منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعو إلى الالتزام بمواجهة العديد من التهديدات التي تواجه الحياة البرية

بعض أنواع الحياة البرية في منتزه رويال ماناس الوطني.
© BES/Joshua F. Goldberg
بعض أنواع الحياة البرية في منتزه رويال ماناس الوطني.

الأمم المتحدة تدعو إلى الالتزام بمواجهة العديد من التهديدات التي تواجه الحياة البرية

المناخ والبيئة

في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للأحياء البرية، دعا الأمين العام إلى أن نلتمس نفع الأجيال الحالية والمقبلة وسعادتها من خلال التزامنا بالحفاظ على الأحياء البرية لكوكبنا التي لا تقدر بثمن والتي لا يمكن تعويضها.

وتحتفل الأمم المتحدة بهذا اليوم العالمي سنويا في 3 آذار/مارس 2022.

ويمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بغنى التنوع والجمال في الحيوانات والنباتات وزيادة الوعي بالمزايا التي تعود على الناس من الحفاظ على ذلك الغنى والتنوع.

وهو في ذات الوقت فرصة تذكرنا بالحاجة الماسة لمكافحة الجريمة ضد الأحياء البرية، والحد من تسبب الإنسان في تقليل أعداد الأنواع، وتلك مسألة لها آثار اقتصادية وبيئية واجتماعية كبيرة.

وبالنظر إلى تلك الآثار الجانبية السلبية، يركز الهدف 15 من أهـداف التنمية المستدامة على وقف فقدان النوع البيولوجي.

وقال الأمين العام، أنطونيو غوتيريش في رسالته:

"في اليوم العالمي للأحياء البرية من كل عام، نحتفل بما تبديه النباتات والحيوانات البرية على كوكبنا من جمال وعجائب. فلماذا نهتم بالأحياء البرية؟ إن الجنس البشري، إلى جانب واجبه الأخلاقي تجاه الحفاظ على الأرض، يعتمد على المنتجات والخدمات الأساسية التي توفرها الطبيعة، من الغذاء والمياه العذبة إلى مكافحة التلوث وتخزين الكربون. وفي إضرارنا بالعالم الطبيعي تهديدٌ لسلامتنا."

وقال السيد غوتيريش إن الأحياء البرية يتهددها الخطر اليوم في جميع أنحاء العالم، محذرا من أن "خطر الانقراض يواجه ربع الأنواع، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أننا دمرنا ما يقرب من نصف النظم الإيكولوجية التي تعيش فيها. وعلينا الآن أن نتحرك لعكس هذا الاتجاه."

ويؤكد اليوم العالمي للأحياء البرية هذا العام أهمية عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية (2021-2030).

وأشار الأمين العام إلى أن عافية النظم الإيكولوجية تتوقف على ازدهار الأنواع المكونة لها، لافتا الانتباه إلى أنه إذا اختفى نوع واحد فقط من الكائنات الأساسية، فمن الممكن أن يبدأ نظام إيكولوجي بأكمله في الذبول والفناء. "وهذا هو السبب في أن الإجراءات الرامية إلى حماية فرادى الأنواع يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع إصلاح نظم إيكولوجية بأكملها."

رجل يستعد للسباحة بينما تمرح طيور البطريق على شاطئ في أنتاركتيكا.
UNEP
رجل يستعد للسباحة بينما تمرح طيور البطريق على شاطئ في أنتاركتيكا.

 

 مكافحة التجارة غير المشروعة في الحياة البرية

ويركز موضوع هذا العام على أهمية " حماية الأنواع الرئيسية لتعافي النظم الإيكولوجية " وذلك لجذب الانتباه والتعرف على حالة حفظ وحماية بعض أنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بشدة بالانقراض، بالإضافة إلى دفع المناقشات التي تهدف إلى إيجاد الحلول وتنفيذها.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن إننا عندما نحمي هذه الأنواع فإننا نضمن حماية أنفسنا أيضا.

ودعت في هذا اليوم الدولي إلى الالتزام بمواجهة العديد من التهديدات التي تواجه الحياة البرية. أضافت:

"دعونا نستغل الأراضي والبحار على نحو أفضل وألا نقوّض مساحات الحياة البرية بصورة أكبر. علينا أن نعالج قضيتي تلوث المناخ والتلوث واللتين تهددان الحياة على الأرض. علينا أن نستخدم الموارد الطبيعية بشكل مستدام حتى تتمكن الحياة البرية وموائلها من الازدهار."

ودعت السيدة إنغر أندرسن إلى مكافحة التجارة غير المشروعة في الحياة البرية والتي تكلف سنويا بين 7-23 مليار دولار.

وشددت بمناسبة هذا اليوم الدولي على أهمية أن نلتزم جميعا بتحقيق عالم يزهر فيه الناس والحيوانات والطبيعة معا.

الشعوب الأصلية تدفع الثمن

حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة من غابات حوض الكونغو تتعرض حاليا للاستنزاف بمعدل يبعث على القلق جراء تزايد تجارة اللحوم البرية والطلب عليها من المدن، الأمر الذي يقوّض النظام الغذائي لشعب الـ"مبوتي" الأصلي، ويفاقم الفقر الذي تواجهه الشعوب الأصلية والمجتمعات الريفية.

وأشارت منظمة الفاو إلى أن هذا الطلب المتزايد مدفوع بزيادة الأنشطة التجارية، فضلا عن انعدام الأمن الغذائي في المقاطعات المجاورة، ولا سيما حين لا تتوفر الخيارات الأخرى من اللحوم. 

كما أن الحياة البرية والمعادن كالذهب والماس تجذب متعهدي التعدين والزراعة وقطع الأشجار، والصيادين غير الشرعيين، والميليشيات المسلحة إلى محمية أوكابي للحياة البرية، وفقا للوكالة الأممية.