منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول أممي يدين مقتل أحد عمال الإغاثة في كمين بجنوب السودان

امرأة وأسرتها يتجولون في سهل غمرته مياه الفيضانات للوصول إلى منزلهم في ولاية الوحدة بجنوب السودان
WFP/Gabriela Vivacqua
امرأة وأسرتها يتجولون في سهل غمرته مياه الفيضانات للوصول إلى منزلهم في ولاية الوحدة بجنوب السودان

مسؤول أممي يدين مقتل أحد عمال الإغاثة في كمين بجنوب السودان

المساعدات الإنسانية

خلّف هجوم في جنوب السودان على قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة قتيلا وجريحا. وأدان المنسق الإنساني في جنوب السودان "بشدة" هذا الهجوم مطالبا بأن تبذل السلطات قصارى جهدها لتقديم الجناة إلى العدالة وحماية المجتمعات، والعاملين في المجال الإنساني والأصول في جميع أنحاء البلاد.

وفي بيان صدر اليوم الاثنين، شدد المنسق الإنساني في جنوب السودان، ماثيو هولينغورث، على أن المركبات البرمائية كانت عليها علامة مميزة بوضوح على أنها مركبات إنسانية وهي الطريقة الوحيدة التي يمكن توصيل المساعدات من خلالها إلى المناطق المغمورة بمياه الفيضانات.

وأضاف يقول: "يجب أن أقبل (بحقيقة) أنه كان هجوما مستهدفا وانتهاكا للقانون الإنساني الدولي."

وتشير التقارير إلى أنه في 19 كانون الأول/ديسمبر، هاجم رجال مسلحون القافلة المؤلفة من خمس مركبات في ولاية جونقلي، وأطلقوا الرصاص على المركبات. وكان الفريق عائدا من "تِنديير" حيث قام بتسليم مساعدات غذائية منقذة للحياة إلى الأشخاص المتضررين هناك عندما تعرّض أفراد الفريق للكمين.

وقال السيد هولينغورث: "في أسبوع، عندما تستعد عائلات عديدة للأعياد والأفراح، تبذل فرق من عمال الإغاثة في جميع أنحاء هذا البلد كل ما في وسعها لدعم الأشخاص المستضعفين المحتاجين." وقدّم تعازيه الحارة لأسرة وأحباء العامل الإنساني.

الهجوم على العاملين الإنسانيين "غير مقبول"

وأكد على أن وقوع حادثة من هذا النوع ضد مدنيين محددين بوضوح وضد العاملين في المجال الإنساني والأصول الإنسانية أمر غير مقبول.

وقال: "بالنظر إلى أن كل ولاية جونقلي الكبرى قد عانت من الفيضانات خلال السنوات الثلاث الماضية، فمن غير المنطقي تماما أن الجناة الذين يأتون من هذه المنطقة، ممن كانت عائلاتهم تستفيد من المساعدات في السنوات الأخيرة، قد هاجموا هؤلاء العمال الشجعان الذين يسلمون المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات الضعيفة."

وأكد أن أعمال العنف "الهوجاء" تقوّض القدرة على الاستمرار في مساعدة الناس في المناطق النائية وتجعل من الصعب الوصول إلى المناطق التي غمرتها مياه الفيضانات.

وقد تأثر الأشخاص في مقاطعة "دوك" بشكل كبير بالفيضانات في 2020 ومرة أخرى في 2021. وثمة ما يُقدر بحوالي 130,000 شخص بحاجة إلى المساعدات. وتستفيد فرق الاستجابة من كل دعم لتقديم المساعدة الغذائية لهؤلاء الأشخاص، بمن فيهم 17,000 طفل دون سن الخامسة ممن يستفيدون من دعم التغذية المنقذة للحياة.

مقتل 5 عمال إغاثة حتى الآن

يمثل هذا الحادث خامس حالة وفاة لعامل إغاثة في الميدان خلال عام 2021 في جنوب السودان. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن معظم القتلى هم من زملائهم في جنوب السودان، مؤكدا أن مثل هذه الحوادث تعرقل العملية الإنسانية التي تجري لصالح الفئات الأكثر ضعفا.

وقال هولينغورث: "لكل عامل إغاثة إنسانية في هذا البلد الحق في القيام بعمله في بيئة آمنة ومأمونة. يجب تقديم مرتكبي هذه الأعمال الشائنة إلى العدالة."