منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: تحذير من "تسونامي" من الحالات مع تشكيل أوميكرون ودلتا تهديدا مزدوجا

(من الأرشيف) عاملون صحيون في إيران يقومون بفحص الإمدادات الطبية.
WHO/Iran
(من الأرشيف) عاملون صحيون في إيران يقومون بفحص الإمدادات الطبية.

كوفيد-19: تحذير من "تسونامي" من الحالات مع تشكيل أوميكرون ودلتا تهديدا مزدوجا

الصحة

حذرت منظمة الصحة العالمية من استمرار فيروس كورونا في التطور وفي تهديد النظم الصحية، إذا لم يتم تحسين الاستجابة الجماعية. وقالت إن كلا من متغيريّ دلتا وأوميكرون يشكلان حاليا تهديدا مزدوجا، ويؤدي كلاهما إلى ارتفاع الحالات بشكل قياسي، مما يؤدي مرة أخرى إلى ارتفاع حالات دخول المستشفيات والوفيات.

وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "إنني قلق للغاية من أن أوميكرون أصبح أكثر قابلية للانتقال ويستمر انتشاره في نفس الوقت مثل دلتا مما يؤدي إلى حدوث تسونامي من الحالات."

وأوضح أن ذلك يشكل، وسيظل يشكل، ضغطا هائلا على العاملين الصحيين المنهكين والنظم الصحية، ويعطل مرة أخرى الحياة وسبل العيش.

وأضاف يقول: "الضغط على الأنظمة الصحية ليس فقط بسبب مرضى كـوفيد-19 الجدد الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى ولكن أيضا، عدد كبير من العاملين الصحيين يمرضون هم أنفسهم."

غير المطعمين هم الأكثر عرضة للخطر

وأضاف المسؤول الأممي أن الأشخاص غير المطعمين هم أكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب أي من المتغيّرين.

وقال: "يتحرك أوميكرون بسرعة كبيرة. بالإضافة إلى التطعيم، هناك حاجة أيضا إلى تدابير اجتماعية للصحة العامة لوقف موجة العدوى، وحماية العاملين والأنظمة الصحية وفتح المجتمعات وإبقاء الأطفال في المدارس."

اقرأ أيضا: حصاد عام 2021 -- اللقاح ضد كوفيد-19 يرى النور لكنه يظل بعيدا عن متناول كثيرين

تطعيم 70 في المائة من السكان في 2022

دعا د. تيدروس إلى تحقيق غاية تطعيم 70 في المائة من سكان الدول بحلول منتصف عام 2022. وكان قد حث قادة العالم - خلال اجتماع مجموعة الدول السبع ومجموعة الدول العشرين - على التأكد من أنه بحلول نهاية هذا العام، تقوم البلدان بتطعيم 40 في المائة من سكانها، و70 في المائة بحلول منتصف سنة 2022.

Tweet URL

وقد فوتت 92 دولة من بين الدول الأعضاء الـ 194 هدف تطعيم 40 في المائة من سكانها. وتُرجع منظمة الصحة العالمية ذلك إلى مزيج من العرض المحدود الذي يذهب إلى البلدان منخفضة الدخل لمعظم العام، ووصول لقاحات على وشك انتهاء الصلاحية، وبدون معدات رئيسية مثل المحاقن.

وقال د. تيدروس: "40 في المائة كان (هدفا) ممكن التحقيق. ليس الأمر عارا أخلاقيا فحسب، بل إنه كلّف أرواحا وقدم للفيروس فرصا للانتشار دون رادع، والتحور."

ودعا قادة الحكومات للمضي قدما في تحقيق المساواة في اللقاحات العام القادم من خلال ضمان الإمداد المتسق والمساعدة في إيصال اللقاحات فعليا إلى الناس.

وقال: "أمامنا 185 يوما حتى نصل خط النهاية، ونحقق هدف 70 في المائة بحلول تموز/يوليو 2022. والعدّ يبدأ الآن."

وحذر من أنه مع استمرار الجائحة، من الممكن أن تتجنب المتغيرات الجديدة التدابير المضادة وتصبح مقاوِمة بشكل كامل للقاحات الحالية أو العدوى السابقة، مما يستلزم تعديل اللقاحات.

عامان على الجائحة

مع الكشف عن متغير أوميكرون في عدد متزايد من البلدان، منظمة الصحة العالمية تعلن وقوفها إلى جانب دول جنوب أفريقيا.
WHO Africa
مع الكشف عن متغير أوميكرون في عدد متزايد من البلدان، منظمة الصحة العالمية تعلن وقوفها إلى جانب دول جنوب أفريقيا.

قبل عامين، عندما اجتمع الناس للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة، ظهر تهديد عالمي جديد. وعلى الرغم من قلة المعلومات، كان لدى منظمة الصحة العالمية ما يكفي من الخبرة لتحديد جدية الوضع.

وتابع د. تيدروس يقول: "في وقت مبكر، توصلنا إلى أن التغلب على التهديد الصحي الجديد – فيروس كورونا الجديد الذي من المحتمل أن ينتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم – يتطلب ثلاثة أشياء: العلم والحلول والتضامن."

لكنه أوضح أنه على الرغم من نجاعة العلم، إلا أن السياسة انتصرت في كثير من الأحيان على التضامن. وأضاف أنه في حين كان هناك 1.8 مليون حالة وفاة في عام 2020، شهد عام 2021 3.5 مليون حالة وفاة، وقد يكون الرقم أكبر من ذلك. إضافة إلى الملايين الذين سيضطرون للتعامل مع آثار كوفيد-19 الطويل.

وقال: "الشعبوية والقومية الضيقة واكتناز الأدوات الصحية، بما في ذلك الأقنعة والعلاجات والتشخيصات واللقاحات، من قبل عدد صغير من البلدان، كل ذلك قوّض العدالة وخلق الظروف المثالية لظهور متغيرات جديدة."