منظور عالمي قصص إنسانية

أوكرانيا: مليون لاجئ في سبعة أيام فقط ومخاوف من اضطرار ملايين آخرين إلى الفرار

فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات تجلس على سرير في ملجأ من الغارات الجوية في لفيف، غرب أوكرانيا.
© UNICEF/Kostiantyn Golinchenko
فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات تجلس على سرير في ملجأ من الغارات الجوية في لفيف، غرب أوكرانيا.

أوكرانيا: مليون لاجئ في سبعة أيام فقط ومخاوف من اضطرار ملايين آخرين إلى الفرار

المهاجرون واللاجئون

أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأنه في غضون أسبوع واحد فقط، فرّ مليون شخص من أوكرانيا- هذا علاوة على الأعداد الكبيرة من النازحين داخل البلاد.

وفي تصريحات منسوبة إلى مفوض شؤون اللاجئين السامي، فيليبو غراندي، فإن المزيد من الناس يفرّون - ساعة بساعة، ودقيقة بدقيقة - من الواقع المرعب للعنف، مع نزوح عدد لا يُحصى داخل البلاد.

Tweet URL

وقال غراندي: "اقتلعتهم هذه الحرب الحمقاء."

وعلى الرغم من الوتيرة والتحديات غير العادية، إلا أن استجابة الحكومات والمجتمعات المحلية لاستقبال هؤلاء اللاجئين البالغ عددهم مليونا كانت رائعة، على حدّ قوله.

وتنقل موظفو المفوضية بالفعل في جميع أنحاء المنطقة، ويقومون بتوسيع نطاق برامج الحماية والمساعدة للاجئين، دعما للحكومات المضيفة.

وأضاف يقول: "لقد عملتُ في حالات الطوارئ الخاصة باللاجئين منذ ما يقرب من 40 عاما، ونادرا ما رأيت نزوحا جماعيا بهذه السرعة."

داخل أوكرانيا، تعمل طواقم المفوضية – إلى جانب العاملين في المجال الإنساني – أينما ومتى يستطيعون في ظروف مخيفة. وتعمل الطواقم، حتى في أوقات الخطر الشديد، "لأننا نعلم أن الاحتياجات في البلاد ضخمة."

وشدد غراندي قائلا: "ما لم يكن هناك إنهاء فوري للصراع، فمن المرجح أن يضطر ملايين آخرون إلى الفرار من أوكرانيا."

وأكد أن التضامن الدولي كان حميميا، لكن لا شيء يمكن أن يحل محل الحاجة إلى إسكات البنادق؛ كي ينجح الحوار والدبلوماسية. "السلام هو السبيل الوحيد لوقف هذه المأساة."

التمييز والعنصرية ضد رعايا البلدان الثالثة

وفي بيان آخر، دعا مدير عام المنظمة الدولية للهجرة، أنطونيو فيتورينو إلى إنهاء التمييز والعنصرية ضد رعايا الدول الثالثة الفارّين من أوكرانيا.

وقال: "إنني قلق بشأن التقارير الموثوقة التي تم التحقق منها بشأن التمييز والعنف وكراهية الأجانب ضد رعايا البلدان الثالثة الذين يحاولون الفرار من الصراع في أوكرانيا."

وأستنكر أي تمييز على أساس العرق أو الإثنية أو الجنسية أو حالة الهجرة. "إنني أستنكر أي أعمال من هذا القبيل وأدعو الدول إلى التحقيق في هذه المسألة ومعالجتها على الفور."

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، يواجه الرجال والنساء والأطفال من عشرات الجنسيات، بمن فيهم العمال المهاجرون والطلاب الذين يعيشون في أوكرانيا، تحديات شديدة وهم يحاولون مغادرة المنطقة المتضررة من النزاع، وعبور الحدود إلى الدول المجاورة وطلب المساعدة المنقذة للحياة.

وتتلقى المنظمة تقارير عن التمييز الذي أدّى إلى زيادة المخاطر والمعاناة.

في 24 شباط/فبراير 2022، لجأ الناس إلى محطة مترو أنفاق أثناء العمليات العسكرية الجارية في كييف، أوكرانيا.
© UNICEF/Vyacheslav Ratynskiy/UNIAN
في 24 شباط/فبراير 2022، لجأ الناس إلى محطة مترو أنفاق أثناء العمليات العسكرية الجارية في كييف، أوكرانيا.

ودعا فيتورينو الدول المجاورة إلى ضمان منح جميع الفارين من أوكرانيا حق الوصول دون عوائق إلى الأراضي، بغض النظر عن وضعهم ووفقا للقانون الإنساني الدولي.

وقال: "يجب توفير الحماية والمساعدة الفورية بطريقة غير تمييزية ومناسبة ثقافيا، بما يتماشى مع الضرورات الإنسانية، لجميع المتضررين من النزاع طوال رحلتهم إلى بر الأمان."

ورحب باقتراح المفوضية الأوروبية تفعيل "توجيه الحماية المؤقتة" لمساعدة الأشخاص الفارين من أوكرانيا، "وأدعو الدول الأعضاء إلى ضمان إدراج رعايا البلدان الثالثة في تدابير الحماية تلك."

صراع يتردد صداه عبر القارات

من جهة أخرى، قال جيلبير أنغبو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، في بيان: "الصراع والجوع متشابكان بشكل وثيق – عندما يتصاعد أحدهما، عادة ما يتبعه الآخر."

وأشار إلى أنه كما هو الحال في أي أزمة، فإن الأشد فقرا وضعفا هم الأكثر تضررا، وفي عالمنا المعولم، سوف يتردد صدى تأثير هذا الصراع عبر القارات.

وأعرب عن قلق الصندوق الدولي للتنمية الزراعية البالغ من أن النزاع الممتد يمكن أن يحدّ من إمدادات العالم من المحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة وزيت عبّاد الشمس، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والجوع.

وقال: "يمكن أن يعرّض ذلك الأمن الغذائي للخطر ويصعّد التوترات الجيوسياسية."

إذ تلعب هذه المنطقة من البحر الأسود دورا كبيرا في نظام الغذاء العالمي، حيث تقوم بتصدير 12 في المائة من السعرات الحرارية الغذائية المتداولة في العالم.

ويذهب 40 في المائة من صادرات القمح والذرة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا التي تعاني بالفعل من مشاكل الجوع، وحيث يمكن أن يؤدي المزيد من نقص الغذاء أو زيادة الأسعار إلى تأجيج الاضطرابات الاجتماعية.

مزارعة تقف في حقل أرز في تشاد.
© WFP/Evelyn Fey
مزارعة تقف في حقل أرز في تشاد.

الملايين يُدفعون باتجاه الجوع والفقر

وقال السيد أنغبو: "حاليا، شخص واحد من بين كل 10 أشخاص ليس لديهم ما يأكلونه، وتم دفع الملايين باتجاه الفقر والجوع بسبب تأثير الظواهر الجوية المتطرفة، وتداعيات جائحة كـوفيد-19."

وأكد أن استمرار هذا الصراع، الذي يُعد بالفعل مأساة لأولئك المتأثرين بشكل مباشر، سيكون كارثيا على العالم بأسره، ولا سيّما أولئك الذين يكافحون بالفعل لإطعام أسرهم.

وشدد على التزام الصندوق الدولي للتنمية الزراعية بمواصلة عمله لزيادة الاكتفاء الذاتي الغذائي والقدرة على الصمود في أفقر بلدان العالم، لكن سيكون من الصعب على المدى القصير التخفيف من الآثار العالمية من آثار هذه الأزمة. "وقف الصراع الآن هو الحل الوحيد."

وشجب الخسائر في الأرواح وتشريد السكان قائلا "ننضم إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنهاء العمليات العسكرية واستعادة السلام وحماية حقوق الإنسان."