منظور عالمي قصص إنسانية

الفاو: أسعار الأغذية تسجل مستويات قياسية الشهر الماضي

بائع متجول يبيع الطعام المقلي من كشكه في جاكرتا، إندونيسيا.
© UNICEF/Arimacs Wilander
بائع متجول يبيع الطعام المقلي من كشكه في جاكرتا، إندونيسيا.

الفاو: أسعار الأغذية تسجل مستويات قياسية الشهر الماضي

التنمية الاقتصادية

أفادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم بارتفاع المعيار القياسي لأسعار الأغذية العالمية في شباط/فبراير ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.

وبحسب مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذي يتعقب السلع الغذائية الأكثر تداولا على مستوى العالم، تصدّرت الزيوت النباتية ومنتجات الألبان هذا الارتفاع، حيث بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية 140.7 نقاط في شباط/فبراير، وأعلى بنسبة 3.1 نقطة من المستوى الذي وصل إليه في شباط/فبراير 2011.

ويقيس مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية متوسط الأسعار على مدار الشهر؛ ولهذا، فإن أرقام شهر شباط/فبراير تتضمن بشكل جزئي فقط تأثيرات السوق الناجمة عن الصراع القائم في أوكرانيا.

وقال السيد أوبالي غالكيتي أرتشيلاج، الخبير الاقتصادي في المنظمة: "إن المخاوف بشأن ظروف المحاصيل وتوافر الكميات المناسبة المتاحة للتصدير لا تفسّر إلا جزءا من الزيادات الحالية في الأسعار العالمية للأغذية. ويأتي الحافز الأكبر بكثير لتضخم أسعار الأغذية من قطاعات خارج الإنتاج الغذائي، ولا سيما قطاعات الطاقة والأسمدة والأعلاف. وتميل كل هذه العوامل إلى تضييق هوامش ربح منتجي الأغذية، مما يثنيهم عن الاستثمار وتوسيع نطاق الإنتاج."

الزيوت النباتية ومنتجات الألبان تقود الزيادة

Tweet URL

وقاد مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية هذه الزيادة، إذ ارتفع بنسبة 8.5 في المائة عن الشهر الماضي ليصل إلى مستوى قياسي جديد، مدفوعا في الغالب بزيادة أسعار زيوت النخيل وفول الصويا ودوّار الشمس.

وكانت الزيادة الحادة في مؤشر أسعار الخضروات مدفوعة بشكل أساسي بالطلب العالمي المستدام على الواردات، والتي تزامنت مع بعض العوامل على جانب العرض، بما في ذلك انخفاض توافر الكميات المتاحة للتصدير من زيت النخيل من إندونيسيا، وهي المصدّر الأكبر في العالم، وانخفاض توقعات إنتاج فول الصويا في أمريكا الجنوبية، والشواغل بشأن انخفاض صادرات زيت دوّار الشمس بسبب الاضطرابات في منطقة البحر الأسود.

وكان متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان أعلى بنسبة 6.4 في المائة في شباط/فبراير مقارنة بكانون الثاني/يناير، مدعوما بانخفاض أكثر من المتوقع في إمدادات الحليب في أوروبا الغربية وأوسيانيا، فضلا عن الطلب المستمر على الواردات، خاصة من شمال آسيا والشرق الأوسط.

ارتفاع مؤشر الحبوب واللحوم

امرأة تمر بمعروضات الحبوب المعروضة في أسواق مرجان  في أكادير، المغرب. (ملف 2015)
© FAO/Alessandra Benedetti
امرأة تمر بمعروضات الحبوب المعروضة في أسواق مرجان في أكادير، المغرب. (ملف 2015)

وارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب بنسبة 3.0 في المائة عن الشهر الماضي، مدفوعا بارتفاع عروض أسعار الحبوب الخشنة، مع ارتفاع الأسعار الدولية للذرة بنسبة 5.1 في المائة، وذلك بسبب مجموعة من الشواغل المستمرة بشأن ظروف المحاصيل في أمريكا الجنوبية، وحالة عدم اليقين بشأن صادرات الذرة من أوكرانيا، وارتفاع أسعار تصدير القمح.

كما ارتفعت الأسعار العالمية للقمح بنسبة 2.1 في المائة، وهو ما يعكس إلى حد كبير حالة عدم اليقين بشأن تدفقات الإمدادات العالمية من موانئ البحر الأسود. وارتفعت الأسعار الدولية للأرزّ بنسبة 1.1 في المائة.

وارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم بنسبة 1.1 في المائة عن شهر كانون الثاني/يناير، إذ بلغت الأسعار الدولية للحوم الأبقار مستوى قياسيا جديدا وسط طلب عالمي قوي على الواردات وانكماش إمدادات الماشية الجاهزة للذبح في البرازيل وارتفاع الطلب على إعادة تكوين القطعان في أستراليا.

وفي مقابل ارتفاع أسعار لحوم الخنزير، انخفضت أسعار لحوم الأغنام والدواجن، ويرجع ذلك جزئيا، على التوالي، إلى ارتفاع إمدادات التصدير في أوسيانيا وانخفاض واردات الصين بعد نهاية مهرجان الربيع.

وتراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر بنسبة 1.9 في المائة وسط توقعات الإنتاج المواتية في البلدان المصدرة الرئيسية مثل الهند وتايلند، فضلا عن تحسّن ظروف الزراعة في البرازيل.

توقعات بزيادة الإنتاج العالمي من القمح والذرة هذا العام

أصدرت المنظمة أيضا أحدث موجز عن إمدادات الحبوب والطلب عليها، والذي يتضمن توقعات أولية لإنتاج الحبوب في جميع أنحاء العالم في عام 2022. ومن المتوقع أن يزداد الإنتاج العالمي من القمح ليصل إلى 790 مليون طنّ.

وسيبدأ حصاد الذرة قريبا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، مع توقع وصول إنتاج البرازيل إلى مستوى قياسي، وإنتاج أعلى من المستويات المتوسطة في الأرجنتين وجنوب أفريقيا.

ومن المتوقع أن تزداد المخزونات العالمية من الحبوب حتى نهاية 2022 بشكل طفيف خلال مجرى العام لتصل إلى 836 مليون طنّ. ووفقا لما ذكرته المنظمة، وبالاستناد إلى هذه التوقعات، ستقف نسبة المخزونات العالمية من الحبوب إلى استخدامها عند 29.1 في المائة، "مسجلة بذلك أدنى مستوى لها في ثماني سنوات، لكنها لا تزال تشير إلى مستوى إمداد مريح بشكل عام."

ورفعت المنظمة توقعاتها بشأن التجارة العالمية بالحبوب إلى 484 مليون طنّ، أي بزيادة نسبتها 0.9 في المائة عن مستواها في الفترة 2020/2021. ولا تفترض هذه التوقعات الآثار المحتملة للنزاع في أوكرانيا. وترصد المنظمة التطورات عن كثب وستقيّم هذه الآثار في الوقت المناسب.

امرأة تستمع بتناول فاكهة الدرّاق في غواتيمالا.
© UNICEF/Patricia Willocq
امرأة تستمع بتناول فاكهة الدرّاق في غواتيمالا.

نقص إنتاج الحبوب في البلدان المعرّضة للخطر

تتوقع الفاو أن ينخفض إنتاج الحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض في العالم والبالغ عددها 47 بلدا، بنسبة 5.2 في المائة في موسم التسويق بالفترة 2021-2022، مقارنة مع الفترة 2020-2021، وذلك بسبب النزاعات والأحداث المناخية القصوى، وفقا لأحدث تقرير عن التوقعات بخصوص المحاصيل وحالة الغذاء، الذي صدر اليوم أيضا عن النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر عن الأغذية والزراعة التابع للمنظمة.

ويشير ذلك إلى زيادة بنسبة 8 في المائة في إجمالي متطلبات الواردات من جانب بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض لتصل إلى 66.6 ملايين طنّ.

ويتضمن التقرير الفصلي أحدث المستجدات عن الوضع في 44 بلدا تم تحديدها حاليا على أنها بحاجة إلى مساعدة غذائية خارجية، إضافة إلى مزيد من التحديثات الدقيقة لاتجاهات إنتاج الحبوب الإقليمية حول العالم، مع الإشارة أيضا إلى المخاطر المتعلقة بتصعيد النزاع في أوكرانيا التي تطال الإنتاج والصادرات وكذلك سبل كسب العيش.