منظور عالمي قصص إنسانية

سوريا: مسؤولان أمميان يعربان عن أملهما في أن يشهد العام القادم خطوات ملموسة لدفع العملية السياسية إلى الأمام

يعيش أكثر من 60 ألف نازح في مخيم الهول، شمال شرق سوريا، غالبيتهم من النساء والأطفال.
© UNICEF/Delil Souleiman
يعيش أكثر من 60 ألف نازح في مخيم الهول، شمال شرق سوريا، غالبيتهم من النساء والأطفال.

سوريا: مسؤولان أمميان يعربان عن أملهما في أن يشهد العام القادم خطوات ملموسة لدفع العملية السياسية إلى الأمام

السلم والأمن

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا السيد غير بيدرسون إن الوقت قد حان لاستكشاف إمكانية المضي قدما بالعملية السياسية، بشكل هادف، خلال عام 2022. من جانبه، شدد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة، مارتن غريفيثس، على أهمية حماية المدنيين.

جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن، عُقدت صباح اليوم الاثنين بتوقيت نيويورك، بشأن الوضع السياسي والإنساني في سوريا.

وأعرب بيدرسون في كلمة افتراضية عن أمله في "أن نتمكن في العام القادم من العمل على خطوات ملموسة نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254".

وقال إن الوضع الراهن ينطوي على العديد من المخاطر، "وسيكون من الحماقة فقط إدارة مأزق غير مقبول ومتدهور"، مشددا على أن الحقائق التي تواجه جميع الأطراف يجب أن تعزز المصلحة في التسوية، وتفتح الفرص لخطوات ملموسة إلى الأمام على المسار السياسي.

وبعد ست سنوات من اعتماده، قال السيد بيدرسون إنه "لا يزال أمامنا، مع الأسف، الكثير من العمل الذي ينبغي فعله في سبيل تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، بشكل يخفف من معاناة الشعب السوري، ويلبي تطلعاته المشروعة، ويعيد لسوريا وحدتها وسيادتها."

وأعرب عن اعتقاده بأن هناك احتمالات للتقدم يتعين استكشافها في عام 2022. وعلل ذلك بالقول:

أولا: تواجه جميع الأطراف مأزقا استراتيجيا على الأرض استمر حتى الآن لمدة 21 شهرا، دون أي تغييرات في الخطوط الأمامية - مما يوضح بشكل متزايد أنه لا توجد جهة فاعلة أو مجموعة فاعلة يمكنها حسم نتيجة الصراع، وأن تحقيق الحل العسكري لا يزال بمثابة "وهم".

وثانيا: المخاطر والتكاليف الجسيمة التي تطال الجميع بمجرد محاولة المضي في خضم الوضع الراهن غير المقبول - لا سيما بالنظر إلى المعاناة الإنسانية، وأزمة النزوح المستمرة، وانهيار الاقتصاد، والانقسام الفعلي للبلد، مخاطر التصعيد المتجدد واستمرار تهديد الإرهاب.

(من الأرشيف) أطفال يملأون أوعيتهم ماء ملوثا - مدينة الطبقة - شمال سوريا
© UNICEF/UN066040/Souleiman
(من الأرشيف) أطفال يملأون أوعيتهم ماء ملوثا - مدينة الطبقة - شمال سوريا

 

اجتماعات مكثفة

وأشار المبعوث الأممي إلى عقده مباحثات واسعة النطاق في المنطقة، واجتماعه مع وزراء خارجية الأردن والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ومصر والإمارات العربية المتحدة، في تشرين الثاني/ نوفمبر، ومع الحكومة اللبنانية في وقت سابق من هذا الشهر.

كما سافر مؤخرا إلى دمشق لإجراء مناقشات واسعة النطاق مع الحكومة السورية.

وأعرب عن استعداده لعقد الدورة السابعة للجنة الدستورية التي يقودها ويملكها السوريون وتيسرها الأمم المتحدة في جنيف بمجرد التوصل إلى تفاهمات.

وقال بيدرسون إنه أطلع المبعوثين الأمريكيين والأوروبيين والعرب والأتراك خلال لقائهم في بروكسل، مشيرا إلى أن نائبته، السيدة خولة مطر في طريقها اليوم الاثنين إلى نور سلطان، عاصمة كازاخستان، حيث ستلتقي بمسؤولين روس وأتراك وإيرانيين وآخرين يشاركون في اجتماع مماثل لاجتماع أستانا.

وفي نور سلطان، سيحضر الفريق الأممي اجتماع الفريق العامل المعني بالإفراج عن المحتجزين/ المختطفين، وتسليم الجثث، وتحديد الأشخاص المفقودين، "حيث نواصل الحث على إحراز تقدم ملموس بشأن جوانب مختلفة من الملف."

بناء الثقة

وقال بيدرسون إنه لمس، من خلال كل هذا التواصل، قدرا كبيرا من عدم الثقة. ولكن مع ذلك، أشار إلى وجود اهتمام كاف من جميع الأطراف لاختبار ما يمكن أن يتحقق عبر عملية سياسية أوسع، على حد تعبيره.

وأعرب عن أمله في التمكن من البدء في تحديد خطوات تدريجية ومتبادلة وواقعية ودقيقة ويمكن التحقق منها، والاتفاق عليها، والتي يمكن اتخاذها بالتوازي لبناء الثقة والمساعدة في دفع العملية السياسية إلى الأمام تماشيا مع قرار مجلس الأمن 2254.

أسرة تحصل على الملابس استعدادا لفصل الشتاء من اليونيسف في مخيم الهول شمال شرق سوريا.
© UNICEF/Delil Souleiman
أسرة تحصل على الملابس استعدادا لفصل الشتاء من اليونيسف في مخيم الهول شمال شرق سوريا.

 

خطوات عملية

بدوره، أشار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة، مارتن غريفيثس إلى الحاجة إلى عمل متجدد من قبل الجميع "إذا كان لدينا أي أمل في عكس الاتجاهات السلبية" في عام 2022:

أولا، يجب حماية المدنيين.

ثانيا، نحن بحاجة إلى مزيد من الدعم للمساعدات المنقذة للحياة، خاصة وأن الناس في سوريا يواجهون شتاء قارسا آخر.

ثالثا، نحن بحاجة إلى المزيد من مساعدات التعافي المبكر لجعل استجابتنا مستدامة.

رابعا، نحن بحاجة إلى الوصول إلى المزيد من الأشخاص المحتاجين عبر جميع الطرائق. ونحث جميع الأطراف على تسهيل تنفيذ خطة الأشهر الستة عبر الخطوط.

وأخيرا، كما هو الحال دائما، نحتاج إلى تنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى الدولة.

خطة أممية بشأن إيصال المساعدات

وأفاد باتخاذ خطوات متجددة أنشئ من خلالها نظام توصيل عبر الخطوط خلال الأشهر الستة الماضية، بهدف مساعدة الأشخاص المحتاجين، في الشمال الغربي لسوريا.

وقال إنه تم نشر قافلتين في الشمال الغربي. وقد عبرت القافلة الثانية خطوط الصراع، في 9 كانون الأول/ديسمبر.

حملت هذه القوافل المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية الأخرى لعشرات الآلاف من الناس. ويجري الإعداد لنشر القافلة المقبلة في شهر كانون الثاني/يناير.

وشدد غريفيثس على الحاجة إلى ترجمة التقدم الأولي، بشكل جماعي، إلى عمليات إنسانية أكثر قابلية للتنبؤ وأكثر استدامة، مشيرا إلى وضع الأمم المتحدة خطة مدتها ستة أشهر لتحقيق ذلك.

"سنواصل بذل كل ما في وسعنا لتسهيل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية عبر الخطوط. وأدعو جميع الأطراف إلى تسهيل تنفيذ خطتنا".

زار منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيثس، مركز إعادة الشحن بالقرب من معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية خلال جولته الأولى على المنطقة منذ توليه منصبه.
©OCHA

تقدم في خطط التعافي المبكر

بينما تظل الأنشطة الفورية المنقذة للحياة من الأولويات، إلا أن السيد مارتن غريفيثس شدد على ضرورة مساعدة السوريين على رسم طريقهم الخاص نحو مستقبل أفضل، مشيرا إلى أن التعافي المبكر يعد جانبا مهما آخر من جوانب الاستجابة الإنسانية.

بخلاف الطعام، قال غريفيثس إن السوريين يريدون- مثل الناس في كل مكان- وظائف لكسب لقمة العيش، ويريدون تلبية احتياجاتهم الأساسية.

"لقد شهدنا تقدما حقيقيا في التعافي المبكر، ويشجعني إجماع المانحين المتزايد على الحاجة إلى تمويل التعافي المبكر والقدرة على الصمود. وأتوقع أن يزداد ذلك في عام 2022".

تزايد معاناة النازحين السوريين

واستمع المجلس أيضا إلى إحاطة من ممثلة المجتمع المدني السوري، الطبيبة أماني بلّور، والتي قالت إن النزاع المستمر في بلادها، منذ عشر سنوات، شهد استهدافا واضحا للمستشفيات من قبل النظام السوري وحلفائه، "وقد أدى ذلك إلى انهيار النظام الصحي في البلاد".

وأشارت إلى أن العمال الطبيين لا يزالون يبذلون قصارى جهدهم، وأن الكثير من زملائها يعملون في دوريات "تمتد لأكثر من عشرين ساعة بدون استراحة، ويفحصون أكثر من 100 مريض يوميا".

وأعربت عن أسفها لتزايد الاحتياجات الإنسانية. "ففي الشمال الغربي، يعيش أكثر من 1.7 مليون شخص في مخيمات النازحين داخليا. 85 في المائة من هذه المخيمات باتت قديمة، وقد دمرت العواصف والأمطار الكثير منها".

وأشارت إلى ارتفاع مستويات سوء التغذية والتقزم ووفيات الأطفال ومعاناة الأمهات الحوامل من نقص الحديد وسوء التغذية.

فتاة تجمع المياه من شاحنة محملة بالمياه في أحد مخيمات النازحين داخليا في شمال غرب سوريا.
© UNICEF/Khaled Akacha
فتاة تجمع المياه من شاحنة محملة بالمياه في أحد مخيمات النازحين داخليا في شمال غرب سوريا.

 

سوريا تتطلع إلى عقد الجولة المقبلة للجنة الدستورية

المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية، السفير بسام صبّاغ أكد التزام حكومة بلاده بالحل السياسي القائم على الحوار الوطني السوري-السوري بملكية وقيادة سورية، معربا عن تطلع بلاده لعقد الجولة السابعة للجنة الدستورية.

أما فيما يتعلق بتعزيز الوصول عبر الخطوط، قال السفير السوري إن الحكومة السورية واصلت بذل كل الجهود الممكنة، وتقديم التسهيلات اللازمة للأمم المتحدة ووكالاتها المختصة لتيسير تنفيذ الولاية ذات الصلة في القرار 2585.

وأشار إلى أن الحكومة - والتزاما منها بتعزيز الوصول من الداخل إلى كافة أنحاء البلاد - وافقت على خطة الأشهر الستة التي تقدمت بها الأمم المتحدة وتجاوبت بشكل إيجابي وبسرعة قياسية على حد تعبيره.