منظور عالمي قصص إنسانية

في أعقاب النهب، برنامج الأغذية العالمي يعلن أنه سيعلق أنشطته في شمال دارفور

من الأرشيف: لجأ حوالي 63000 نازح إلى منطقة آمنة مجاورة لمنشأة تابعة لليوناميد في سورتوني في دارفور، بالسودان. (نيسان/أبريل 2016)
UNAMID/Mohamad Almahady
من الأرشيف: لجأ حوالي 63000 نازح إلى منطقة آمنة مجاورة لمنشأة تابعة لليوناميد في سورتوني في دارفور، بالسودان. (نيسان/أبريل 2016)

في أعقاب النهب، برنامج الأغذية العالمي يعلن أنه سيعلق أنشطته في شمال دارفور

السلم والأمن

أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه بصدد تعليق أنشطته في شمال دارفور حتى إشعار آخر، وقد يؤثر التعليق على حوالي مليوني شخص. ويوجد لبرنامج الأغذية العالمي أربعة مستودعات أخرى في كبكابية وكتُم وسورتوني.

وقد أعرب مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة يوم الأربعاء عن القلق إزاء نهب ثلاثة مخازن تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في الفاشر شمال دارفور. على مدار الأيام الماضية، بدءا من 28 كانون الأول/ديسمبر، تم نهب ثلاثة مستودعات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي على يد جناة مسلحين، انضم إليهم بعض السكان المحليين.

وأشار مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أنه في حين لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات أو وفيات، وتم حصر جميع موظفي البرنامج وتأمين سلامتهم، فمن الضروري حماية الأصول والأفراد العاملين في المجال الإنساني من مثل هذه الأعمال الفظيعة.

إدانة واسعة لنهب المستودعات

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، السيدة خاردياتا لو ندياي، قد أدانت نهب الإمدادات الغذائية من مستودع برنامج الأغذية العالمي في الفاشر، بولاية شمال دارفور.

وقد تعرض المستودع لهجوم من جماعات مسلحة مجهولة، مساء الثلاثاء، الموافق 28 كانون الأول/ديسمبر. ويأتي هذا الحادث في أعقاب أعمال النهب وأعمال العنف المبلغ عنها حول قاعدة اليوناميد السابقة في الفاشر الأسبوع الماضي.

وقالت خاردياتا لو ندياي، وهي أيضا نائبة الممثل الخاص للأمين العام "إن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني قلقون للغاية بشأن التقارير الواردة من ولاية شمال دارفور عن تعرض الأصول الإنسانية للهجوم. وكانت هذه عبارة عن مساعدات غذائية مخصصة للأشخاص الأكثر ضعفا في السودان. لا ينبغي أن تكون المساعدات الإنسانية هدفا أبدا".

حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية

وفقا للمنسقة المقيمة، يحتاج واحد من بين كل ثلاثة أشخاص في السودان إلى مساعدات إنسانية. "ومثل هذا الهجوم يعيق بشدة قدرتنا على توصيل المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها".

ودعت، على وجه الاستعجال، جميع الأطراف إلى الالتزام بالمبادئ الإنسانية والسماح بالتوصيل الآمن للمساعدات المنقذة للأرواح.

ووفقا للتقارير الأولية، فإن مستودع برنامج الأغذية العالمي الواقع في منطقة البورصة بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يحتوي على ما يصل إلى 1,900 طن متري من المواد الغذائية، مخصصة لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في تلك المنطقة. ويأتي ذلك وسط عجز غير مسبوق في التمويل لبرنامج الأغذية العالمي يقدر بنحو 358 مليون دولار. 

وأعربت منسقة الشؤون الانسانية عن امتنانها لتدخل السلطات المحلية ومنعها تدهور الوضع، مشيرة إلى استعادة الوضع الأمني، نقلا عن السلطات المحلية.

إلا أنها دعت حكومة السودان إلى "تكثيف الجهود لضمان حماية وسلامة المباني والأصول الإنسانية في جميع أنحاء السودان".

ويحتاج ما يقدر بـ 14.3 مليون شخص في السودان إلى مساعدات إنسانية وفقا لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022. ويحتاج 25 في المائة من هؤلاء إلى الأمن الغذائي ودعم سبل كسب العيش.

أسف لفقدان المساعدات والممتلكات

Tweet URL

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أدان، بشدة، استمرار عمليات النهب والاعتداءات على منشآت الأمم المتحدة ومعداتها وإمداداتها الممنوحة للسلطات السودانية بغرض الاستخدام المدني، في مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور.

وأعرب الأمين العام عن الأسف لفقدان المساعدات وغيرها من المعدات والإمدادات الموجهة لصالح مجتمعات دارفور. 

ودعا حكومة السودان إلى استعادة النظام، وكفالة استخدام ممتلكات وأصول بعثة يوناميد للأغراض المدنية حصرا، بما يتماشى مع الاتفاق الإطاري الموقع بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة، في آذار/مارس من هذا العام.

 كما دعا الأمين العام السلطات السودانية إلى تيسير بيئة عمل ومرور آمنة لعمليات الأمم المتحدة المتبقية في الفاشر.

بدوره، أعرب فولكر بيرتس، رئيس بعثة يونيتامس عن خيبة أمل شديدة إزاء نهب قاعدة اليوناميد السابقة في الفاشر، وقال إن المعدات المسروقة كانت مخصصة للسلطات في إقليم دارفور لاستخدامها في حماية المدنيين. 

وشدد على ضرورة أن تكون حماية المدنيين أولوية للدولة وللتنظيمات المسلحة أيضا- حتى التنظيمات التي تورطت في النهب.