منظور عالمي قصص إنسانية

مقتل عشرات النازحين على أيدي جماعات مسلحة في الكونغو الديمقراطية، ومفوضية اللاجئين تؤكد أهمية احترام الطابع المدني والإنساني لمواقع النزوح

تلجأ العائلات في كنيسة تُستخدم كموقع مؤقت للنازحين داخليا في إيتوري، جمهورية الكونغو الديمقراطية.
© UNHCR/John Wessels
تلجأ العائلات في كنيسة تُستخدم كموقع مؤقت للنازحين داخليا في إيتوري، جمهورية الكونغو الديمقراطية.

مقتل عشرات النازحين على أيدي جماعات مسلحة في الكونغو الديمقراطية، ومفوضية اللاجئين تؤكد أهمية احترام الطابع المدني والإنساني لمواقع النزوح

السلم والأمن

أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن الجزع جراء سلسلة من الهجمات المميتة التي شنتها الجماعات المسلحة على النازحين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ودعت على لسان المتحدث باسمها في جنيف "جميع الأطراف إلى احترام الطابع المدني والإنساني لمواقع النزوح".

وأوضح المتحدث باسم المفوضية، بوريس شيشيركوف، في مؤتمر صحفي بجنيف، أن هذا الحادث الأخير الذي وقع يوم الأحد، أدى إلى مقتل 26 شخصا في موقع نجالا في منطقة درودرو الصحية في مقاطعة إيتوري، وفقا للسلطات المحلية. وأضاف للصحفيين:

"كان من بين القتلى عشر نساء وتسعة أطفال كما أصيب 11 شخصا. واستخدم المهاجمون البنادق والمناجل والسكاكين."
 

وفي مؤتمره الصحفي ذكر بوريس شيشيركوف أن مجموعة من الميليشيات هاجمت في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر، درودرو(Drodro) وتشيه (Tché) وهو موقع آخر للنازحين. ونقلا عن السلطات، قال شيشيركوف إن " 44 شخصا قتلوا في درودرو ودمر أكثر من 1200 ملجأ. تم تدمير ما يقرب من 1000 ملجأ في تشيه."

تزايد المحن والخوف

وبحسب مفوضية اللاجئين، فر ما يصل إلى 20 ألف شخص إلى رو (Rhoe)، بحثا عن الأمان بالقرب من القاعدة العسكرية لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو). تضاعف عدد سكان الموقع من 21،000 إلى 40،500 في أقل من 48 ساعة، مما أجبر العائلات الوافدة حديثا على النوم في العراء. الاحتياجات الرئيسية هي الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، فضلا عن المساعدة النفسية والاجتماعية.

وذكر المتحدث باسم المفوضية أنه في أماكن أخرى في شرق البلاد، هاجمت جماعة مسلحة موقعا للنازحين في بلدة ميكينجي في إقليم كيفو الجنوبي في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، "مما أسفر عن مقتل ستة أطفال وامرأة حامل. وأصيب ثمانية آخرون بالمناجل والرصاص." وفر السكان ودمرت مساكنهم.

وقال إن الهجمات، التي تنبع جزئياً من التوترات القبلية، تؤدي إلى تفاقم المشاكل التي يواجهها النازحون داخليا. وتؤدي سرقة الماشية، التي تصاحب الغارات في كثير من الأحيان، إلى تفاقم انعدام الأمن الاقتصادي. "ويزيد العنف من محنة الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم مرة واحدة على الأقل. كما أنه يغرس الخوف في نفوس السكان المحليين."

احترام الطابع المدني والإنساني لمواقع النزوح

نزح أكثر من 300 ألف شخص عبر شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ أوائل حزيران/ يونيو 2019.
© UNHCR/John Wessels
نزح أكثر من 300 ألف شخص عبر شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ أوائل حزيران/ يونيو 2019.

أُجبر 5.6 مليون شخص على الفرار من منازلهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بزيادة قدرها 400 ألف شخص مقارنة بأوائل عام 2021. ويعيش الغالبية بين المجتمعات المضيفة، لكن أكثر من 330 ألف شخص يتم إيواؤهم في مواقع النزوح.

وفي هذا السياق دعت المفوضية، على لسان السيد شيشيركوف، "جميع الأطراف إلى احترام الطابع المدني والإنساني لمواقع النزوح، حيث يتعرض كل من النازحين والسكان المحليين للهجوم في منازلهم. "

نقص في التمويل

كما دعت المفوضية الأطراف إلى ضمان الوصول إلى المواقع حتى يتمكن العاملون في المجال الإنساني من تقديم المساعدة الأساسية.

وفي حديثه مع الصحفيين اليوم بجنيف، أوضح المتحدث بوريس شيشيركوف أن المفوضية تسعى إلى الحصول على مزيد من الدعم المالي لعملياتها التي تعاني من نقص التمويل حتى تتمكن من دعم النازحين داخليا بشكل أفضل.

وقال إن المفوضية تلقت 52 في المائة فقط من 204.8 مليون دولار أمريكي المطلوبة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة للأشخاص الذين تعتني بهم المفوضية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.