منظور عالمي قصص إنسانية

بعد ثلاث سنوات من هجوم العصابات، الطلاب يعودون إلى مدرستهم في هايتي

الطالبة سيلينا أبولون (يمينا) تلتقي بالسيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، في هايتي.
Selina Apollon
الطالبة سيلينا أبولون (يمينا) تلتقي بالسيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، في هايتي.

بعد ثلاث سنوات من هجوم العصابات، الطلاب يعودون إلى مدرستهم في هايتي

الثقافة والتعليم

تقع مدرسة لايسي ناشونال دي لاسالين – والتي أعيد افتتاحها في كانون الثاني/يناير – في أحد أفقر أحياء عاصمة هايتي، بور-أو- برنس، وأكثرها اضطرابا وحرمانا. ويعيش حوالي 5,000 شخص في لاسالين.

أغلقت المدرسة بعد هجوم شنته خمس عصابات مسلحة على الحي في 13 و14 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، والذي مات فيه 26 شخصا. أصغر الضحايا كان يبلغ من العمر 10 شهور، والأكبر كان يبلغ 72 عاما. وفي تقريرها عن الحادث، تحدثت الأمم المتحدة عن حالتي اغتصاب جماعي.

وبحسب التقرير، فإن سكان لاسالين "استهدِفوا على ما يبدو لانتمائهم المفترض إلى عصابات مسلحة متنافسة." 

وقد أغلِقت المدرسة في أعقاب ذلك الهجوم.

عاد الطلاب إلى مدرستهم "لايسي ناشونال دي لاسالين" بعد إغلاقها بسبب عنف العصابات.
UN Haiti/Jonathan Boulet-Groulx
عاد الطلاب إلى مدرستهم "لايسي ناشونال دي لاسالين" بعد إغلاقها بسبب عنف العصابات.

التعليم لتغيير العالم

عادت سيلينا أبولون إلى المدرسة الآن، لكنها تتذكر الهجمات التي استمرت ليومين في 2018. وقالت: "لقد كانت مذبحة. كنت خائفةجدا، كان الخوف يعتري الجميع. لحسن الحظ، لم أفقد أيا من أفراد أسرتي أو أصدقائي." 

كانت سيلينا واحدة من الأطفال الذين تمكنوا من الالتحاق بمدرسة جديدة، على الرغم من ذلك، كان الأمر يتطلب رحلات يومية طويلة بالنسبة للكثيرين. وظل آخرون في البيت للسنوات الثلاث الماضية، ولم يقدروا على استكمال تعليمهم.

"أردتُ الاستمرار في الدراسة، لأنه بدون تعليم لا يمكنني النجاح في الحياة." 

المدرسة في منطقة محرومة وفقيرة

واليوم، اجتمعت سيلينا مع جميع زملائها السابقين، بمن فيهم جان فيليكس جان، رئيس مجلس الطلبة. 

وقال: "تقع مدرستنا في منطقة محرومة، وحتى صعبة، ولكن على الرغم من كل ما شهدناه، فإننا ندرك أننا وكلاء التغيير. التعليم هو أقوى أداة لدينا لتغيير العالم، لذلك نحن نفهم أنه يجب علينا العمل بجد للوصول إلى الجامعة."

تمكنت سيلينا وفيليكس، وكلاهما شغوف بالتعليم، من المناصرة نيابة عن جميع أطفال المدارس في هايتي عندما التقيا بنائبة الأمين العام، السيدة أمينة محمد، التي زارت المدرسة.

وقالت سيلينا: "سؤالي إلى السيدة أمينة هو كيف يمكنها دعم مجتمعنا حتى نتمكن من إنهاء دراستنا والوصول إلى الجامعة؟".

كان في استقبال السيدة أمينة محمد فرقة المدرسة الموسيقية، وأجرت هناك جولة حيث رأت جدرانها التي اكتست بغطاء جديد من الطلاء ولوحة دراسية جديدة ترحب بها في الحرم المدرسي. ورحبت بدورها بالتلاميذ في فصولهم الدراسية ووجهت لهم هذه الرسالة:

"لديكم فرصة كبيرة للحصول على التعليم؛ أنتم مستقبل هايتي. بعضكم يريد أن يصبح طبيبا أو ممرضا. يمكنكم أن تصبحوا أي شيء تريدونه، إذا حظيتم بتعليم جيد، وهو ما يبدأ في هذه المدرسة."

نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، تلتقي بطلاب المدرسة في لايسي ناشيونال دي لا سالين، هايتي.
UN/Daniela Gross De Almeida
نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، تلتقي بطلاب المدرسة في لايسي ناشيونال دي لا سالين، هايتي.

الوصول إلى التعليم المجاني والجيد

تعمل الأمم المتحدة بشكل وثيق مع الحكومة لتحسين الوصول إلى التعليم المجاني والتعليم بجودة عالية، من أجل التأكد من التحاق عدد أكبر من الأطفال في أشد المناطق ضعفا في بور-أو-برنس وعبر هايتي بالمدرسة.

وقالت السيدة أمينة محمد: "على عاتقكم مسؤولية كبيرة. لأن الجميع ليس في المدرسة، إذا، أنتم محظوظون. عليكم أن تظهروا لمجتمعاتكم  أن ارتياد المدرسة يؤدي إلى التنمية والتقدم."

وتقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من 200 مدرسة أقفِلت تحت ضغط من العصابات مع استمرار العنف في بور-أو-برنس.

كلما طال بقاء الأطفال خارج المدرسة، زاد احتمال أن ينتهي الأمر بالفتيان للانضمام إلى العصابات وقد تصبح الفتيات حوامل. وقد تزداد أيضا عمالة الأطفال أو الاعتداء الجنسي أو العنف.

وتدفع وزارة التعليم باتجاه فتح المزيد من المدارس، حتى تتمكن سيلينا وفيليكس وغيرهما من الحصول على فرصة التعليم التي يستحقونها.

ترغب سيلينا في تحقيق أعلى استفادة من تعليمها يوما ما، وتقول إنها تريد أن تصبح سكرتيرة لرئيس هايتي. ولكن علاوة على ذلك، تريد أن تكون "نموذجا يحتذى به لجميع الصغار في هايتي" وشخصا يساعد في تنمية البلد بطرق إيجابية، وهو فحوى رسالة السيدة أمينة محمد للطلاب في لاسالين بأنه يجب عليهم إدراك إمكاناتهم والاستفادة القصوى من مكانتهم المتميزة.