منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة التعاون الإسلامي تجتمع لبحث سبل إنقاذ أفغانستان التي يشهد اقتصادها "سقوطا حرا"

نساء ينتظرون دورهن لإجراء فحوصات سوء التغذية لأطفالهن في عيادة في مقاطعة بلخ، افغانستان.
WFP/Julian Frank
نساء ينتظرون دورهن لإجراء فحوصات سوء التغذية لأطفالهن في عيادة في مقاطعة بلخ، افغانستان.

منظمة التعاون الإسلامي تجتمع لبحث سبل إنقاذ أفغانستان التي يشهد اقتصادها "سقوطا حرا"

المساعدات الإنسانية

خلال الدورة الاستثنائية السابعة عشر لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي والتي عُقدت في إسلام أباد حول الوضع الإنساني في أفغانستان، حذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية من تأثير ما يحدث في البلاد على المنطقة - والعالم بأكلمه.
 

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، إن هذا الاجتماع يأتي في لحظة بالغة الخطورة بالنسبة لشعب أفغانستان.

وتحدث السيد غريفثس عن تأثير الأزمة على الأفغان. وقال: "الاقتصاد الأفغاني الآن في حالة سقوط حرّ، وإذا لم نتصرف بشكل حاسم وبتعاطُف، أخشى أن هذا السقوط سيسحب معه شعبا بأكمله."

بحسب المسؤول الأممي، يواجه 23 مليون شخص الجوع، وتفيض المرافق الصحية بالأطفال المصابين بسوء التغذية؛ حوالي 70 في المائة من المعلمين لا يتقاضون رواتبهم، وملايين الأطفال – مستقبل أفغانستان – خارج المدرسة.

ولا تملك العائلات "ببساطة" المال اللازم للمعاملات اليومية، بينما تستمر أسعار السلع الأساسية في الارتفاع. وارتفعت تكلفة القمح والوقود بنحو 40 في المائة، ويشكل الغذاء الآن أكثر من 80 في المائة من متوسط إنفاق الأسرة.

الفقر الشامل هو المرحلة القاتمة المقبلة

وحذر من أنه بحلول منتصف العام المقبل، يمكن أن يصبح الفقر الشامل – الذي سيصل إلى 97 في المائة من السكان – المرحلة التالية القاتمة.

وقال: "في غضون عام، يمكن أن يُفقد 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان بالكامل، فيما قد تتضاعف البطالة بين الذكور لتصل إلى 29 في المائة."

وقال: "الأزمة ضخمة. واستجابتنا الإنسانية فعّالة وتستمر في التوسع، بفضل دعم المانحين السخي ومشاركتكم المستمرة." 

وحذر من أن أفغانستان لن تعيش على التبرعات وحدها، ودعا إلى تمويل مرن من المانحين لدعم الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والكهرباء وسبل العيش، واستخدام التمويل لضمان تلقي العاملين في القطاع العام روابتهم.

كما أشار غريفيثس إلى الحاجة لاستمرار المشاركة البنّاءة مع سلطات الأمر الواقع في عملية حوار هادف لتوضيح "ما نتوقعه من بعضنا البعض."

أطفال نازحون داخليا في مقاطعة قندهار، أفغانستان.
UNOCHA/Fariba Housaini
أطفال نازحون داخليا في مقاطعة قندهار، أفغانستان.

تدهور قيمة العملة

وتابع غريفثيس يقول إن قيمة العملة الأفغانية تتدهور، وتتدهور التجارة بسبب عدم الثقة في القطاع المالي، كما تقلصت مساحة الاقتراض والاستثمار بشكل كبير: "إن الحاجة إلى السيولة واستقرار النظام المصرفي أصبحت الآن ملحة – ليس فقط لإنقاذ حياة الشعب الأفغاني ولكن أيضا لتمكين المنظمات الإنسانية من الاستجابة."

ورحب بقرار الصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان التابع للبنك الدولي بتحويل 280 مليون دولار بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر إلى اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي. 

وكشف عن أنه في العام المقبل، "سنسعى للحصول على تمويل لأكبر نداء لنا على الإطلاق بقيمة 4.5 مليار دولار لمساعدة الأكثر ضعفا في أفغانستان." مشيرا إلى أن الخطة هي إجراء مؤقت لأكثر من 21 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة المنقذة للحياة، وينبغي تمويلها على سبيل الأولوية.

وشدد على أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب منظمة التعاون الإسلامي التي تجتمع اليوم للتعبير عن الاستعداد للمساعدة في تجنب الكارثة والمساهمة في المساعي الإنسانية.