منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام للأمم المتحدة: نحن في سباق مع الزمن لمساعدة الشعب الأفغاني

العائلات النازحة تواجه شتاء باردا ونقصا في الطعام في كابول بأفغانستان.
© UNHCR/Andrew McConnell
العائلات النازحة تواجه شتاء باردا ونقصا في الطعام في كابول بأفغانستان.

الأمين العام للأمم المتحدة: نحن في سباق مع الزمن لمساعدة الشعب الأفغاني

المساعدات الإنسانية

مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي في أفغانستان سوف يزداد سوءا بدون مشاركة خلاقة ومرنة وبناءة من جانب المجتمع الدولي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن اليأس والتطرف سينموان.

وأكد الأمين، خلال حديثه للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الخميس، الحاجة إلى العمل الآن لمنع الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وإيجاد سبل لمنع المزيد من المعاناة بالنسبة لملايين الأفغان.

وقال السيد غوتيريش: "نحن في سباق مع الزمن لمساعدة الشعب الأفغاني"، مشيرا إلى إطلاق الأمم المتحدة، قبل يومين فقط، أكبر نداء إنساني على الإطلاق لمساعدة دولة واحدة بغرض جمع أكثر من 5 مليارات دولار.

وأكد أن حجم هذا النداء يعكس حجم اليأس الذي يعاني منه الأفغان:

"إنهم يبيعون الأطفال لإطعام بقية أشقائهم. والمرافق الصحية تفيض بالأطفال المصابين بسوء التغذية. ويحرق الناس ممتلكاتهم للتدفئة. وفُقدت سبل العيش في جميع أنحاء البلاد. يعتمد أكثر من نصف سكان أفغانستان الآن على المساعدة المنقذة للحياة".

وحذر الأمين العام من أنه وبدون بذل المزيد من الجهود المتضافرة من المجتمع الدولي، يمكن أن يواجه كل رجل وامرأة وطفل تقريبا في أفغانستان فقرا مدقعا. "ويحدث كل هذا، بالطبع، في خضم جائحة عالمية".

وأوضح الأمين العام أن هذه المساعدة ضرورية لتكثيف الدعم الغذائي والزراعي المنقذ للحياة والخدمات الصحية وعلاج سوء التغذية والمأوى في حالات الطوارئ والمياه والصرف الصحي والحماية والتعليم في حالات الطوارئ.

"هذه كلها استثمارات مهمة لدعم الأفغان على مساعدة أنفسهم في إعادة بناء حياتهم وبناء مستقبل لأطفالهم".

عائلات نازحة تجمع الماء رغم قسوة الشتاء البارد في كابول بأفغانستان.
© UNHCR/Andrew McConnell
عائلات نازحة تجمع الماء رغم قسوة الشتاء البارد في كابول بأفغانستان.

 

نتائج هائلة

وقال السيد غوتيريش إن عملية المساعدة الإنسانية في أفغانستان، إذا تم تمويلها بشكل صحيح، فإنها لديها القدرة على تحقيق نتائج مذهلة.

"وصلت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني، في العام الماضي، إلى 18 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، أي أكثر من 60 في المائة عن العام السابق. ساعد عمال الإغاثة الوطنيون والدوليون في استمرار تدفق المساعدات الغذائية، وعمل العيادات، وأن تظل المدارس مفتوحة. هؤلاء العمال لديهم الآن إمكانية الوصول إلى المناطق والمجتمعات التي لم يكن الوصول إليها متاحا لسنوات".

"مزيج قاتل لشعب أفغانستان"

لكن الأمين العام قال إن العمليات الإنسانية بحاجة ماسة إلى المزيد من الأموال والمزيد من المرونة.

وقال إن درجات الحرارة المتجمدة والأصول المجمدة تمثل "مزيجا قاتلا لشعب أفغانستان"، مشددا على ضرورة تعليق القواعد والشروط التي تمنع استخدام الأموال لإنقاذ الأرواح والاقتصاد في حالة الطوارئ هذه".

ودعا إلى ضرورة "السماح للتمويل الدولي بدفع رواتب العاملين في القطاع العام، ولمساعدة المؤسسات الأفغانية على تقديم الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الحيوية الأخرى".

وقال إن هؤلاء الموظفين المدنيين يشملون "الجراحين في مستشفيات الدولة الكبرى، وعمال الصرف الصحي الذين يعملون على محاربة الأمراض، ومهندسي الكهرباء الذين يسعون جاهدين لإبقاء الأضواء مضاءة في جميع أنحاء البلاد".

وأشار إلى أن هذا النوع من الدعم المقدم للمرافق الأساسية للدولة سيعطي الأفغان الأمل في المستقبل وسببا للبقاء في بلدهم. ورحب باعتماد مجلس الأمن استثناء إنسانيا من نظام جزاءات الأمم المتحدة على أفغانستان.

وأكد أن هذا الاستثناء للمؤسسات المالية والجهات التجارية يمنح تأكيدات قانونية للتعامل مع العاملين في المجال الإنساني، دون خوف من انتهاك العقوبات.

وقال إن الأمم المتحدة تتخذ خطوات لضخ السيولة في الاقتصاد من خلال ترتيبات إبداعية مصرح بها. "لكن هذه الجهود تمثل نقطة في بحر".

وشدد على ضرورة بدء تشغيل النظام المصرفي لتجنب الانهيار الاقتصادي ولتمكين العمليات الإنسانية. "يجب الحفاظ على وظيفة البنك المركزي الأفغاني ومساعدته، وتحديد مسار للإفراج المشروط عن احتياطيات العملة الأجنبية الأفغانية. يجب علينا أن نفعل المزيد لضخ السيولة بسرعة في الاقتصاد وتجنب الانهيار الذي قد يؤدي إلى الفقر والجوع والعوز للملايين".

على سبيل المثال، قال الأمين العام إن البنك الدولي يدير صندوقا استئمانيا لإعادة الإعمار في أفغانستان. "في الشهر الماضي، حوّل البنك 280 مليون دولار من هذا الصندوق لعمليات اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي في البلاد".

عائلات نازحة تواجه شتاء قاسيا ونقصا في الطعام، كابول في أفغانستان.
© UNHCR/Andrew McConnell
عائلات نازحة تواجه شتاء قاسيا ونقصا في الطعام، كابول في أفغانستان.

 

وأعرب عن أمله في أن تصبح الموارد المتبقية - أكثر من 1.2 مليار دولار - متاحة لمساعدة الشعب الأفغاني على البقاء في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة في أفغانستان على استعداد للعمل مع الدول الأعضاء وغيرها لوضع أنظمة خاضعة للمساءلة من شأنها أن تمكن الأموال من الوصول إلى الشعب الأفغاني الأكثر حاجة، وضمان عدم تحويل هذه الأموال.

مناشدة لطالبان لحماية حقوق النساء

ووجه الأمين العام نداءا عاجلا إلى قيادة طالبان للاعتراف بحقوق الإنسان الأساسية للنساء والفتيات وحمايتها.

"في جميع أنحاء أفغانستان، تغيب النساء والفتيات من المكاتب والفصول الدراسية. جيل من الفتيات يرى آماله وأحلامه تتبخر. العالمات والمحاميات والمعلمات محرومات من العمل - مما يؤدي إلى إهدار المهارات والمواهب التي ستفيد البلد بأكمله، بل والعالم بأسره. "لا يمكن لأي دولة أن تزدهر بينما تنكر حقوق نصف سكانها".

وشدد على أهمية أن تحصل النساء والفتيات في أفغانستان على جميع فرص التعليم والعمل والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى، معلنا استعداد الأمم المتحدة للتعاون مع السلطات الأفغانية ودعمها لجعل ذلك ممكنا على وجه السرعة.

للمضي قدما، قال الأمين العام إنه من الضروري أيضا بذل كل جهد لبناء مؤسسات حكومية شاملة يشعر جميع الأفغان بأنهم ممثلون فيها - والتي تعزز الأمن وتحارب الإرهاب. 

الأمم المتحدة تطلق أكبر نداء لدولة واحدة لمساعدة أفغانستان