منظور عالمي قصص إنسانية

الأزمة الأوكرانية: وكالات الأمم المتحدة تدعم الأفواج المتزايدة من اللاجئين

فتاة صغيرة تصل إلى رومانيا بحثا عن مأوى هرباً من الصراع الدائر في أوكرانيا.
© UNICEF/Ioana Moldovan
فتاة صغيرة تصل إلى رومانيا بحثا عن مأوى هرباً من الصراع الدائر في أوكرانيا.

الأزمة الأوكرانية: وكالات الأمم المتحدة تدعم الأفواج المتزايدة من اللاجئين

المساعدات الإنسانية

كشفت بيانات من مفوضية اللاجئين أن عدد الفارّين من الهجوم الروسي على أوكرانيا تجاوز 874,000 شخص حتى صباح يوم الأربعاء بتوقيت نيويورك.

وتوجه أكثر من نصفهم غربا باتجاه بولندا، وفقا لبوابة بيانات تشغيلية جديدة للمفوضية تتعقب وصول اللاجئين إلى البلدان المجاورة.

وقد وجد آخرون مأوى لهم في هنغاريا ومولدوفا ورومانيا وسلوفاكيا وغيرها. كما انتقل ما يقرب من 43,000 شخص إلى الاتحاد الروسي.

اتخاذ قرار المغادرة

مع اشتداد الصراع، هربت العائلات من أوكرانيا بأي طريقة ممكنة. وأفادت منظمة اليونيسف بأن البعض سار لمسافات طويلة في درجات حرارة شديدة البرودة.

كان على تانيا، وهي من مدينة تشيرنيفتسي الواقعة في غرب أوكرانيا بالقرب من الحدود مع رومانيا، أن تتخذ قرارا سريعا بمغادرة المنزل مع أسرتها.

وهربت مع شقيقتها صوفيا (19 عاما) وابنتها ميا (عامان) بعد أيام فقط من شن روسيا الهجوم العسكري في 24 شباط/فبراير.

وقالت لليونيسف: "تم اتخاذ قرار في غضون لحظات قليلة، لأن الوضع في أوكرانيا صعب للغاية، ولا يمكن معرفة ما سيحدث في الدقيقة المقبلة."

تصل تانيا (اليمين)، تقف مع أختها وابنتها الصغيرة إلى معبر سيريت الحدودي بين رومانيا وأوكرانيا.
© UNICEF/Alex Nicodim
تصل تانيا (اليمين)، تقف مع أختها وابنتها الصغيرة إلى معبر سيريت الحدودي بين رومانيا وأوكرانيا.

دعم على مدار الساعة

تعمل وكالات الأمم المتحدة على مدار الساعة لدعم النازحين الأوكرانيين الذين يتدفقون عبر الحدود الغربية، ونصفهم من الأطفال.

وتتواجد مفوضية اللاجئين في المنطقة منذ سنوات وتقوم بتنسيق الاستجابة لاحتياجات اللاجئين مع وكالات الأمم المتحدة الشقيقة والشركاء، دعما للسلطات الوطنية.

في بولندا على سبيل المثال، يدعم الموظفون السلطات في تسجيل اللاجئين وتزويدهم بالسكن والمساعدة.

وقالت اليونيسف إن العائلات المتنقلة تحتاج إلى الضروريات الأساسية مثل المأوى والغذاء والماء؛ ويحتاج الأطفال المصابون بصدمات نفسية بسبب العنف الذي شهدوه أيضا إلى رعاية نفسية.

وأكدت المفوضية أن الطواقم موجودة عند نقطة عبور بالانكا على الحدود بين مولدوفا وأوكرانيا، حيث تم إنشاء مركز مؤقت للاجئين.

وقدّم الفريق عدة أطنان من منتجات النظافة الأساسية، التي تمس الحاجة إليها، مثل المطهرات والحفاضات والمناديل.

مساحات آمنة للعائلات

Tweet URL

تقوم اليونيسف بإنشاء مساحات آمنة تسمى بالنقطة الزرقاء "Blue Dot" عند النقاط الحدودية والمواقع الرئيسية الأخرى في البلدان المضيفة لدعم تقديم خدمات الطوارئ للأسر.

وكان دور هذه المراكز حاسما خلال أزمة اللاجئين والمهاجرين في أوروبا بين عاميْ 2015-2016.

وتقدم المراكز مجموعة من الخدمات، بما في ذلك المساحات الآمنة للأمهات والأطفال، والدعم النفسي والاجتماعي والاستشارات القانونية الأساسية، والمجموعات الترفيهية ومنتجات النظافة.

ويمكن أيضا للأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم الحصول على المساعدة، وهناك أيضا أماكن يمكن للفتيان والفتيات اللعب فيها.

كارثة في المدن

كان ياروسلاف، البالغ من العمر تسعة أعوام، ووالدته فيكا، يخططان للعبور إلى رومانيا بعد السفر لعدة أيام من مسقط رأسهما، خيرسون، في جنوب أوكرانيا.

وقالت فيكا: "أسرتنا ظلت هناك. تمضي طوال الوقت في الملجأ، إنها كارثة. لدينا أصدقاء في أوروبا، ربما يمكننا الذهاب إلى هناك، لا نعرف. ربما إسبانيا، لكنني لست متأكدة الآن."

تحدثت فيكا مع الأصدقاء الذين ظلوا في خيرسون. وقالت: "كل الأطفال هناك خائفون حتى الموت، يختبئون في المراحيض، والملاجئ، ويختبئون في الأقبية."

زيادة الدعم والاستجابة

أطلقت الأمم المتحدة نداء بقيمة 1.7 مليار دولار لتقديم المساعدة التي تمس الحاجة إليها في أوكرانيا ودعم اللاجئين والدول المجاورة التي تستضيفهم.

وتشير التقديرات إلى أن 12 مليون شخص داخل أوكرانيا سيحتاجون إلى الإغاثة والحماية، بينما قد يحتاج أكثر من أربعة ملايين لاجئ إلى الحماية والمساعدة في الأشهر المقبلة.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس: "هذه أحلك ساعة بالنسبة لشعب أوكرانيا."

وأضاف أن ثمّة حاجة "إلى تكثيف استجابتنا الآن لحماية حياة وكرامة الأوكرانيين العاديين. يجب أن تمتاز استجابتنا بالتعاطف والتضامن."