منظور عالمي قصص إنسانية

منصة تيك توك ليست للترفيه فقط، بل ستضمن تثقيف ورفع وعي الأجيال الشابة بشأن الهولوكوست

أحذية مصادرة من سجناء معسكر الاعتقال في أوشفيتز، بولندا.
Unsplash/William Warby
أحذية مصادرة من سجناء معسكر الاعتقال في أوشفيتز، بولندا.

منصة تيك توك ليست للترفيه فقط، بل ستضمن تثقيف ورفع وعي الأجيال الشابة بشأن الهولوكوست

حقوق الإنسان

قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، إن إنكار الوقائع الفعلية للهولوكوست أو تحريفها أو الاستهانة بها، يعتبر شكلا خبيثا من الأشكال المعاصرة لمعاداة السامية. فقد أصبح تداول المعلومات الكاذبة عن الهولوكوست مشكلة آخذة في التفاقم على منصات التواصل الاجتماعي.

وبهذا الصدد، انضمت المنصة الإلكترونية "تيك توك" إلى اليونسكو والمؤتمر اليهودي العالمي في مكافحة إنكار الهولوكوست، وتحريف أحداثه.

وقالت السيدة أزولاي: "نرحب بالتزام منصة تيك توك بالعمل مع اليونسكو والمؤتمر اليهودي العالمي. ويتوجب على جميع المنصات الإلكترونية أن تتحمل مسؤوليتها فيما يتعلق بانتشار خطاب الكراهية وذلك من خلال ترويج مصادر المعلومات الموثوق بها."

وبحسب بيان صدر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، من اليوم فصاعدا، سيرى مستخدمو منصة تيك توك الذين يبحثون عن مصطلحات متعلقة بالهولوكوست، مثل "ضحايا الهولوكوست" و"الناجون من الهولوكوست"، لافتة تظهر في أعلى نتائج البحث تدعوهم إلى زيارة الموقع الإلكتروني للمؤتمر اليهودي العالمي واليونسكو: https://aboutholocaust.org/ar.

أما بالنسبة إلى المستخدمين الذين يبحثون عن مصطلحات ذات صلة بالهولوكوست وتنتهك المبادئ التوجيهية لمنصة تيك توك، فستمنع نتائج البحث من الظهور، وعوضا عنها سيرون اللافتة نفسها التي تدعوهم إلى زيارة الموارد التعليمية على الإنترنت التي يوفرها المؤتمر اليهودي العالمي واليونسكو.

مليار مستخدم لتيك توك شهريا

Tweet URL

وقال رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، رونالد س. لاودر: "يفخر المؤتمر اليهودي العالمي بالشراكة التي أبرمها مع اليونسكو ومنصة تيك توك، من أجل إتاحة معلومات وقائعية وموثوق بها عن الهولوكوست، أمام مليار مستخدم شهريا؛ فالمعروف عن منصة تيك توك قدرتها على الوصول إلى جمهور أصغر سنا، حيث يجهل جزء كبير منه فظائع الهولوكوست، وهو معرَّض بصورة خاصة للمعلومات الخاطئة. ونحن نرحب بتحمل المنصة المسؤولية وباستفادتها من انتشارها في وضع حدّ لانتشار معاداة السامية وإنكار الهولوكوست".

بيّنت دراسة أجريت في عام 2020، أنّ 41 في المائة من الشباب الراشدين الأمريكيين يعتقدون بأنّ هناك مليوني يهودي أو أقل من ذلك قد قتلوا، عوضا عن ستة ملايين. 

ويجهل 69 في المائة من الفرنسيين الذين شاركوا في الدراسة من جيل الألفية وجيل زي (Z)، الرقم الصحيح، ولا يملك 58 في المائة من النمساويين الذين شاركوا في الدراسة من الشريحة العمرية نفسها، أي فكرة عن الرقم.

دور منصات التواصل الاجتماعي 

لا تتخذ جميع المنصات إجراءات فعلية كفيلة بكبح جماح هذا التوجه الضار. وأفاد مركز مكافحة الكراهية على المنصات الرقمية في آب/أغسطس من العام الماضي بأن المنصات الإلكترونية أبقت على 84 في المائة من المحتوى المعادي للسامية الذي أبلغت عنه.

وتشير بيانات الأمم المتحدة واليونسكو إلى أن 17 في المائة من المحتوى ذي الصلة بالهولوكوست المنشور على منصة تيك توك، إما ينكر الهولوكوست أو يحرِّف أحداثه؛ لذلك قررت المنصة التصدي لهذه المشكلة بالاستعانة بخبرة اليونسكو والمؤتمر اليهودي العالمي.

ومع تفشي جائحة كـوفيد-19، ازداد انتشار المعلومات المضللة عن الهولوكوست ونظريات المؤامرة المعادية للسامية إلى حدٍّ كبير على منصات التواصل الاجتماعي.

وقالت مديرة العلاقات الحكومية مع المملكة المتحدة وأيرلندا وإسرائيل، ليز كانتر: "نعتقد بأن للتعليم دورا هاما في التخلّص من الكراهية، لذلك نفخر بإبرامنا شراكة مع المؤتمر اليهودي العالمي واليونسكو من أجل المساعدة في تثقيف الناس عن الهولوكوست، ومساعدتهم على إدراك دورهم في مكافحة الأشكال المعاصرة لمعاداة السامية."

وأضافت أن السلوك الذي ينطوي على الكراهية يتعارض مع بيئة منصة تيك توك الشاملة للجميع، "وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لكي نحافظ على منصتنا خالية من الكراهية، مع تسخيرنا لقوة تيك توك في تثقيف مستخدمي المنصة."

وتشترك اليونسكو مع المؤتمر اليهودي العالمي باستضافة الموقع الإلكتروني AboutHolocaust.org، الذي يتضمّن حقائق عن الهولوكوست بـ 19 لغة، مما يفسح المجال أمام تثقيف القراء عن الجذور التاريخية لهذه الإبادة الجماعية وإجراءاتها ونتائجها.

وكانت اليونسكو والمؤتمر اليهودي العالمي قد أبرما قبل عام من الآن، شراكة مماثلة مع منصة فيسبوك، ومنذ ذلك الحين جرت زيارة الموقع (AboutHolocaust.org) 400 ألف مرة تقريبا من أكثر من 100 بلد.