العالقة المتعلقة بإعلانات سوريا المقدمة وفقا لاتفاقية الأسلحة الكيميائية (CWC).

وقالت السيدة ناكاميتسو: "لقد أبلِغت أن أمانة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تتلق الإعلان المطلوب بعد.. على جميع أنواع وكميات عوامل الحرب الكيميائية التي جرى إنتاجها و/أو تهيئتها في شكل أسلحة في مرفق إنتاج أسلحة كيميائية سابق كانت قد أعلنت الجمهورية العربية السورية أنه لم يستخدم قط لإنتاج أسلحة كيميائية و / أو تهيئتها في شكل أسلحة."

كما أن أمانة المنظمة لم تتلق بعد المعلومات والوثائق المطلوبة من الجمهورية العربية السورية بشأن الأضرار الناجمة عن هجوم 8 حزيران/يونيو على منشأة عسكرية تضم مرفقا سابقا لإنتاج الأسلحة الكيميائية.

وتابعت أنها لم تتلق أي معلومات من سوريا حول الحركة غير المصرح بها وبقايا اسطوانتين مدمرتين تتعلقان بحادث سلاح كيميائي في دوما في 7 نيسان/أبريل 2018، وحثت الحكومة على الاستجابة لهذه الطلبات "في السرعة اللازمة."

الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو، تطلع أعضاء مجلس الأمن على الوضع في الشرق الأوسط (سوريا).
UN Photo/Eskinder Debebe

 

وأبلغت الأعضاء عن أسفها من أنه حتى الآن لم يتمكن الفريق الأمانة الفنية من إجراء الجولة الخامسة والعشرين من المحادثات في دمشق، بسبب "الرفض المستمر" لسوريا لإصدار تأشيرة دخول لعضو واحد.

وحثت الحكومة على تسهيل الإجراءات لنشر فريق تقييم الإعلان والامتثال إلى قرار 2118، بما في ذلك من خلال السماح بالوصول الفوري وغير المقيّد للموظفين المعيّنين من قبل أمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية "في أقرب وقت ممكن."

وقالت: "إنه فقط من خلال التعاون الكامل مع الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يمكن إغلاق جميع القضايا المعلقة."

وقالت إنه نتيجة للثغرات التي تم تحديدها والتضارب والتناقضات التي لم يتم حلها، فإن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تواصل تقييم - في هذه المرحلة - الإعلان المقدم من سوريا على أنه لا يمكن اعتباره دقيقا وكاملا وفقا لاتفاقية الأسلحة الكيميائية.

جولة أخرى من التفتيش

أشارت المسؤولة الأممية إلى أنها أبلِغت بأن الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تعتزم القيام بالجولات المقبلة للتفتيش في مرفقي البرزة وجمرايا التابعين لمركز الدراسات والبحوث العلمية السورية (SSRC) خلال عام 2022.

وفيما يتعلق بالكشف عن مادة كيميائية من الجدول 2 في مرافق مركز الدراسات في برزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، "يؤسفني أن أبلغ المجلس بأن الجمهورية العربية السورية لم تقدم بعد معلومات فنية كافية أو تفسيرات تمكّن الفريق من إغلاق هذا الملف."

استخدام خردل الكبريت في مارع

تواصل بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحليل جميع المعلومات المتاحة المتعلقة بمزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

ويشير تقرير المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى ما ورد في تقرير بعثة تقصي الحقائق في 24 و31 كانون الثاني/يناير 2022، والذي خلص إلى استخدام خردل الكبريت في مارع في 1 أيلول/سبتمبر 2015 واستخدام أسطوانة كلور في كفر زيتا في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2016.

وكان من المقرر انتشار بعثة تقصي الحقائق في سوريا من 22 كانون الثاني/يناير إلى 4 شباط/فبراير لجمع المعلومات وإجراء المقابلات فيما يتعلق بحوادث في محافظة حلب في 2016. ولكن، بسبب حالات إصابة بكوفيد في صفوف أعضاء فريق الدعم في دمشق، تم إرجاء النشر. ويبقى الاستعداد لعمليات النشر المقبلة، رهنا بتطور جائحة كـوفيد-19.

وذكّرت ناكاميتسو أن استخدام الأسلحة الكيميائية انتهاك صارخ للقانون الدولي و"إهانة لإنسانيتنا المشتركة."

ودعت إلى التيّقظ لضمان عدم استخدام هذه الأسلحة الفظيعة، والقضاء عليها، ليس فقط في سوريا ولكن في كل مكان، وأكدت على التزام الأمم المتحدة بالعمل مع جميع الدول الأعضاء، مع ضمان محاسبة المسؤولين عن استخدامها.

أبنية مدمرة في مدينة حلب، سوريا، حيث زُعم استخدام أسلحة كيماوية. (من الأرشيف)
© UNICEF/Ninja Charbonneau
أبنية مدمرة في مدينة حلب، سوريا، حيث زُعم استخدام أسلحة كيماوية. (من الأرشيف)

سوريا تحمّل الفريق الفني المسؤولية

قال نائب المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، الوزير المستشار قصي الضحاك، إن سوريا انضمت طوعا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وتخلصت من مخزونات الأسلحة الكيميائية ودمرت مرافق إنتاجها، وحرصت على معالجة بعض النقاط العالقة من خلال التعاون مع المنظمة لإغلاق هذا الملف نهائيا.

وأضاف يقول: "يسّرت اللجنة الوطنية السورية، على مدى السنوات الماضية، عقد 24 جولة مشاورات مع فريق تقيم الإعلان، ورحبت بعقد الجولة الخامسة والعشرين في دمشق، كما ردّت بشكل إيجابي على اقتراح عقدها في لاهاي."

وقال إن بلاده تحمّل الأمانة الفنية للمنظمة المسؤولية الكاملة عن التأخير في عقد هذه الجولة: "أولا بتذرع مديرها العام بالطقس الحار في الصيف، وثانيا عبر ربط الأمانة الفنية بنشر الفريق بمنح سمة دخول لشخص واحد طلبت سوريا استبداله، إن ما نراه بشأن عقد هذه الجولة يمثل وجها آخر لسياسات الضغط ومحاولات الإساءة للتعاون السوري."

وأكد في ختام كلمته أن نجاح عمل المنظمة يتحقق بإجراء مراجعة شاملة لأساليب العمل الخاطئة التي تعتمدها الأمانة الفنية وفرقها، والعودة بعمل المنظمة إلى الطابع الفني البحت، ومنع تحويلها إلى أداة لخدمة أجندات بعض الدول على حساب نظام منع الانتشار وقيمنا المشتركة، على حد تعبيره.