منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: إدانة أممية لمحاولة نصب كمين لقافلة كانت تقل مواد غذائية

(من الأرشيف) شاحنات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تقوم بنقل المساعدات في جنوب السودان.
© WFP/Eulalia Berlanga
(من الأرشيف) شاحنات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تقوم بنقل المساعدات في جنوب السودان.

جنوب السودان: إدانة أممية لمحاولة نصب كمين لقافلة كانت تقل مواد غذائية

السلم والأمن

أفادت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس) وبرنامج الأغذية العالمي يوم الثلاثاء، بأن أحد جنود حفظ السلام في حالة مستقرة بعد يوم من إطلاق النار عليه أثناء محاولة نصب كمين لقافلة تابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان.

كانت القافلة المشتركة بين الوكالات المؤلفة من 59 شاحنة تحمل مساعدات غذائية وتغذوية من برنامج الأغذية العالمي يوم الاثنين عندما تعرضت لهجوم من قبل مسلحين بالقرب من غاديانغ الواقعة في ولاية جونقلي، على بعد حوالي 160 كيلومترا من عاصمة الولاية بور.

وكان حفظة السلام التابعون لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان يحمون القافلة، التي كانت تتنقل على مواقع مختلفة لتجهيز المساعدة التي تشتد الحاجة إليها لحوالي 95،000 شخص قبل موسم الأمطار، عندما يصبح الوصول إليها مقيدا بشدة.

حرف مسار المساعدات المنقذة للحياة 

وأصدرت البعثة وبرنامج الأغذية العالمي بيانا يدين بشدة محاولة نصب الكمين لهما.

وقالت الوكالتان إن مثل هذه الحوادث تعرقل قدرة العاملين في المجال الإنساني على تقديم المساعدة المنقذة للحياة للأشخاص المحتاجين خلال الفرصة المحدودة المتاحة للوصول إليهم.

وأضاف ميشاك مالو، القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لجنوب السودان، أن استمرار الهجمات على العاملين في المجال الإنساني، ومحاولة نهب مواد الإغاثة الحيوية، يشكلان انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي.

وقال: "في وقت تشوبه قيود تمويلية كبيرة، فإن فقدان المعونة بسبب السرقة أو النهب أو الإتلاف، يعني أن كل كيس من الطعام أو المواد التغذية أو غيرها من الإمدادات الإنسانية يُسرق مباشرة من أسر جنوب السودان الأكثر احتياجا".

تزايد الهجمات

ودعت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان وبرنامج الأغذية العالمي حكومة البلاد إلى التحقيق في الهجوم وتقديم الجناة إلى العدالة.

كما شددتا على ضرورة احترام العمليات الإنسانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تعمل على تعزيز السلام والاستقرار في البلاد.

وقد تصاعدت الهجمات التي تستهدف القوافل والأصول الإنسانية في جنوب السودان، حيث تجاوزت 590 في العام الماضي، وفقا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

وأجبر العنف المتزايد المنظمات الإنسانية على طلب الحماية من قوات بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أثناء توزيع المساعدات.

أطفال مشرودون في جنوب السودان.
© UNMISS / Eric Kanalstein
أطفال مشرودون في جنوب السودان.

انتهاكات حقوق الإنسان

وتأتي هذه الحادثة الأخيرة في الوقت الذي أصدرت فيه البعثة ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تقريرا مشتركا حول الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة التي ارتكبت خلال القتال العام الماضي في مقاطعة تامبورا الواقعة في ولاية غرب الاستوائية.

إذ قُتل ما لا يقل عن 440 شخصا، وأصيب 18 آخرون بجراح، في اشتباكات بين الجماعات المتحاربة بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر 2021.

وكشف التقرير كذلك عن "تعرض ما لا يقل عن 64 مدنياً للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع، بما في ذلك فتاة تبلغ من العمر 13 عاما تعرضت للاغتصاب الجماعي حتى الموت." كما أُجبر حوالي 80 ألف شخص على الفرار من منازلهم هربا من القتال.

وشملت الانتهاكات الأخرى المبلغ عنها النهب وتدمير الممتلكات، وتجنيد الأطفال، والهجمات على الأفراد والمرافق المحميين، وخطاب الكراهية والتحريض على العنف.

محاسبة الجناة

قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت: "ندعو جميع أطراف النزاع إلى محاسبة جميع الأفراد المتورطين في أعمال القتل والاغتصاب والاختطاف المروعة، من بين الانتهاكات الجسيمة الأخرى لحقوق الإنسان".

وأضافت: "يجب إطلاق سراح النساء والأطفال الذين تم اختطافهم على الفور ولم شملهم بأسرهم، وتعويض الناجين".

يذكر التقرير أسماء أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان / الجيش المعارض (SPLM / A-IO) وقوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان - التي يقودها اللواء جيمس ناندو - والميليشيات التابعة لها، باعتبارها مسؤولة عن الانتهاكات والتجاوزات.

وقد تم تحديد هوية المشتبه في قيامهم بالتحريض على العنف وتسهيله ومساعدته، ومن بينهم مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى وقادة مجتمعيون ودينيون.