منظور عالمي قصص إنسانية

لدى عودتها من إثيوبيا، نائبة الأمين العام تؤكد على الحاجة إلى إعادة بناء الثقة

أم نازحة تطهو الطعام لأسرتها في أفار، إثيوبيا.
© WFP/Claire Nevill
أم نازحة تطهو الطعام لأسرتها في أفار، إثيوبيا.

لدى عودتها من إثيوبيا، نائبة الأمين العام تؤكد على الحاجة إلى إعادة بناء الثقة

السلم والأمن

عقب عودتها من رحلة استغرقت عدة أيام إلى إثيوبيا، قالت نائبة الأمين العام، أمينة محمد، إن "الثقة انهارت في إثيوبيا، ونحن بحاجة إلى إيجاد طرق لدعم البلد والقيادة والشعب، لإيجاد ذلك الطريق لإعادة بناء تلك الثقة؛ وبالتالي إعادة بناء السلام لشعبهم."
 

وفي حديثها مع الصحفيين من المقر الدائم بنيويورك يوم الجمعة، قالت أمينة محمد إن الرسالة في إثيوبيا كانت تنطوي على عدم توجيه أصابع الاتهام بالنسبة لها، قائلة إنه "في هذه المرحلة مع الصراع والمآسي المروعة، لا أحد ينتصر والسلام أمر لا غنى عنه حقا."

العبء يقع على كاهل النساء

وشددت على "العبء" الذي ألقاه الصراع على كاهل النساء والفتيات، قائلة إن "وقف الأعمال العدائية كان ضرورة ملحة."

في أسوأ كوابيسكم، لا يمكن تخيّل ما حدث للنساء في إثيوبيا

وقالت السيدة أمينة محمد: "تأثرت النساء الإثيوبيات بشكل كبير بطريقة لا يمكن تصوّرها. في أسوأ كوابيسكم، لا يمكن تخيّل ما حدث للنساء في إثيوبيا. لم يحدث ذلك في مناطق معينة، بل عبر المناطق."

وأضافت: "استمعتُ إلى نساء – لا أعرف كيف استطعن أن يخبرننا قصص الفظائع التي حدثت لهن – سواء تعرّضهن لاغتصاب جماعي.. أو اغتصاب أمام أطفالهن."

وأشارت إلى أنها مأساة وستكون عملية شفاء مدى الحياة للكثير من النساء والأطفال في إثيوبيا. 

وقالت: "تحتاج القيادة الإثيوبية والمجتمع الدولي إلى الضغط بقوة للأمام للتأكد من أن هذا الطريق إلى السلام يحدث عاجلا وليس آجلا."

أهمية المساءلة

لدى سؤالها عن المساءلة، قالت نائبة الأمين العام: "أعتقد أنه يجب تحقيق العدالة والمساءلة دون أدنى شك. أعتقد أنها جزء كبير في صلب الحوار الوطني. لا يمكنهم تحقيق أي سلام دائم دون تسوية، وتحميل المسؤولية على الفظائع التي ارتكبت في جميع أنحاء البلاد. وهكذا عندما أقول عدم توجيه أصابع الاتهام في تلك المنطقة، فيجب لوم كل شخص إذا كنت تريد إلقاء اللوم عليهم. لقد ارتكبت (الفظائع) عبر الحدود والمناطق، ويجب أن تكون هناك مساءلة."

وخلال زيارتها، التقت السيدة أمينة محمد بأشخاص في مناطق تيغراي وأمهرة وأفار والمنطقة الصومالية، حيث شهدت مآسي الصراع بنفسها، كما علمت أيضا بالجهود التي تبذلها الحكومة والشعب في إثيوبيا لإنهاء القتال.

وقالت: "في المنطقة الصومالية مأساة من نوع آخر، وهي تغير مناخ والجفاف، حيث تبلغ درجة الحرارة 50 درجة مئوية.. والنساء اللاتي التقين بهن هناك طلبن منا الماء وطرقا لإنقاذ مواشيهن."

وقد مثّلت السيدة أمينة محمد الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، في افتتاح الدورة الخامسة والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الأفريقي، حيث تحدثت مع القادة الأفارقة حول القضايا الملحة، من التنمية والصراع إلى العديد من الأزمات الإنسانية التي تعصف بالقارة.

الجفاف الشديد يقتل المواشي في إحدى المقاطعات في إثيوبيا.
© WFP/Michael Tewelde
الجفاف الشديد يقتل المواشي في إحدى المقاطعات في إثيوبيا.