منظور عالمي قصص إنسانية

أفغانستان: مفوضية اللاجئين تناشد المزيد من الدعم وسط تنامي الاحتياجات لـ 3.5 مليون نازح

تواصل الأمم المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية في أفغانستان، رغم الاضطرابات السياسية.
© WFP/Arete/Andrew Quilty
تواصل الأمم المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية في أفغانستان، رغم الاضطرابات السياسية.

أفغانستان: مفوضية اللاجئين تناشد المزيد من الدعم وسط تنامي الاحتياجات لـ 3.5 مليون نازح

المساعدات الإنسانية

سلطت مفوضية شؤون اللاجئين الضوء على الاحتياجات العاجلة للنازحين قسرا في أفغانستان مع اقتراب فصل الشتاء، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر، وتفتقر عائلات نازحة عديدة إلى المأوى المناسب – وهو مطلب أساسي للبقاء على قيد الحياة في البرد القارس.

وناشدت مفوضية اللاجئين تقديم المزيد من الدعم وسط الاحتياجات الإنسانية الحادة والمتنامية لـ 3.5 مليون شخص نزحوا بسبب الصراع داخل أفغانستان – بمن فيهم 700 ألف نزحوا خلال عام 2021.

وتتصاعد الأزمة الإنسانية يوميا في البلاد، فقد وصل الجوع في البلاد إلى مستويات غير مسبوقة حقا. ويواجه ما يقرب من 23 مليون شخص – أي 55 في المائة من السكان – مستويات شديدة من الجوع، وما يقرب من تسعة ملايين منهم معرّضون لخطر المجاعة.

وفي تصريحات منسوبة لبابار بالوش، المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين في المؤتمر الصحفي من جنيف، حذرت المفوضية من عدم وجود ملاجئ عازلة للبرد وملابس دافئة، ونقص وقود التدفئة، وعدم كفاية كميات الطعام والإمدادات الطبية، وهذه جميعها تُعتبر بعضا من أوجه الحرمان التي يواجهها النازحون قسرا في أفغانستان، مع بدء درجات الحرارة بالانخفاض إلى ما دون درجات التجمد.

أفغانستان "واحدة من أكثر الأوضاع الإنسانية تعقيدا"

وأضاف بالوش أنه بعد أكثر من 40 عاما من الصراع، لا تزال أفغانستان واحدة من أكثر الأوضاع الإنسانية تعقيدا في العالم، حيث تنقل الناس في جميع أنحاء البلاد في أعقاب سلسلة من حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية المتعلقة بتغير المناخ.

وشدد على أن توفير الطعام للمساعدة في تجنّب المجاعة على نطاق واسع أولوية أخرى فورية.

وقال بالوش: "يمكننا حاليا الوصول إلى ما يقرب من 60 ألف شخص كل أسبوع. هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الموارد للأكثر ضعفا – الأمهات العازبات اللاتي ليس لديهن مأوى أو طعام لأطفالهن، وكبار السن الذين يقومون برعاية الأحفاد الأيتام، وأولئك الذين يعتنون بأحبائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة."

هذا العام، ساعدت المفوضية حوالي 700 ألف نازح في جميع أنحاء البلاد، معظمهم منذ منتصف آب/أغسطس. والعمل مستمر للوصول إلى المزيد.

تعاني هذا الطفلة من سوء التغذية الحاد الوخيم حيث تصاعدت احتياجات الأطفال الغذائية أيضا في أعقاب الأحداث الأخيرة في أفغانستان.
© UNICEF
تعاني هذا الطفلة من سوء التغذية الحاد الوخيم حيث تصاعدت احتياجات الأطفال الغذائية أيضا في أعقاب الأحداث الأخيرة في أفغانستان.

دعم مستمر طوال موسم الشتاء

وقد دأبت المفوضية على جلب إمدادات الإغاثة عن طريق البر عبر البلدان المجاورة لأفغانستان ومن خلال الجسور الجوية الإنسانية. ومن المقرر أن تقلع الأسبوع المقبل خمس رحلات أخرى تحمل إمدادات المفوضية الشتوية من مخزونها العالمي في عمّان.

وأكد بالوش أن دعم المفوضية سيستمر طوال موسم البرد حتى شباط/فبراير 2022 لمساعدة العائلات النازحة قسرا على التكيف مع الظروف القاسية. وتشمل الاستجابة مواد الإغاثة الأساسية، مثل البطانيات الحرارية والملابس الشتوية الدافئة.

ويتم إصلاح الملاجئ وتعزيزها بينما يتم توفير الأغطية البلاستيكية ومواد العزل للمساعدة في حماية الملاجئ من العوامل الجوية. كما يتم تزويد العائلات الضعيفة بالمساعدة النقدية لتلبية الاحتياجات الإضافية خلال الأشهر الأكثر برودة مثل الوقود للتدفئة.

حاجة ماسة للمزيد من الدعم

أطلقت المفوضية حملة شتوية عالمية لجمع التبرعات للمساعدة في تخفيف العبء عن العائلات النازحة قسرا وسط أكثر شهور العام تهديدا للحياة، في أفغانستان وغيرها من الدول حول العالم.

لكن، ثمة حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم للمفوضية لمواصلة تقديم المساعدات المنقذة للحياة هذا الشتاء مع الاقتراب من أبرد أسابيع الموسم.

وتبلغ احتياجات تمويل المفوضية للوضع في أفغانستان في عام 2022 – بما في ذلك الاستجابة الشتوية المستمرة – 374.9 مليون دولار.