منظور عالمي قصص إنسانية

داعيا إلى الوحدة بين القادة اللبنانيين لانتشال لبنان من أزماته، غوتيريش يؤكد تضامن الأمم المتحدة مع الشعب اللبناني 

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس اللبناني ميشال عون.
UN Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس اللبناني ميشال عون.

داعيا إلى الوحدة بين القادة اللبنانيين لانتشال لبنان من أزماته، غوتيريش يؤكد تضامن الأمم المتحدة مع الشعب اللبناني 

السلم والأمن

حث أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القادة اللبنانيين على العمل معا لحل الأزمات الراهنة في البلاد، فيما دعا المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه للبنان في ظل ما يعانيه من تدهور اقتصادي واجتماعي وسياسي.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في القصر الرئاسي في لبنان، مساء اليوم الأحد بالتوقيت المحلي، بعد لقاء وصفه بـ"المثمر" مع الرئيس اللبناني ميشال عون.

Tweet URL

وقد وصل الأمين العام للأمم المتحدة إلى العاصمة اللبنانية بيروت في تمام الساعة الثانية والربع من بعد ظهر اليوم. وكان في استقباله في المطار وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب.

أما زيارته إلى قصر بعبدا، فقد بدأت الخامسة من بعد ظهر اليوم، في موكب أممي ضمّ وكيل الأمين العالم لعمليات حفظ السلام السيد جان-بيار لاكروا، ووكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وحفظ السلام السيدة روزماري ديكارلو، والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة جوانا فرونتسكا، وقائد قوات "اليونيفيل" الجنرال ستيفانو ديل كول، ومدير ومنسق زيارة الأمين العام ميغيل غراكا.

وتهدف الزيارة إلى "مناقشة أفضل السبل لدعم الشعب اللبناني للتغلب على الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة"، كما ذكر الأمين العام للصحفيين في القصر الرئاسي اللبناني، مؤكدا أنه جاء إلى لبنان برسالة واحدة بسيطة، ألا وهي أن "الأمم المتحدة تقف متضامنة مع شعب لبنان."

مسألة النازحين واللاجئين

وفي كلمته التي سبقت كلمة الأمين العام إلى الصحفيين، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إنهما تطرقا إلى موضوع النزوح السوري. وأكد للأمين العام "ضرورة إيجاد مقاربة جديدة لموضوع النازحين السوريين الى لبنان"، مشيرا إلى أن هذه الأزمة مستمرة ومتصاعدة منذ أكثر من ١٠ سنوات مع ما ترتّبه على لبنان من أعباء ضخمة خاصة في ظل الظروف الحالية.

ودعا الرئيس اللبناني إلى "ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته وتشجيع العودة الآمنة للنازحين إلى قراهم ووطنهم."

وأقر الأمين العام في هذا السياق بأن "المجتمع الدولي لم يفعل ما يكفي لدعم لبنان، ودعم الأردن، ودعم دول أخرى في العالم فتحت حدودها وأبوابها وقلوبها للاجئين، في حين أن بعض (الدول) للأسف أكثر ثراءً وأكثر قوة بكثير تغلق حدودها."

وقد شغل الأمين العام سابقا منصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين خلال 10 سنوات.

وخلال تجربته في تلك السنوات العشر، قال الأمين العام إنه كانت هناك حالات قليلة جدا حيث أظهر فيها بلد وشعب كرما مثل لبنان فيما يتعلق باللاجئين السوريين. وأضاف: "يأتي ذلك بثمن باهظ على الاقتصاد اللبناني والمجتمع اللبناني -وبسبب الصراع في سوريا- على الأمن اللبناني."

وبحسب السيد غوتيريش، يعد مثال لبنان مثالا يخلق مسؤولية تجاه المجتمع الدولي لدعم لبنان بشكل كامل في تجاوز الصعوبات التي يواجهها لبنان في الوقت الحاضر.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يصافح يد الرئيس اللبناني ميشال عون خلال زيارة تضامنية إلى لبنان.
UN Photo/ Eskinder Debebe
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يصافح يد الرئيس اللبناني ميشال عون خلال زيارة تضامنية إلى لبنان.

لا يحق للقادة السياسيين أن يشلّوا لبنان

وخلال زيارته التي تمتد لثلاثة أيام، سيلتقي الأمين العام بمجموعة واسعة من قادة المجتمع السياسي والديني والمدني، بما في ذلك النساء والشباب.

لا يحق للقادة السياسيين اللبنانيين أن يقسموا البلد ويشلوا حركته -- أنطونيو غوتيريش

ومشيرا إلى أن خطة الاستجابة للطوارئ حصدت 11 في المائة فقط من المبلغ المطلوب، قال إن هناك حاجة إلى تضامن أقوى من المجتمع الدولي، داعيا إياه إلى تعزيز دعمه للبنان.

غير أنه حث أيضا جميع السياسيين في البلاد على العمل معاً لحلّ هذه الأزمة، قائلا: "يتوقع الشعب اللبناني من قادته السياسيين ترميم الاقتصاد وتوفير حكومة ومؤسسات دولة فعّالة ووضع حدّ للفساد وصون حقوق الإنسان"، مشيرا إلى أن ما قاله له فخامة الرئيس اللبناني يأتي بالضبط في هذا الاتجاه.

ونظرا لمعاناة الشعب اللبناني، قال الأمين العام إنه "لا يحق للقادة السياسيين اللبنانيين أن يقسموا البلد ويشلوا حركته"، مقرا بأن رئيس الجمهورية اللبنانية هو "رمز لتلك الوحدة الضرورية".

الانتخابات المقبلة

ومن المزمع أن يعقد لبنان انتخابات برلمانية في الربيع المقبل.

وقال الأمين العام إن انتخابات العام المقبل "أساسية". ودعا إلى أن يكون "الشعب اللبناني مشاركا بشكل كامل في اختيار كيفية مضيّ البلد قدما".

وفي هذا الصدد، أكد السيد غوتيريش على أهمية أن "تُتاح للنساء والشباب كل الفرص للاضطلاع بدورهم الكامل في الوقت الذي يسعى فيه لبنان للتغلب على تحدياته العديدة ويضع الأسس لمستقبل أفضل."

ولفت الأمين العام الانتباه إلى أن "الأمم المتحدة ستدعم لبنان في كل خطوة من هذه المسيرة".

القرار 1701

وفي ما يتعلق بالوضع مع إسرائيل، جدد رئيس الجمهورية اللبنانية التأكيد للأمين العام على "التزام لبنان بتنفيذ القرار ١٧٠١ بكل مندرجاته والحفاظ على الاستقرار القائم على الحدود الجنوبية والتعاون الدائم بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل"، لافتا الانتباه إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية البرية والبحرية والجوية لا سيما استخدام الأجواء اللبنانية منطلقا لاعتداءات جوية متكررة على سوريا.

وشدد الرئيس اللبناني في المؤتمر الصحفي المشترك على تمسك لبنان بممارسة سيادته على كامل أراضيه، وحقوقه الكاملة في استثمار ثرواته الطبيعية لا سيما منها في حقلي الغاز والنفط، والاستعداد الدائم لمتابعة المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

وعن ذلك قال الأمين العام للصحفيين إن "الالتزام بالتنفيذ الكامل للقرار 1701 والحفاظ على وقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق وتقليل التوترات بين الطرفين أمر بالغ الأهمية."

واغتنم هذه الفرصة لتحية الآلاف من جنود حفظ السلام من النساء والرجال البعيدين عن عائلاتهم والبلدان التي تخدم السلام في لبنان.

كما أكد أن "استمرار الدعم الدولي للجيش اللبناني ومؤسسات أمن الدولة الأخرى ضروري لاستقرار لبنان"، مشجعا في هذا السياق جميع الدول الأعضاء على مواصلة وزيادة دعمها.

وبالإضافة إلى زيارة مرفأ بيروت ومشروعين في طرابلس يوم غد الاثنين، سيزور الأمين العام يوم الثلاثاء مقر بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بجنوب لبنان، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع المجتمع المدني.